الإثنين 2019/03/25

آخر تحديث: 19:26 (بيروت)

"شارع فدوى سليمان" الباريسي: انتفاضة صغيرة

الإثنين 2019/03/25
"شارع فدوى سليمان" الباريسي: انتفاضة صغيرة
increase حجم الخط decrease
تبين أن الخبر الذي تناقلته مواقع إخبارية سورية، الأسبوع الماضي، حول إطلاق بلدية باريس، اسم الممثلة والناشطة السورية فدوى سليمان، على أحد شوارع المدينة، غير صحيح.


ونقلت منصة "تأكد" المتخصصة في التحقق من الأخبار الكاذبة، أن البلدية لم تطلق اسم سليمان على شارع يقع في الدائرة الثالثة العريقة في قلب باريس، بل أن مجموعة من السيدات والناشطات في عيد المرأة في الثامن من آذار/مارس الجاري، أطلقت أسماء نساء عالميات مؤثرات على بعض شوارع باريس، وكان اسم الراحلة فدوى سليمان من بين الأسماء المقترحة.

وتم تقديم المقترح إلى عمدة باريس، حسبما ذكر زوج أخت الراحلة فدوى سليمان، الكاتب السوري المقيم في فرنسا، ثائر الزعزوع، عبر صفحته في "فايسبوك".

ونشرت صحيفة "ليبراسيون" الفرنسية مقالاً للصحافية مارلين توماس في 8 آذار/مارس، بعنوان "إعادة تسمية الشوارع باسم النساء في باريس"، قالت فيه: "تستيقظ باريس يوم الجمعة في الخامسة صباحاً، وقد تحوّل اسم شارع أوتبول إلى ملالا يوسفزاي، الباكستانية الحاصلة على جائزة نوبل للسلام.. وتحوّل اسم شارع باتزاري، إلى اسم سيدة هي أريا لي؛ وتطلق أيضاً على جادة سيمون بوليفار اسم آدليد أورمان".

وما جرى أن 12 امرأة فرنسية اجتمعن، وهن لا يعرفن بعضهنّ البعض، في الحادية عشرة ليلاً في شقة باريسية تحت مُسمّى "تحرُّك الحركة"، وقُمن بإعداد خطتهنّ الهجومية لتغيير بعض أسماء الشوارع الباريسية التي كانت ومازالت حكراً على أسماء الرجال. وتم الإعداد لهذه المبادرة عبر مجموعة عبر تطبيق "واتس آب" قبل شهر، وضمّت من 50 إلى 100 امرأة، قررن إدراج 30 ملصقاً في ذكرى من أجل نساء ضحايا اختفينَ أو قتلهنّ أزواجهن، وقسمت سيدات المجموعة أنفسهن إلى ثلاث مجموعات لإلصاق لوحةٍ بديلة تحت ما اخترنه من أسماء شوراع.. وتم القبض على إحدى مجموعاتهن من قبل الشرطة الفرنسية، وتم تغريمهن.

وقالت ريجين، وهي سيدة مُناصرة لقضية المرأة، أن ما قمن به بشأن أسماء الشوارع هو تقليد، و"ما زلنا مع الأسف بحاجة للقيام به". بينما قالت لورا وهي إحدى السيدات المشاركات: "الفكرة هي أن الناس يرون أسماء النساء في حياتهم، ولا يرون من تختفي منهن، بل ومَن يقتلن بأيدي أزواجهن. يجب وضع 865 ملصقاً لاستعادة التكافؤ في باريس".

وكانت سليمان، التي توفيت بعد صراع مرير مع المرض، قد شُيّعت في باريس في 23 آب/أغسطس 2017، وحضر جنازتها فنانون معارضون وشخصيات من المعارضة السورية، ورددت في التشييع وقتها هتافات اشتهرت سليمان بتردادها خلال التظاهرات السلمية في سوريا.

وتعتبر سليمان واحدة من الوجوه البارزة التي شاركت في التظاهرات التي عمّت مدينة حمص العام 2011، وعملت على إقناع سكان المناطق العلوية في اللاذقية وطرطوس بالانضمام إلى الاحتجاجات ضدّ نظام الأسد، حيث دعت إلى الصمود في وجه القمع، كذلك إلى عدم تحويل التظاهرات إلى حرب مذهبية بين السنة والطائفة العلوية، التي تتحدر منها وينتمي إليها الرئيس السوري بشار الأسد.

ووظفت سليمان شهرتها، بصفتها ممثلة مسرحية وتلفزيونية في دعم المظاهرات السلمية، وعاشت متوارية عن أنظار أمن النظام بين دمشق وحمص، ثم عبرت الحدود سيراً على الأقدام إلى الأردن، قبل أن تستقر في فرنسا العام 2012.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها