وقال الأمير محمد بن نواف آل سعود، وهو طيار عسكري سعودي، في تفاعل مع حملة #مشينا_قبرص، أن الجزيرة الواقعة في البحر المتوسط بالقرب من اليونان وتركيا، ستكون وجهته السياحية في الصيف المقبل. ولم يكن الأمير الشاب هو الوحيد الذين أعلن نيته السفر إلى الجزيرة التي تتقارب بشكل ملحوظ مع السعودية، بغرض السياحة، بل انضم إليه مدونون سعوديون آخرون، أبدوا رغبةً بزيارة الجزيرة.
يتزامن ذلك مع تكثيف دعوات في مواقع التواصل، لمقاطعة السياحة في تركيا، مع تدهور العلاقات بشكل مستمر خلال السنوات الأخيرة، علماً ان الحملة تأتي إثر زيارة غير مسبوقة لوزير الخارجية السعودي، إبراهيم العساف إلى قبرص، هي الأولى من نوعها لوزير خارجية سعودي بالتزامن مع تطوير العلاقات الرسمية بين البلدين، وإجراء مباحثات مشتركة في شتى المجالات.
الصيف الجاي انشاء الله #قبرص 😍😎
— محمد بن نواف آل سعود (@mohammednawaf7) September 12, 2019
وينظر للزيارة على نطاق واسع كورقة جديدة تستخدمها الرياض ضد أنقرة بعد الخلاف الذي اندلع بين البلدين في أعقاب مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده في إسطنبول. ونقلت وسائل إعلام محلية عن الرئيس التنفيذي لشركة "طيران ناس" السعودية، بندر المهنا قوله، أن شركته سوف تفتح خطاً مباشرًا إلى قبرص اعتباراً من أيار/مايو 2020 كوجهة صيفية جديدة.
ويقول دعاة مقاطعة السياحة في تركيا، إن الدول المحيطة بها، مثل جورجيا وقبرص، تتوافر فيها أماكن وطبيعة مشابهة لتركيا، بجانب أسعار مقاربة لتركيا، ما يجعل منها بدائل مناسبة. علماً أن تركيا باتت في السنوات العشر الماضية، وجهة رئيسية للسياح القادمين من السعودية وعدد من دول الخليج، حيث تعمل أنقرة على خطط لجذب السياح إليها من مختلف دول العالم، بالتزامن مع اندلاع الحروب والدمار والفوضى في عدد من دول المنطقة عقب أحداث الربيع العربي، والتي كانت تشكل وجهات منافسة لتركيا.
وكانت وكالة "بلومبيرغ" قالت مؤخراً أن السعوديين يواصلون السفر إلى المنتجعات التركية من دون انزعاج من عناوين الصفحات الرئيسية السعودية التي تخوفهم من كل شيء: من الاختطاف إلى القتل، ويقول بعض السياح السعوديين أنهم يسافرون إلى تركيا لأن سفارتهم في أنقرة مازالت مفتوحة، ولا يوجد هناك منع رسمي للسياحة في تركيا، ولو تم فرض حظر فإنهم سيتوقفون عن الزيارة، كما فعلوا عندما حذرتهم الحكومة من السفر إلى لبنان.
ونقلت الوكالة عن سائحة سعودية في تركيا، أن المكان لا يختلف عن بلدها، فهناك مسجد ومطاعم تقدم الوجبات السعودية التي تحبها، خصوصاً الكبسة، وتتوقف الموسيقى في أوقات الصلاة، ولا أحد يعبر عن استغرابه من عباءتها السوداء ونقابها. وأضافت: "أستطيع الحصول على أسلوب الحياة المحافظ الذي أعيشه في السعودية لكن بمحيط أخضر وأسعار معقولة"، علماً أن الجو المريح والكلمات الجميلة التي تشبه الموسيقى في أذن صناعة السياحة يخفيان وراءهما صراعاً على القوة بين السعودية وتركيا، اللتين تحاولان توسيع التأثير في العالم العربي.
#مشينا_قبرص #نقبرصها يبيلها زيارة ... ان شاء الله يحطون رحلات مباشره لها @Saudi_Airlines @flynas pic.twitter.com/Bn20DxPmxj
— ﮼محمد،بن،سعد،بن،دايل🇸🇦MBS.KSA🇸🇦 (@Mohamed_Aldayel) September 12, 2019
والحال أنه منذ مقتل الصحافي جمال خاشقجي في إسطنبول قبل عام تقريباً، لم تتحسن العلاقات الرسمية بين البلدين، ويتركز غضب السعوديين على الرئيس رجب طيب أردوغان وحكومته، التي قامت بالكشف عن دور السعودية في مقتل الصحافي البارز، من خلال سلسلة من التسريبات حول جريمة القتل البشعة. لكن تسلل الثقافة التركية مستمر في السعودية، ومقاومتها أصبحت أمراً صعباً، حيث يواصل السعوديون تحميل الدراما التركية من الإنترنت، بعد منع عرضها على الكثير من القنوات السعودية، بالإضافة إلى زيارة المطاعم والمقاهي التي تظهر في المسلسلات الدرامية الشهيرة، بالإضافة إلى أن السياح السعوديين يشترون الملابس التركية والشموع العطرية والسجاد.
وأشارت "بلومبيرغ" إلى أن السياح السعوديين ملأوا الساحة الرئيسية في مدينة طرابزون على البحر الأسود، مشيرة إلى أن سائحة من جدة بحثت عن شراء مواد تجميل، قائلة: "هي أرخص هنا" من السعودية. وعندما سئلت عن التحذيرات، تجاهلتها قائلة: "مجرد تغريدات". فيما أشارت صحيفة "عكاظ" السعودية في وقت سابق من الشهر الماضي إلى محاولات تركية للتأثير على السعوديين من خلال "القوة الناعمة" مثل المسلسلات الدرامية والسياحة القوية.
وعلق مدير مركز السياسة الدولية في واشنطن كرمان بخاري: "لا يستطيعون إغلاق التلفزيون وإلغاء الرحلات الجوية والتبادل الثقافي، القوة الناعمة"، وأضاف أن الأتراك استطاعوا من خلال وسيط الثقافة الحصول وبطريقة تدريجية على تأثير في السعودية والعالم العربي بشكل عام. فيما تقول وزارة السياحة التركية، أن حوالي 750 ألف سعودي زاروا تركيا في العام الماضي، بزيادة 15% عن العام 2017، فيما كان العدد قبل ثورات الربيع العربي العام 2011 لا يتجاوز الـ120 ألف سعودي.
من جهته، قال مدير وكالات السياحة في منطقة البحر الأسود فولكان كانتراتشي، أن حملة مقاطعة تركيا السعودية تركت بعض الأثر، فشهد شهرا أيار/مايو وحزيران/يونيو الماضيين تراجعاً في عدد السياح في منطقة طرابزون، إلا أن العدد بدأ بالتزايد عندما عاد السعوديون وتحدثوا عن الأمان في تركيا. وقال صاحب شركة عقارات، أن هذا العام شهد تراجعاً في إقبال السعوديين على شراء عقارات في طرابزون، وأخبره سعودي أنه يخشى من قطع بلاده العلاقة مع تركيا، وبذلك يخسر استثماره.
ورغم ذلك فإن سحر تركيا والمسلسلات التلفزيونية يعدان عاملين في جذب السعوديين إلى المنتجعات السياحية، فنورة من بلدة القصيم، وهي منطقة محافظة في السعودية، قررت حجز رحلة مباشرة من القصيم إلى مطار طرابزون الصغير، ثم انتقلت إلى بحيرة "أزونغول"، وكان دافع الاختيار هو مسلسل "حب أعمى"، مشيرة إلى أنها في البداية خافت من التقارير التي خوفت السعوديين من السفر، إلا أن الخوف تلاشى عندما سمعت من قريبة لها أن الأمور عادية، وقررت المضي في رحلتها، معلقة على التخويف بأنه "كلام صحف".
#مشينا_قبرص
— رائد بن صالح (@Raed_abomuoti) September 12, 2019
سبق زرت قبرص
بكل صراحه بلد جميل اهلها ودودين
عندهم ارخبيل جميل جداً بأمكانك الاسترخاء في احد جزره :)
#مشينا_قبرص
— محمد البيضاني (@mohammad9143) September 12, 2019
جنة الله فأرضه مشينا للقبرص للسياحه
اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها