الخميس 2019/04/18

آخر تحديث: 14:35 (بيروت)

الإعلام السوري والروسي يكذبان.. فهذا الزائر ليس حفيد غورو!

الخميس 2019/04/18
الإعلام السوري والروسي يكذبان.. فهذا الزائر ليس حفيد غورو!
increase حجم الخط decrease
من "الإخبارية السورية" الرسمية إلى وكالة "سبوتنيك" الروسية، تناقل إعلام النظام وحلفائه خبراً زائفاً عن زيارة حفيد الجنرال هنري غورو إلى سوريا من أجل "الاعتذار عن الجرائم التي ارتكبتها بلاده بحق الشعب السوري".


وقالت وسائل إعلام النظام أن شخصاً يدعى جان لوي غورو، زار محافظة السويداء في الذكرى المئوية لدخول الجنرال غورو إلى دمشق وإشهار سيفه قرب قبر صلاح الدين الأيوبي في المسجد الأموي. وتم تقديمه في لقاءات "حصرية" عبر "سبوتنيك" و"الإخبارية السورية" تحديداً على أنه حفيد الجنرال غورو، لكن الكاتب والباحث التاريخي سامي مبيض، كشف حقيقة الكذبة في منشورات عبر مواقع التواصل الاجتماعي.


وقال مبيض أن الجنرال غورو لم يتزوج قط في حياته، ولم يكن له أولاد، وهذا الضيف هو ابن أخ الجنرال، وهو لا يعرفه. فغورو توفي في أيلول/سبتمبر 1946، وجان لويس ولد في آذار/مارس 1943، بحسب قوله، مضيفاً أن السيرة الذاتية للضيف تكشف بأن والده من مدينة "لياج" البلجيكية شرقي بروكسل، بينما الجنرال غورو كان من أسرة أصلها من غرب فرنسا، ولد وعاش في باريس، ولا علاقة له أبداً ببلجيكا، وللجنرال شقيقان فقط، هما بيار ماري غورو وكزافييه غورو، وعلى الأغلب فإن هذا الضيف هو أبن أحدهما، وليس حفيد الجنرال غورو نفسه.

والحقيقة أن غورو الزائر، هو صحافي ومتخصص في الخيول معروف في فرنسا، علماً أن تزوير الإعلام الرسمي امتد إلى نقاط أخرى فنّدها مبيض. فقالت وكالة أنباء النظام "سانا" في خبرها عن الموضوع، أن الضيف هو حفيد الرجل الذي قصف دمشق بالمدفعية. لكن الصحيح أن دمشق قصفت مرتين، الأولى العام 1925، في عهد المندوب موريس ساراي، والثانية العام 1945، في عهد الحاكم العسكري أوليفيه روجي. وبالتالي لا علاقة للجنرال غورو بقصف دمشق، فهو غادر المدينة العام 1923، ليعين حاكماً عسكرياً على باريس، أي قبل القصف الأول بسنتين.



ويبدو أن الإعلام الرسمي لا يعرف من هو الجنرال غورو أصلاً، ففي اللقاء عبر "الإخبارية" الذي أجرته المذيعة ربى الحجلي في برنامج "فن الممكن"، والفواصل الترويجية له، يظهر الجنرال شارل ديغول وهو يتحدث، ويتم تقديمه على أنه الجنرال غورو! علماً أن "الإخبارية" حذفت من صفحتها في "فايسبوك" المقاطع الترويجية للحلقة، بينما بقيت الحلقة موجودة في "يوتيوب".

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها