السبت 2019/06/15

آخر تحديث: 16:53 (بيروت)

"فايسبوك" يستعد لإطلاق عُملته.. والسيطرة على إقتصاد العالم!

السبت 2019/06/15
"فايسبوك" يستعد لإطلاق عُملته.. والسيطرة على إقتصاد العالم!
لا يعني اقتحام "فايسبوك" لسوق العملات الرقمية تراجع بقية العملات
increase حجم الخط decrease
تقود شركة "فايسبوك" جولة "مفاوضات" مع السلطات الأميركية، وخاصة وزارة الخزانة، بهدف وضعها في آليات تداول عملتها الرقمية والإتفاق على الإجراءات للحد من استخدامها في غسيل الأموال والنشاطات غير القانونية عبر العالم.
وتأتي المفاوضات بموازاة التحضيرات لإطلاق عملتها الرقمية المتوقعة في الربع الأول من العام 2020. وجاءت بعد سلسلة اجتماعات في سويسرا وبريطانيا واليابان. 

ولا يمتلك الجمهور معلومات وافية عن العُملة بسبب مساعي المنصة الإجتماعية "الزرقاء" الأكبر في العالم لعقد إتفاقيات مع مصارف وشركات مالية ومتاجر عابرة للحدود، بهدف إعتماد "غلوبال كوين" في تعاملاتها.

لكن بعيداً من المعلومات القليلة المسرّبة حتى الآن، فإن التوقعات تشير إلى أن "فايسبوك" بصدد تغيير شكل الإقتصاد العالمي في حال نجحت في التسويق لعملتها الجديدة لجملة اعتبارات. فخلافاً للعملات الرقمية المشفرة، تعمل شركة "فايسبوك" على ربط "غلوبال كوين" بسلة من العملات الرقمية الحقيقية كالدولار الأميركي والين الياباني، ما يضمن إلى حد كبير استقراراً في قيمتها وبالتالي يشجع المستخدمين على شراء العملة وتداولها من دون مخاطر كبيرة.
وفي حال استطاعت "غلوبال كوين" إقناع ما يقارب ملياري مستخدم للشبكة الزرقاء وخدماتها، فسرعان ما سيتحول تأثيرها إلى إقتصاد الدول، خاصة النامية منها والتي قد تعاني في أحيان كثيرة من عدم استقرار عملاتها الورقية، كما حصل على سبيل المثال في فنزويلا أخيراً.

لكن اعتماد "غلوبال كوين" بدلاً من العملات المحلية ليس واضحاً بعد، بسبب عدم وجود ارقام نهائية لحجم التداولات والعمليات الشرائية التي ستتم بها.

وفي حين تخدم غالبية العملات الرقمية المشفرة، مشاريع خدمات محددة في قطاعات عديدة، فإن عملة "فايسبوك" تعتمد على قوة الشبكة نفسها، وهي ليست بحاجة إلى فترات تجريبية طويلة لإقناع المستثمرين بها، خصوصاً أن الجمهور يتوقع الحصول على فوائد متراكمة على العملة الجديدة. 

على أن مشاركة "فايسبوك" للأرباح مع المستخدمين من شأنه التقليل إلى حد كبير من الإعتراضات على مسائل الخصوصية والتأثير في الرأي العام، كما سيعني مزيداً من المشتركين في الشبكة، وبالتالي صعودها في لائحة الشركات المؤثرة عالمياً على الإقتصاد بشكل مباشر.

وبما ان "فايسبوك" تمارس آليات محددة في محاربة الحسابات الوهمية وتمتلك القدرات التقنية الواسعة لتحقيق أمان الكتروني، فإن العديد من المشاكل التي تواجهها منصات التداول بالعملات المشفرة قد تصبح من الماضي، لناحية التأكد من بيانات العميل ومنع الاستخدام غير القانوني للعملة.

ولا يعني اقتحام "فايسبوك" لسوق العملات الرقمية تراجع بقية العملات، بل يتوقع الخبراء أن تتحول الشبكة الاجتماعية نفسها إلى وسيط لشراء عملات أخرى، خصوصاً أن العديد من دول العالم يمنع حتى الساعة شراء عملات مشفرة بشكل مباشر، وعلى المستخدمين في هذه الدول، كلبنان، اللجوء إلى أساليب تقنية ملتوية للحصول على "بيتكوين" وأخواتها، وضمان أمن محفظتهم الرقمية بعيداً من الاجراءات التنظيمية للمصارف اللبنانية.

ومن المؤكد أن شركات أخرى عملاقة في مجال التكنولوجيا والإقتصاد المعرفي بصدد دخول المعترك، بعد إعلان "فايسبوك"، بل إن بعضها كان قد بدأ بتطوير مشاريعه الخاصة لدعم عملات رقمية موجودة حالياً. ولن تكون شركة "غوغل" بعيدة من المنافسة، خصوصاً أن العديد من مشاريعها في الآونة الأخيرة يجسّ نبض المنافسة مع "أمازون" على صعيد التجارة الإلكترونية العابرة للحدود.

أسابيع قليلة وستبدأ الأخبار العلنية عن "غلوبال كوين" بالظهور، ومعها ستبدأ صفحة جديدة من تاريخ الإقتصاد العالمي.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها