الأربعاء 2019/06/12

آخر تحديث: 20:19 (بيروت)

"لبنة اند فاكت" و"ميغافون": إعلام السوشال ميديا.. لا العكس

الأربعاء 2019/06/12
"لبنة اند فاكت" و"ميغافون": إعلام السوشال ميديا.. لا العكس
من انفوغراف "لبنة اند فاكت" في "انستغرام"
increase حجم الخط decrease
أفضى ظهور الانترنت في القرن العشرين، إلى تغييرات لا يستهان بها في شكل الصحافة، لكن ظهور مواقع التواصل الاجتماعي بدا كإعصار وقد عصف بشكل المادة الصحافية حول العالم، باستثناء لبنان حيث لم يظهر أي تبدل "حقيقي" في كيفية تعامل المؤسسات الاعلامية التقليدية مع السوشال ميديا. 

ومع إكتشاف اصحاب المؤسسات الاعلامية ضرورة تواجدهم في السوشال ميديا، فإن جلّ ما فعلوه هو نشر المواد ذاتها في منصاتهم "الفايسبوكية" و"التويترية" من دون تجديد، إلا سطحياً، في طريقة العرض لجذب المستخدم، وبمواكبة منقوصة لخصائص هذه المنصات.

وهذا الفارق بين ما يطلبه مستخدمو السوشال ميديا، وما تقدمه المؤسسات الاعلامية التقليدية في لبنان، دفع العديد من الشبان للقيام بابتكارات اعلامية جديدة، تسمح لهم بخوض غمار التجارب في الفضاء الافتراضي، وتعطيهم فرص "مجانية" لتحقيق أهدافهم، إن كان على صعيد المادة الاعلامية المقدمة او على صعيد تحقيق النجاح الذاتي.

وأظهرت دراسة أجرتها أكاديمية "دويتشه فيله" ومؤسسة "مهارات" تحت عنوان "الشركات الإعلامية الناشئة في لبنان"، أنّ لبنان يعتبر أحد عواصم الابتكار الرقمي المزدهرة في منطقة الشرق الأوسط، إذ يستضيف حوالي 13% من إجمالي عدد المستثمرين في منطقة الشرق الأوسط وشمالي أفريقيا، وبلغ عدد الاستثمارات في هذا المجال أكثر من 100 استثمار بين العامين 2013 و2016. 

وغالباً ما يُنتج الابتكارات أشخاص يرون أنفسهم في عمل لا يشبههم ولا يعطيهم الاكتفاء الذاتي، فيقرّرون التخلي عن الوظيفة والتركيز على الابتكار، أو يستثمرون وقت فراغهم ويأخذونه على محمل الجد للعمل على فكرتهم ومشروعهم الخاص. 

وهذا ما ينطبق على نموذجين للإعلام البديل، إختارا السوشيل ميديا كحقل لتجاربهم. "ميغافون" و"لبنة أند فاكت"، وهما منصتان إعلاميتان تقدمان مادة إعلامية بطريقة جديدة ومواكبة لمواقع التواصل الإجتماعي. 
ميغافون

View this post on Instagram

Main #news of the week

A post shared by Megaphone | ميغافون (@megaphonenews) on


"ميغافون وسيلة إعلامية إلكترونية مستقلة"، هكذا يتم التعريف عن الصفحة في مواقع التواصل الاجتماعي. فالمنصة التي أنشئت في العام 2017، أسسها ثمانية شبان، وتهدف الى تقديم محتوى إعلامي بشكل يتناسب مع الخصائص البصرية لمواقع التواصل. أما الدافع الأساسي وراء إنشائها فيعود الى سببين، حسبما يقول أحد مؤسسي المنصة جان قصير لـ"المدن"، موضحاً ان "الأول يعود الى غياب الوسائل الإعلامية القادرة على فتح المجال لمناقشة مواضيع من قبل مختلف الأطراف السياسية، ومواضيع لا تختصر في الفساد، أو عن السلطة أو الطبقة الحاكمة، اضافة الى ما يتعلق بقضايا حقوق الإنسان". أما السبب الثاني فيكمن في النقص الفادح في الشكل الإعلامي المناسب للسوشال ميديا. 

تعتمد "ميغافون" بشكل أساسي على الأدوات البصرية لجذب متابعيها. ففي جولة في صفحتها في إنستغرام، أو فايسبوك، تنتشر صور انفوغرافية تلخص أبرز الأخبار السياسية أو خطاباً  "جدلياً" لأحد الزعماء السياسيين. 

ويعتبر قصير أنه من الضروري "تبسيط الأمور السياسية للشباب، وذلك بهدف إشراكهم وتحفيزهم على النقاش والتعبير عن رأيهم في المواضيع السياسية". 

"ميغافون" التي تأسست من قبل صحافيين وناشطين ومصممين شباب، تسعى الى "التدقيق وتحليل الأخبار المحلية بعمق وبأساليب جديدة، وتهدف الى تشجيع الحس النقدي والشفافية والمساءلة لدى الناس"، ويشير قصير الى أن ما يميّزهم عن باقي المنصات أو الوسائل الإعلامية "هو الخط التحريري وشكل المادة الصحافية المنشورة". ويضيف: "لدينا خط سياسي، معارض للسلطة الحالية، وأحد أهدافنا محاسبة السلطة في قراراتها. ومن ناحية أخرى نعتبر ميغافون مساحة لجميع الفئات المهمشة في المجتمع، من ضمنهم لبنانيون وغير لبنانيين، ومجتمع الميم، وعاملات المنازل". 

أما عن فريق العمل فأكثر ما يميزه، بحسب قصير، هو التنوع في الاختصاصات، إذ يضم صحافيين ومصممين وناشطين وحقوقيين أحبوا هذه المساحة الخاصة التي أتاحت لهم التعبير عن أفكارهم وتطلعاتهم السياسية، والقيام بتجارب". ويضيف: "نحن بدأنا كتجربة، وعملنا ستة أشهر من دون أي تمويل، لإيماننا بضرورة وجود إعلام بديل يقدم شيئاً جديداً مفقوداً في وسائل الإعلام اللبنانية".

المنصة التي تعتمد على 30 متطوعاً لإنتاج المادة الاعلامية بشكل أساسي، غير قادرة حتى  الآن على الإنتقال الى مرحلة التوظيف، وذلك بسبب ضعف التمويل. اذ يؤكد قصير أن التمويل الذي حصلوا عليه من قبل الاتحاد الاوروبي "مشروع دعم الديموقراطية" إستثمروه في تأمين المعدات اللازمة، ودفع مبلغ رمزي كبدل أتعاب. ويأمل قصير في المستقبل في التفرغ التام لهذا المشروع، والحصول على تمويل يساعد في استمرار المنصة.  
لبنة اند فاكت

View this post on Instagram

🇺🇸We’re super happy and proud to be once again media partners with Arabnet, the largest conference for entrepreneurs in Lebanon! If you’re passionate about tech and innovation, come join us these Wednesday and Thursday at Biel Seaside (careful, it’s not at Habtoor anymore). We will be asking weird yet useful questions to the entrepreneurs we will meet there. :) We’ll share their answers with you in our stories on Insta and FB, so stay tuned! 💪💪💪 --- 🇫🇷 On est super heureuses de vous annoncer que cette année encore nous sommes partenaires média d’Arabnet, le plus grand événements des entrepreneurs au Liban ! La classe non ? 😍 Le rdv des passionnés de tech et d’innovation ça se passe mercredi et jeudi au Biel Seaside (attention c’est pas au Habtoor commes les années précédentes) ! On y sera les deux jours pour poser des questions super décalées aux entrepreneurs qu’on va rencontrer :) On partagera avec vous leurs réponses en story sur Insta et FB :)💪💪💪 #lebanon #liban #entrepreneur #entrepreneurship #tech #fintech #innovation

A post shared by Labneh&Facts (@labnehandfacts) on



هي منصة تعتمد على "انستغرام" بالدرجة الأولى ومن ثم "فايسبوك"، وليست معنية بالأخبار السياسية، إذ تركز أكثر على قصص نجاحات الناس، بهدف تحفيز الآخرين أو المتابعين لتحقيق أهدافهم في الحياة. هذه المنصة أسستها صحافيتان هما ماري جوزيه وثريا، إذ قررتا القيام بشيء جديد غير روتيني بعد سنوات طويلة من العمل في مجال الإعلام. 

تقول ماري جوزيه لـ"المدن": "كنا نعمل سوية في المبنى نفسه، أنا أعمل مع مجلة commerce levant وثريا في صحيفة lorient le jour، وذات يوم، عرضت عليّ ثريا إنشاء موقع الكتروني يشبهنا ويشبه تطلعاتنا، تحمستُ كثيراً، لكني فضلتُ البدء في إنستغرام وفايسبوك، لأن هذا لا يرتب علينا أي كلفة اضافية.. وهكذا بدأت فكرة "لبنة آند فاكت".

هذه المنصة التي تأسست العام 2016، تعتمد بشكل أساسي على رواية القصة من خلال الصورة والتعليق المرفق. فالهوية الإعلامية لهذه المنصة من حيث الشكل واضحة. صورة بورتريه لشخصية لبنانية حققت إنجازاً معيناً أثّر في مسار حياتها. وتقول ماري جوزيه: "أردنا أن نكون قريبين من الناس، ونخبر قصصهم بطريقة سردية ومشوقة".
ولا يقتصر إنتاج "لبنة أند فاكت" على قصص إنسانية، شبابية ومؤثرة فحسب، بل أصدرت المنصة تحقيقاً يتعلق بالصحة النفسية. وكان عبارة عن بورتريه لخمسة أشخاص يعانون تحديات/اضطرابات نفسية، مع رواية قصصهم بطريقة بنّاءة، وكيف تغلبوا على مشاكلهم. وتضيف ماري جوزيه: "إكتشفنا من خلال التحقيق أن الاضطرابات النفسية منتشرة في لبنان أكثر مما يظهر للعيان، فقررنا بعد ذلك نشر أخبار توعوية تركز على الصحة النفسية".

تسعى "لبنة أند فاكت" على إيجاد تمويل من مؤسسات وشركات تدعم المبادرات والابتكارات الجديدة. وهذا ما دفع ماري جوزي وثريا الى وضع خطة عمل. "من الضروري أن نفهم كيف ندير عمل شركتنا، صحيح أننا صحافيتان، لكن من الضروري ضمان استمراريتنا، ولا يتم ذلك الا عبر إكتسابنا المهارات الادارية اللازمة". وتؤكد ماري جوزيه أن مشاركتهما في مسابقة حول ريادة الأعمال تحت عنوان la femme francophone entrepreneur، وتحقيق الفوز، ساعدهما في الحصول على تمويل وتطوير عملهما. كما دفعهما الى المشاركة في مسابقات أخرى تجمع بين العمل الاجتماعي من جهة، وتحقيق أرباح للشركة من جهة أخرى. 

وعن طريقة السرد الروائية لقصص أشخاص، ساعدت "لبنة أند فاكت" في جذب انتباه شركات ومؤسسات مهتمة بالترويج لنفسها. "هناك العديد من الشركات التي أُعجبت بطريقتنا، وطلبت منا إعداد قصص تتعلق بشركات وبالأشخاص القيمين عليها" تقول ماري جوزيه. وتضيف: "الآن نحن شركة تقدم مادة إعلامية للجمهور وأيضاً توفر خدمة للشركات وهذا ما ساعدنا في ضخ المال في "لبنة أند فاكت". 
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها