شوكان وعلاء عبد الفتاح.. حُرّان حتى السادسة مساءً

بعد خمس سنوات من الاحتجاز قضاها عبد الفتاح في السجن بتهم تتعلق بـ"معاداة الدولة"، أطلقت السلطات المصرية سراحه في 29 آذار/مارس الماضي، شريطة أن يقضي ليلة الإفراج عنه في مركز للشرطة. وفرضت السلطات الشرط نفسه على شوكان، بعد قضائه أكثر من 5 سنوات في السجن بتهم تعسفية تتعلق بـ"مناهضة الدولة".

وبالرغم من أنهما باتا خارج السجن، يتعين على كل من عبد الفتاح وشوكان التوجّه بشكل يومي إلى مركز الشرطة عند الساعة الساسة مساءً، فيما الأمر متروك لتقدير الضابط المناوب ليقرر ما إذا كانا سيقضيان ليلتهما في الزنزانة أم سيقتصر الأمر على تسجيل الحضور والمغادرة، بحسب تقرير نشرته "لجنة حماية الصحافيين".

ونقلت اللجنة عن والدة عبد الفتاح، ليلى سويف، قولها إنّ "الشرطة تعرف مكان علاء وتراقب تحركاته"، منتقدة شروط الإفراج عن ابنها بوصفها "غير ضرورية وغير مبررة بموجب القانون".

وفي تصريح للجنة قال محامي شوكان، طاهر أبو نصر، إنّه منذ إطلاق سراحه في 4 آذار/مارس الماضي، ظلّ شوكان يقضي ليلته في الزنزانة بشكل يومي، وفي إحدى المرات ظلّ في السجن لمدة يومين وليلتين متتاليتين. وحتى اليوم لم تُشر السلطات المصرية إلى أي دليل محدد يبرر حبسه أو الاستمرار في تقييد حريته، ولم يعطوه موعداً لاستئناف الطعن في شروط إطلاق سراحه.

إلى ذلك، أشارت اللجنة إلى أن الموعد المسائي اليومي لتقديم التقرير اليومي إلى الشرطة تحوّل إلى ما يشبه الهاجس لدى عبد الفتاح وشوكان، حيث قام الأخير هذا الأسبوع بنشر صورة تجمعه بالمدون المصري وائل عباس، الذي أفرج عنه مؤخراً، وأرفقها بتعليق: "فسحة الاهرامات مع وائل عباس، بتفسّح في مكان مراقبتي، مكان مراقبتي تاريخي وعالمي"، علماً أن وائل عباس يخضع هو الآخر للمراقبة منذ إطلاق سراحه في كانون الاول/ديسمبر الماضي، بموجب شروط مماثلة، حيث يتعين عليه التوجه إلى الشرطة يومي الأربعاء والأحد بين الساعة 6 و9 مساءً.

وأوضح المحامي المصري في مجال حقوق الإنسان، طارق حسين، أنّه إلى جانب مراقبة الشرطة للمفرج عنهم، يتم كل يوم تحديد التدابير الاحترازية بالكامل من قبل القاضي، الذي يمكنه أن يأمر الشخص المفرج عنه بقضاء بضع ساعات أو أكثر في الحجز، لبضعة أيام في الأسبوع". وأضاف حسين، في تصريح لـ"لجنة حماية الصحافيين" أن ذلك يحصل بموجب مواد قديمة في قانون العقوبات، تمنح القاضي الحق في فرض عقوبة إضافية لحماية المجتمع من المجرمين خلال ساعات الليل، إلا أن هذه المواد لم يتم تطبيقها إلا على السجناء السياسيين ومعتقلي الرأي بعد احتجاجات العامين 2013 و2014.