الإثنين 2019/03/18

آخر تحديث: 19:28 (بيروت)

بولا و"سبعة" وحرب الفيديو

الإثنين 2019/03/18
بولا و"سبعة" وحرب الفيديو
increase حجم الخط decrease
بالوثائق والمعطيات استطاعت النائبة بولا يعقوبيان أن تُربك خصومها خلال المؤتمر الصحافي الذي عقدته اليوم، لكشف "وثائق متعلقة بملفات فساد وتوضيح الحقائق بالصوت والصورة"، حيث وضعت مطلقي الاتهامات والحملات أمام معادلة الأدلّة مقابل الشائعات والفبركة والادعاءات، معلنة اعتمادها أسلوباً جديداً في العمل السياسي.


انعقاد المؤتمر استهدف في المقام الأول دحض مزاعم حزب "سبعة" واتهاماته التي طاولت يعقوبيان إثر تبرؤ الحزب منها قبل أيام، كونه، كما أعلن: "طالبها بالإعلان عن أملاكها في لبنان والخارج، لكنها تهرّبت من ذلك، إضافة إلى رفضها الضغط في مجلس النواب لأجل إقرار قانون استعادة الأموال المنهوبة، ومواقفها المتكررة التي استثنت فيها العديد من القيادات التقليدية، وعدم التزامها بالقرارات التنفيذية التي تتخذها هيئة الحزب"، وذلك بموازاة اتهامها بمحاباة أحزاب السلطة. إلا أنّ يعقوبيان نجحت في قلب السحر على الساحر بعدما وضعت "سبعة" في موقع الاتهام، من خلال إلقائها عليه شبهة التواطؤ مع أحزاب السلطة، رغم أنّ الحزب كان، حتى الأمس القريب، يعتبر يعقوبيان قيمة مضافة ونموذجاً جديداً من النواب في لبنان، وإنه يؤمن بقدرتها على لعب دور المعارضة المحترفة والمنتجة.   


المؤتمر الذي تخلله عرض يعقوبيان لمقطع فيديو قالت إنه تم تسريبه لها من قبل أحد محازبي "التيار الوطني الحر"، يظهر فيه أحد أعضاء حزب "سبعة" وهو يقوم برشوة سائقها الخاص، الذي قام مؤخراً بالترويج لمتانة علاقة يعقوبيان مع تيار "المستقبل" وقد ادعى أن هذه العلاقة لم تنقطع يوماً، وذلك من خلال اجتماعاتها ولقاءاتها الدورية بالنائب عقاب صقر مرتين اسبوعياً. لكن يعقوبيان اعتبرت أن هذا الفيديو يفضح مؤامرة "سبعة" التي تمّت مع سائقها، بالتعاون مع جهات في "التيار الوطني الحر" روّجت للمقطع المصوّر الذي سبق لسائقها أن سجّله وساق فيه الاتهامات ضدّها، ونشر في موقع  "آغروليكس" الذي أسسه بول باسيل أحد منتسبي التيار.



الفيديو الذي عرضته يعقوبيان لم يبرئ ساحتها فحسب بل يمكن اعتباره دليلاً مادياً يدين بعض الأشخاص النافذين في "سبعة"، والذين كانوا وراء نسج المؤامرة ضدّها، ولا يطاول الحزب بأكمله، وهو الأمر الذي ركّزت عليه يعقوبيان من خلال ترجيحها بأنّ الاحتمال الأكبر في وجهة نظرها أنّ الأكثرية من أعضاء "سبعة" لا علم لهم بما كان يُحضّر ضدّها. إلا أنّ السؤال الأهم هنا: مَن صوّر فيديو الرشوة؟ ومَن سرّبه؟ وهل أُظهر الفيديو لتبرئة يعقوبيان بالدرجة الأولى، أم فضح المتآمرين من "التيار الوطني الحر" والمتعاونين معهم من "سبعة"؟

ورغم أن المؤتمر الصحافي وما تمّ عرضه فيه، اتخذ صفة الدفاع والردّ على المزاعم والفبركات التي طاولت يعقوبيان، إلا أنّ ما تمّ كشفه يُشير إلى نوعية الصراعات والمؤتمرات التي تُحاك في الخفاء. وكيف أصبح الفيديو، ومنصات التواصل الاجتماعي، والمواقع التي يمكن لأي كان أن يفتتحها ويسير بمكوناتها/تسريباتها إلى انتشار مدهش بمساعدة جيوش الكترونية مدربة وذات خبرة.. الحدث يخبرنا كيف أصبح هذا كله من صلب الحروب السياسية والأمنية، بل إن الفيديوهات صارت وثائق، والشبكات الجتماعية بدائل الساحات وغرف الاجتماعات وحتى قاعات القضاء والبرلمان.

ورغم إصرار يعقوبيان على متابعة ملفاتها إلى النهاية، واعتماد الشفافية في الحقائق، يبقى متوقعاً تفريغ الاتهامات من مضامينها بقدرة قادر، في اللحظة التي يتفق فيها السياسيون على لملمة خلافاتهم ولفلفة فضائحهم. الأمر الذي قد يلقي بمزيد من التحديات على النائبة يعقوبيان، التي رفعت السقف عالياً، وأعلنت التزامها بعدم تخييب آمال ناخبيها ومحاربة الفساد حتى النهاية.  

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها