الخميس 2019/05/09

آخر تحديث: 14:58 (بيروت)

عيد النصر على النازية.. في سوريا!

الخميس 2019/05/09
عيد النصر على النازية.. في سوريا!
من الاحتفالات السورية بعيد النصر على النازية في اللاذقية (فايسبوك)
increase حجم الخط decrease
سخر معلقون سوريون من مشاهد الاحتفالات بالنصر على النازية، والتي نظمها جيش النظام والجيش الروسي في عدد من المدن السورية.


وانتشرت في مواقع التواصل، صور للاحتفالات ومن بينها احتفال بارز في جامعة تشرين بمدينة اللاذقية الساحلية، بالإضافة لاحتفالات في قاعدة "حميميم" الجوية الروسية، علماً أن وسائل إعلام روسية قالت قبل أيام أن الاحتفالات ستشمل 6 مدن رئيسية في البلاد، من بينها العاصمة دمشق وطرطوس التي استأجرت موسكو ميناءها مؤخراً لمدة 49 عاماً.


وتداولت صفحات محلية في "فايسبوك" صوراً لـ"الفوج الخالد" ويحمل المشاركون الروس فيه صور أقربائهم الذين سقطوا في الحرب العالمية الثانية، كما سيتم وضع إكليل من الزهر على نصب القتلى الروس في سوريا، أما المشاركون السوريون فسيحملون صور الذين "قتلوا في الحرب ضد الإرهاب في السنوات الأخيرة في سوريا".

ولا مجال للدهشة أمام المشهد، ففي السنوات الماضية، اعتاد التلفزيون السوري الرسمي نقل الاحتفالات السنوية مباشرة من الساحة الحمراء في موسكو، فيما تعرض قناة "روسيا اليوم" مقاطع للاحتفالات الروسية في حميميم، والتي باتت تقليداً سنوياً يظهر فيه متحدثون بالعربية والروسية، مع عرض عسكري ضخم، علماً أن الصفحات السورية أشارت للحرب العالمية الثانية بتسمية "الحرب الوطنية العظمى" وهي التسمية الروسية لها!


في ضوء ذلك، يشعر كثيرون أن سوريا تحولت إلى مجرد ولاية روسية تحت حكم الكرملين، بطريقة أو بأخرى، منذ التدخل العسكري الروسي لصالح النظام، خريف العام 2015، وما تبعه من تزايد مضطرد لنفوذ موسكو، التي أنشأت قواعد عسكرية دائمة لها في البلاد، مثل "حميميم" وغيرها.

وقاعدة حميميم الجوية هي قاعدة جوية روسية تقع قرب مدينة جبلة بريف اللاذقية مخصصة للجنود الروس فقط، وتستخدمها موسكو بموجب اتفاقية مع رئيس النظام بشار الأسد العام 2015، تتيح لها حق استخدام قاعدة حميميم في كل وقت، من دون مقابل، ولأجل غير مسمى. ويتم استخدامها منذ بداية التدخل العسكري الروسي، لشن غارات جوية على مناطق سيطرة المعارضة، ما أدى إلى مقتل آلاف المدنيين.. وهنا المفارقة بين الانتصار على النازية وارتكاب جرائم الحرب بذريعة مكافحة الإرهاب.

يذكر أن "عيد النصر" هو ذكرى استسلام ألمانيا النازية في الحرب العالمية الثانية، وهو عيد وطني تحتفل به روسيا وعدد من جمهوريات الاتحاد السوفياتي السابق أيضاً، ويستعرض الجيش الروسي، كل عام، قدراته ومعداته الحربية في الساحة الحمراء في موسكو، حيث تقام العروض العسكرية بحضور كبار المسؤولين والضباط في الجيش.

ومنذ التدخل العسكري الروسي، بات إعلام النظام الرسمي وشبه الرسمي، شديد التعلق بنقل أخبار روسيا، لدرجة بات يساوي فيها بين بوتين والأسد وبين جيشي البلدين بل وحتى تفضيل الجيش الروسي على جيش النظام، وكان ذلك واضحاً في احتفالية الإعلام السوري غير المسبوقة بعيد تأسيس الجيش الروسي العام 2017، في نوع من الحرص الشديد على إظهار "الامتنان" الرسمي للكرملين في شكل من أشكال التملق السياسي - الإعلامي، بموازاة بثه الأغاني الروسية والمسلسلات الروسية باستمرار كنوع من التملق الثقافي أيضاً من النظام لحليفه الأقوى.







increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها