دريد لحام مهرّج بشار الجعفري

ولا يعتبر الحديث عن تبعية لحام للمخابرات والأجهزة الأمنية السورية جديداً، فمنذ عقود يتحدث السوريون عن تلك العلاقة التي تجمع الفنان البارع بالنظام، ودور "غوار الطوشة" في تنفيس غضب الشارع عبر الكوميديا الناقدة، وهي علاقة منفعة متبادلة، تحصل فيها لحام (85 عاماً) على الشهرة بإعطائه مساحة نادرة لتقديم فنه في المسرح والسينما والتفزيون، تضمنت انتقادات للسلطة، مقابل الولاء وإعطاء انطباع زائف بوجود حريات وهامش للنقد في البلاد.



وبعد قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على الجولان المحتل، وحدت القنوات السورية شعاراتها، بما في ذلك قناة "لنا" المتخصصة في الدراما، وتم تقديم العديد من المواضيع الهزلية حول سيادة النظام على الجولان، في رد غير مباشر على اتهامات المعارضين، للنظام ببيع الجولان قبل عقود في صفقة سرية.

وفي الفيديو يقول لحام، أن القيمة القانونية لقراره تساوي قيمة قرار "الإرهابي ترامب الذي أهدى الإرهابي نتنياهو الجولان"، على حد تعبيره. ويظهر لحام هنا بهزليته المعتادة، مؤدياً دور المهرج الذي يدرك أنه مهرج من أجل شتيمة ترامب، بوصفه مهرجاً لا قيمة لكلامه.

ووجد النظام السوري في قضية الجولان فرصة لبث خطابه الممانع من جديد، وتحديداً مسألة التجنيد، حيث ركزت التغطيات ذات الصلة في الإعلام الرسمي على مسألة التجنيد التي كانت تثير حتى وقت قريب حساسيات في الشارع السوري، بسبب انتفاء الحاجة للعسكرة مع ترويج النظام لفكرة انتصاره ونهاية الحرب في البلاد.