الأربعاء 2019/05/29

آخر تحديث: 17:34 (بيروت)

سوريا: الكحول ممنوعة في ليلة القدر

الأربعاء 2019/05/29
سوريا: الكحول ممنوعة في ليلة القدر
increase حجم الخط decrease
عاد الجدل حول هوية الدولة الأسدية، بين علمانية مفترضة ودينية/طائفية إلى الواجهة في مواقع التواصل السورية، بعد قرار وزارة السياحة السورية بإغلاق الحانات ومنع بيع المشروبات الكحولية خلال "ليلة القدر" تحت طائلة المسؤولية.


وجاء في نص القرار الصادر عن مديرية الجودة والرقابة السياحية في الوزارة، أنه يجب "عدم تقديم المشروبات الكحولية وإقامة الحفلات الفنية في المنشآت السياحية ليلة القدر 27 رمضان تحت طائلة اتخاذ الأجراء القانوني في حال المخالفة".

وأثار القرار ردوداً ساخرة بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي، فكتب أحدهم متسائلاً: "أوقاف أو سياحة؟" في إشارة إلى الجهة التي أصدرت القرار، بينما علق آخر: "البركة بوزارة الاوقاف مارح تترك شي وما تتدخل فيه… وبدعم من القيادة الحكيمة".

هذه النوعية من التعليقات ليست غريبة، بل باتت متكررة منذ أواخر العام الماضي، عطفاً على الدور الواسع الذي باتت وزارة الأوقاف تحظى به في البلاد بعد المرسوم رقم 16 الذي تم إقراره قبل أشهر، لدرجة أن الوزارة باتت تتدخل في عمل وزارة الإعلام نفسها، وتجلى ذلك مؤخراً بتعيين عدد من خريجي كلية الشريعة ضمن كادر وزارة الاعلام لاغراض رقابية.

إلى ذلك، كتب أحد المعلقين: "يعني بس بليلة القدر؟؟ وتاني يوم ما في مشكلة مثلاً!! لك شو هالتخلف؟؟" فيما ذكّر آخر بحملة القصف التي تشنها قوات النظام وروسيا على إدلب وحماة قائلاً: "شو مشان ايقاف القصف والقتل بالأطفال ما راح يوقف بليلة القدر؟"، بينما كتب آخر: "الجودة والوقاية السياحية ماشافت البرغش والحشرات يلي معبية الشام مثلاً".

وهاجم المعلقون العلمانية المزعومة في البلاد، والتي يتشدق بها النظام في خطابه الدبلوماسي وتحديداً الخطاب الموجه لجمهور غربي أو في الأمم المتحدة مثلاً. وقال آخرون أن القرار موجه ضد المسيحيين في البلاد، واصفين حكومة النظام بأنها داعشية، وإن اعتبر كثيرون أن المشكلة في الحكومة التي لا تطبق مبادئ العلمانية الموجودة في الدستور الذي يحاول النظام السياسي الحفاظ عليه. وهي نقطة تتكرر في خطابات الموالين منذ العام 2011، وتفرق بين النظام الحاكم كسلطة سياسية ممثلة بعائلة الأسد وبين الحكومة كسلطة تنفيذية ينحصر فيها الفساد.

في السياق، برر إعلام النظام القرار بأنه قديم ويُعمل به من فترة ما قبل الحرب في سوريا، ولا علاقة له بالعلمانية. وطالب الإعلامي في التلفزيون السوري، شادي حلوة، العلمانيين باحترام مشاعر الأكثرية المسلمة مثلما تفعل الأقلية المسيحية، بحسب تعبيره، معتبراً أن كل منتقد للقرار هو مشوه للدولة السورية وباحث عن الشهرة.









increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها