الأربعاء 2019/03/20

آخر تحديث: 14:45 (بيروت)

الفاشية عِطر وزيرة العدل الإسرائيلية

الأربعاء 2019/03/20
الفاشية عِطر وزيرة العدل الإسرائيلية
increase حجم الخط decrease
أثارت حملة دعائية جديدة في إسرائيل، شاركت فيها وزيرة العدل اليمينية إيليت شاكيد، جدلاً، قبيل الانتخابات البرلمانية المقرر إجراؤها في 9 نيسان/أبريل المقبل.

وفي فيديو الحملة، الذي صُمم ليبدو كما لو كان إعلاناً تجارياً، تظهر شاكيد وهي تتزين بعطر معبأ في زجاجة فاخرة كُتبت عليها كلمة "فاشية". وتقول شاكيد أن الفيديو دعابة، لكن منتقديها يقولون أنه قد يبدو تأييداً للفاشية والتطرف، حسبما أفادت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي".

وتحاول الأحزاب المختلفة التفوق على بعضها البعض في حملتها الانتخابية في شبكات التواصل الاجتماعي. وتحظر الدعاية التلفزيونية حتى قبل موعد الانتخابات بأسبوعين، ولهذا تلجأ الأحزاب إلى شبكات التواصل الاجتماعي لنشر دعاياتها للحملة الانتخابية.

وفي الفيديو الدعائي الذي صُور بالأبيض والأسود، تظهر شاكيد كما لو كانت عارضة للعطور تسير وسط منزل أنيق بينما ينبعث عزف رقيق للبيانو في الخلفية. ويمكن سماع صوت نسائي يهمس عبارات بالعبرية يوضح سياساتها الرئيسية: "إصلاح قضائي"، "فصل السلطات" و"كبح جماح المحكمة العليا"، بينما تلقي شاكيد الكلمات الأخيرة في الدعاية وهي تتعطر قائلة "بالنسبة إلي، رائحته كرائحة الديموقراطية"!


وتبدو الدعاية كما لو كانت تهزأ من سياسات شاكيد ذات التوجه القومي المتطرف. ولطالما انتقدت شاكيد أثناء توليها الوزارة، المحكمة العليا في إسرائيل، ووصفتها بأنها ليبرالية أكثر مما ينبغي وتتدخل في الكثير من القضايا. وأشرفت شاكيد على تعيين ثلاثة قضاة محافظين في المحكمة العليا، وستفرض المزيد من القيود على القضاء إذا أعيد انتخابها كوزيرة للعدل.

ويقول بعض منتقديها أن الإعلان، الذي حظي بعشرات الآلاف من المشاهدات، قد يبدو كما لو كان دعماً للفاشية، خصوصاً للناس خارج إسرائيل الذين قد لا يدركون أنه دعاية ساخرة. ونقلت صحيفة "جيروساليم بوست" عن بنينا تامانو شاتا، التي تسعى للحصول على مقعد مع حزب "الأبيض والأزرق" التابع ليمين الوسط، قولها "كشريكة في حملة كهذه، أنت تساعدين الرجال الشوفينيين الذين اختاروا رؤية النساء كمجرد شيء جميل ولسن أكثر من ذلك".

ودافعت شاكيد عن الفيديو، قائلة لإذاعة الجيش الاسرائيلي: "أنا أسخر من نفسي. ولا أحب الدعاية الصحيحة سياسياً". وأضافت "يجب أن يتعامل الناس مع الأمور ببعض المرونة".

وكوّنت شاكيد، ووزير التعليم نافتالي بنييت، حزب اليمين الجديد القومي المتطرف، بعد ترك حزب "البيت اليهودي" المؤيد للاستيطان. وبدا أن الحزب الجديد يتراجع في استطلاعات الرأي، ويقول المراقبون أن الإعلان قد يكون حيلة لجذب انتباه الناخبين.

وفي الأسبوع الماضي أصدر حزب "كولانو" التابع ليمين الوسط، والذي يعاني تراجعاً أيضاً في استطلاعات الرأي، دعاية تبدو كما لو كانت إعلاناً ترويجياً لفيلم، وفيه سمكة تتسلق شجرة وفرس نهر يعاني الانتفاخ. ووفقا للدعاية، فإن هذه الأشياء تشتت انتباه الناخبين عن القضايا الحقيقية.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها