الإثنين 2019/07/22

آخر تحديث: 19:47 (بيروت)

أميركيون يعدون بإقتحام منطقة عسكرية.. والجيش يحذّر

الإثنين 2019/07/22
أميركيون يعدون بإقتحام منطقة عسكرية.. والجيش يحذّر
ثمة اعتقاد بأن القاعدة تجري أبحاثاً عن كائنات فضائية
increase حجم الخط decrease
تحت عنوان "لا يمكنهم إيقافنا جميعاً"، دعا مواطن أميركي، عبر صفحة في "فايسبوك"، أبناء بلده إلى "إقتحام المنطقة 51" العسكرية في ولاية نيفادا. بدأ الأمر كدعابة إجتاحت مواقع التواصل الإجتماعي، فاستقطب أكثر من مليون وسبعمئة ألف أميركي سجلّوا حضورهم، ومليون ونيف آخرين أعربوا عن "إهتمامهم" بالمشاركة في الحدث الإفتراضي، ما إستدعى إنتباه الجيش الأميركي الذي حذّر من زيارة المنطقة.
ماتي روبرتس، الأميركي المشاكس الذي أسّس الصفحة في فايسبوك، حدّد 20 أيلول/سبتمبر موعداً لتنفيذ "الإيفنت". وفي تفاصيل الحدث، كتب روبرتس ساخراً: "إذا ركضنا مثل ناروتو، يمكننا الإفلات من رصاصاتهم".

وبرصاصاتهم، يقصد روبرتس القوات الجوية الأميركية في إحدى المنشآت العسكرية الأكثر سرية في الولايات المتحدة. بنتيجة سريتها، أصبحت "منطقة 51" موضوعاً للكثير من نظريات المؤامرة التي تؤكّد على إستخدام قوات هذه القاعدة لتكنولوجيا فضائية وقيامها بتجارب على المراكب الفضائية التي سقطت على كوكب الأرض. وتذهب بعض هذه النظريات إلى القول بوجود تواصل بين هذه القاعدة العسكرية وكائنات فضائية.

وتعود هذه الشائعات إلى أواخر القرن الماضي، حين زعم بوب لازار، مواطن أميركي مصنّف كـ"منظّر مؤامراتي"، أنه أثناء عمله في هذه القاعدة كان شاهداً على تجريب وإستخدام تكنولوجيا فضائية، كما إطلع على تقارير الدولة الأميركية حول تدخّل الكائنات الفضائية في شؤون البشر منذ آلاف السنوات. وقد عاد لازار إلى الواجهة أخيراً في مقابلة أجراها معه الكوميدي جو روغان، وكرّر خلالها مزاعمه.

ومن هذه المقابلة، إستلهم روبرتس فكرة صفحته الفايسبوكية. "فلنرى هؤلاء الفضائيين"، كتب روبرتس ودعا الى الإلتقاء في "المركز السياحي الفضائي للقاعدة وتنسيق دخولنا". وأشار في مقابلة أجراها مع "سي إن إن" إلى أن أحداً لم يلتفت إلى نكتته في البداية، ولم يحصد سوى 40 مشارك المليون خلال الأيام الثلاثة الأولى، ثم تضاعف هذا العدد ليتخطى المليون ونصف بشكلٍ سحري. يلقب هؤلاء اليوم بـ"صيادي الأجسام الغربية". 

وبالرغم من أن الحدث في أساسه نكتة "طريفة"، وهو على الأغلب سيبقى على هذا الحال، لكن بارتفاع عدد المتفاعلين معه إلى هذا الحدّ، قد تخرج الأمور عن السيطرة. وهذا ما دفع بالقوات الجوية الأميركية إلى إصدار بيان يحذّر من إختراق المنطقة، وجاء في نص البيان "المنطقة 51 هي موقع تدريب عسكري ونثني أياً كان عن محاولة دخول مكان يتم فيه تدريب الجنود الأميركيين". 

الاهتمام الإعلامي الذي حصدته هذه الصفحة أدّى إلى تخوّف صاحبها، وهو لم يعلن عن هويته منذ البدء إذ خشي أن تدقّ عناصر FBI بابه. إلا أن هدف روبرتس الأساسي، وهو خلق meme واسعة الإنتشار، قد تحقق بالفعل مع إغراق وسائل التواصل الاجتماعي بصنف قائم بذاته من النكات التي أضحت معروفة بـarea 51 memes، وخصصت لها صفحات خاصة ومجموعات ومنصات مختلفة تعجّ بالصور والفيديوهات الساخرة. 

وقد تعدّى إنتشارها السياق والثقافة الأميركيين، حتى أنها أصبحت جزءاً من الصيحات التفاعلية في لبنان أيضاً، فزخرت صفحات الـmemes المحلية بهذا الصنف من النكات بعد ملاءمتها مع السياق الثقافي اللبناني وإسقاطها عليه. فعلى نفس مبدأ "لا يمكنهم إيقافنا جميعاً"، انتشرت الطرائف اللبنانية. 

حتى اليوم، تستبعد معظم الآراء وقوع الحدث فعلاً، لكن الجيش الأميركي ليس الوحيد الذي يتخذ الأمر على محمل الجدّ، بل كذلك "صيادو الـ aliens الذين حجزوا منذ الآن غرفاً في فنادق على مقربة من موعد الحدث. وإن كان عصر السوشيال ميديا قد أثبت شيئاً، وخصوصاً في الولايات المتحدة، هو أن أي أمر، وإن كان عجيباً، بإمكانه أن يتحوّل إلى صيحة. وأي صيحة قد تصبح حقيقة. 
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها