الجمعة 2019/03/22

آخر تحديث: 17:46 (بيروت)

رحل الجولان وبقي الأسد

الجمعة 2019/03/22
رحل الجولان وبقي الأسد
لم يكن ليتجرأ ترامب على التصريح بمثل هذه الطريقة لولا كونه متأكداً من نظرية بيع الأسد الأب للجولان (غيتي)
increase حجم الخط decrease
"رحل الجولان وبقي الأسد" بهذه العبارة علق ناشطون سوريون على تغريدة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، والتي قال فيها أن الوقت قد حان للاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على هضبة الجولان، التي احتلها الجيش الإسرائيلي العام 1967.


وعبّر السوريون من كافة الانتماءات السياسية، عن استهجانهم تغريدة ترامب، مؤكدين على عروبة الجولان، ومحذرين من تداعيات اعتراف البيت الأبيض رسمياً بالسيادة الإسرائيلية عليه، على استقرار المنطقة عموماً، خصوصاً ان ذلك يعاكس كل القرارات الأممية ذات الصلة.

وعلق أحدهم: "كنت من المعتقدين ان الكونغرس الأميركي سيعزل ترامب لعدم قدرته على القيام بواجبات الرئاسة لأقوى بلد على وجه الأرض. ترامب بقرار القدس عاصمة لإسرائيل وقراره اليوم بأن الجولان أصبحت أرضاً اسرائيلية قد ضمن النجاح في انتخابات الرئاسة أربع سنوات اخرى". فيما كتب آخر: "الجولان أرض عربية مش صهيونية ودمشق أيضاً عربية مش إيرانية ولا روسية؛ فليسقط جميع المحتلين #الجولان_ارض_عربيه"، فيما كرر آخرون عبارة "لا للسيادة الاسرائيلية على أرض عربية".

رئيس هيئة التفاوض السورية المعارضة، نصر الحريري، أكد على سوريّة الجولان وأن للشعب السوري كامل الحق في الدفاع عنه، وقال في تغريدة: "الجولان أرض سورية محتلة من قبل الغاصب الصهيوني، ويبقى للشعب السوري الحق في الدفاع عنه وتحريره بكل الطرق المشروعة وفقاً للمرجعية الدولية والقانون الدولي".

فيما رأى عضو الهيئة، ابراهيم جباوي أن "إعلان ترامب الإعتراف بسيادة إسرائيل على الجولان السوري المحتل هو دليل قاطع على تنازل نظام الأسدين الأب والابن عن هذه المنطقة"، بحسب تعبيره. مضيفاً: "أرى أنه بات من واجب كافة مكونات الشعب السوري إصدار بيانات رافضة لعزم أمريكا الإعتراف بسيادة إسرائيل على الجولان السوري المحتل".

من جهته علق الباحث السوري عبد الرحمن الحاج، عبر حسابه في "فايسبوك"، على تغريدة ترامب، قائلاً: "إذا كانت إيران، بوجودها في سوريا بعد العراق، تجعل مصالح إسرائيل متحققة كما لم تحلم من قبل، فلماذا يعتقد البعض أنها تريد أن تخرج إيران من سوريا؟ هل كان لأي إدارة أميركية القدرة على إعلان الاعتراف بسيادة إسرائيل على الجولان السوري لولا إيران؟".

ودعا الناشطون لعدم الاكتفاء بذكر كلمة "الجولان" بل وصف المنطقة بتسمية "الجولان المحتل" للتأكيد على هويته العربية من جهة وعلى طبيعة الوجود الإسرائيلي غير الشرعي فيه من جهة ثانية.

وبعيداً من خطاب الممانعة التقليدي الذي يكرره النظام منذ عقود حول "استعادة الجولان" في يوم ما، صب ناشطون معارضون غضبهم على النظام نفسه في الوصول إلى هذه المرحلة، وقالوا أن رئيس النظام السوري الراحل حافظ الأسد، سلم الجولان لإسرائيل العام 1967 في مقابل صفقة سرية مفادها: "الجولان مقابل استقرار دمشق في يد الأسد"، وأن بشار يكمل فقط ما بدأه والده على ما يبدو.

ويقول معارضون، بحسب هذه النظرية، أن ظهور القضية للعلن وإنهاء ملف الجولان للأبد عبر الاعتراف بالسيادة الإسرائيلية عليه، هو ثمن بقاء الأسد الابن في السلطة. ويعتبر ذلك، بحسب التغريدات، مهماً لترامب وسياسته الخارجية حيث يسعى ترامب منذ أيام حملته الانتخابية لإنهاء ملف النزاع العربي الإسرائيلي على كافة الجبهات، وسيكون إنهاء ملف الجولان بلا شك خطوة في هذا الصدد من وجهة نظره، مهما كان تقدير تداعياتها السياسية على المنطقة في المدى البعيد، صعباً.

وذكّر السوريون عبر هاشتاغ #الجولان_المحتل بتاريخ عائلة الأسد في بيع أجزاء من سوريا نظير بقائهم في الحكم أو منحهم امتيازات تمكنهم من السيطرة والتسلط. وكان واضحاً، بحسب هؤلاء، أن "تحرير الجولان" ليس من أولويات النظام على مر العقود، بل كانت الأولوية هي تكريس بقاء رموز النظام في السلطة فقط، وهو ما تم تسخير الدولة والجيش والأجهزة الأمنية لتحقيقه.

وقال أحمد رمضان، رئيس الدائرة الإعلامية في الائتلاف الوطني المعارض، على سبيل المثال أن "الجولان جزء من أرض سورية، تنازلَ عنه حافظ الأسد العام 1967 في مسرحية معروفة مقابل تمكينه من الحكم. تفوحُ اليوم رائحة صفقة، إيران وبشار جزءٌ منها، مقابل بقاء الأخير في السلطة". علماً أن هذه النوعية من التغريدات لا تأتي منفصلة عن سياق تاريخي توثيقي عمد النظام على تشويهه والتعتيم عليه، في كتب "القومية العربية" المدرسية التي تربى السوريون عليها، والتي تفسر الهزيمة السورية العام 1967 بالخيانات العربية التي تآمرت على الدولة السورية وتكاتفت مع العدو الإسرائيلي.

وهنا، ذكر السوريون بالبلاغ 66 الشهير الذي أعلن فيه وزير الدفاع حينها حافظ الأسد عن سقوط مدينة القنيطرة، عاصمة الجولان السوري، في يد القوات الإسرائيلية، قبل سقوطها الفعلي، وهي الحادثة التاريخية المثيرة للشكوك حول طبيعة سقوط الجولان في يد القوات الإسرائيلية حينها، والتي يفسرها سياسيون معارضون عموماً بوجود اتفاقية سرية بين حافظ الأسد والمبعوث الأميركي للشرق الأوسط هنري كيسنجر لم يتم الكشف عنها رسمياً حتى اللحظة.

#الجولان جزء من أرض #سورية، تنازلَ عنه حافظ #الأسد عام ١٩٦٧ في مسرحية معروفة مقابل تمكينه من الحكم. تفوحُ اليوم رائحة صفقة، #إيران وبشار جزءٌ منها، مقابل بقاء الأخير في السلطة.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها