سفاح نيوزيلندا أجاد استغلال ثغرات مواقع التواصل

وفيما باتت مواقع التواصل المرجع الأول للإرهابيين والمتطرفين، فإنّ الهجوم الأخير سلّط الضوء على معضلة أخلاقية تواجه الصحافيين على الدوام، والتي تنطلق من سؤال أين هي الحدود بين إعادة نشر أو بث الهجوم والمساعدة من دون قصد على نشر رسالة الجاني في هذه العملية؟ وهو ما طرحته صحيفة "واشنطن بوست" في سياق مقالٍ تحليلي يُناقش  سعي الإرهابيين والمتطرفين لاكتساب الشهرة بأسهل الطرق، التي تتيحها مواقع التواصل.

وأشارت الصحيفة إلى اعتقاد البعض بأنه على وسائل الإعلام، أثناء تغطيتها للهجمات الارهابية، عدم ذكر أسماء المهاجمين أو التركيز عليهم، في حين يجادل بعض الباحثين بأن الإرهاب بات موجوداً بفعل التغطية الاعلامية المركّزة والمكثفة لإيديولوجياته ودعايته وأنشطته، والأمر لا يختلف بالنسبة للمتطرفين من اليمين أو المتشددين الإسلاميين، إذ إن كلاهما يسعى لجذب الأنظار إليه وترهيب أعدائهم. لكن تجاهلهم في الإعلام سيفقدهم فرصة اكتساب الشهرة، وسيسحب الأكسجين الذي تمنحه التغطية الإعلامية المكثفة للتطرف كي يبقى على قيد الحياة.

لكن يبرز رأي مختلف في الجانب الآخر من النقاش، إذ يعتبر محللو الإرهاب أن الاستمرار بتحليل ومناقشة دوافع المتطرفين وطبيعة أنشطتهم ورسائلهم يساعد على فهم كيفية منع الهجمات المستقبلية، والأمر لا يقتصر فقط على وسائل الإعلام بل يمكن أن يشمل أيضاً منصات مواقع التواصل، التي تتيح مجالاً أوسع للنقاش والتحليل الذي يتخطى الحدود والجغرافيا، خصوصاً وأن الهجوم الأخير في نيوزيلندا أثبت أن المهاجم عرف جيداً كيف يستغل ثغرات مواقع التواصل ليصل إلى مبتغاه، الأمر الذي أحيا النقاش مجدداً حول الآلية المتبعة في مواقع التواصل لمراقبة المحتوى المنشور عليها، وتحديداً محتوى البث المباشر الذي يمر عادة دون مراقبة حتى الثواني الأولى.