الإثنين 2019/03/18

آخر تحديث: 15:40 (بيروت)

مدرَسة مصرية تعلّم عبادة الأصنام

الإثنين 2019/03/18
مدرَسة مصرية تعلّم عبادة الأصنام
increase حجم الخط decrease
يعرض طفل مصري مشكلته على رئيسه، أو مَن يخاطبه على أنه رئيسه. يقول إنه فلاح ولا يملك أرضاً ليزرعها، فيأتيه الجواب بأن المصريين "نور عينيّا"، ولا أي حل لمشكلة عشرات آلاف الفقراء والبسطاء المصريين. 

هي مجاملة، قالتها منتحلة صفة الرئيس، بعبارة الرئيس نفسه. هي لا تملك الحل، وقد لا تملك الحكومة نفسها الحل. ومع ذلك، قدمت وعداً للطفل، الذي سرعان ما سيكبر ليكتشف أن الرئيس كذب عليه، على الأقل من منظوره. 

الحادثة الأخيرة، هي جزء من مشهدية قامت بها مدرسة ابتدائية خاصة في اسيوط، حين استحضرت صورة للرئيس عبدالفتاح السيسي، وطالبت الطلاب بسؤاله احتياجاتهم. يظهر السيسي وهو يحيي الطلبة ويعرض عليهم حل مشاكلهم، وكانت طالبة تقف خلف المجسم تتحدث بالنيابة عنه.

كذبت عليهم بالزيارة الموعودة، كما كذبت بالردّ على احتياجاتهم، عندما تلطت مسؤولة في المدرسة خلف الصورة لتجيب الطلاب بلسانه. لا الرئيس يواجه هؤلاء، ولا الطلاب يحصلون على أجوبة. هم بمواجهة صورة. صنم. ما يعني أن القائمين على تربية أجيال، يعلمون الأطفال عبادة الاصنام. الأصنام والشواخص حرفياً. 

حضرت الصورة في مقطع الفيديو الشهير الى باحة المدرسة، وتحدثت المتوارية خلف المايكروفون بلسان الرئيس وبعباراته. وبدأ سؤال الطلاب احتياجاتهم من الدولة. هي الخديعة الكبرى لطفل يظن أن صوته مسموع، وأن طلباته أوامر لدى الدولة. هذا في المضمون، أما في الشكل، فإن مجرد استحضار شاخص الى مدرسة، تجسيداً لهيئة رئيس صنم، هو ترويج لموالاة الغائب. لعبادة صنم يتجسد في شكل صورة. في الواقع، إنه بيع الاوهام في سوق الغائبين. 

بالتأكيد لا تطلب الدولة من مواطنيها هذا الاستخفاف بعقول الطلاب، وهذه التبعية للأصنام. يزاود المدرسون تماهياً مع السلطة. لا تتحمل السلطة وحدها مسؤولية هذا النمط القائم من العبودية. ثمة فئة من الشعب تتحمله، وتروج له، وتمارسه، لابتكار مستويات جديدة من الولاء. وهو ما يفسر إزالة الفيديو بعد نشره في صفحة مدرسة "فرانسيسكان" الخاصة في محافظة أسيوط. 

وأثار الفيديو سخرية كبيرة، ما اضطر المدرسة إلى حذفه من صفحتها بعد ساعات من عرضه، بسبب فداحة الأثر التربوي والنفسي لمثل هذا السلوك في تنشئة أجيال المستقبل.

وقال مغرد: "لا فرق بينهم وبين ما كانوا يعبدون العجل". فيما اعتبر آخر أنها "بداية صناعة الأصنام وعبادتها". وانتقدت التعليقات، المدرسة والقائمين عليها، رافضة أسلوب استغلال الأطفال في إظهار التأييد للسلطة الحاكمة.

ويأتي انتشار الفيديو بالتزامن مع مطالبة السيسي، الدول الغربية، لإعطاء مصر نسبة شراكة في اختراعات العقول المصرية في الجامعات والمؤسسات الأجنبية العاملة بتلك الدول. ووجد بعض المغردين في الحادثتين تزامناً يكشف هشاشة المستوى التعليمي الذي يؤدي الى هجرة الأدمغة. 

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها