الأحد 2019/03/17

آخر تحديث: 22:24 (بيروت)

السيسي يعرض عقول المصريين للإستثمار!

الأحد 2019/03/17
السيسي يعرض عقول المصريين للإستثمار!
هي سابقة تُسجل على المستوى العالم بأن رئيس يعرض شعبه للإستثمار
increase حجم الخط decrease
لم يحدث في العالم قبل هذا الوقت، تبجّح رئيس دولة ببيع ادمغة شعبها، كما فعل الرئيس عبد الفتاح السيسي الأحد. فاخر بإبعاد العقول من بلده، وتعامل معها على أنها تجارة، إذ طالب الدول الأجنبية بإعطاء مصر نسبة شراكة في اختراعات العقول المصرية في الجامعات والمؤسسات الأجنبية العاملة بتلك الدول.

والسيسي، يسجّل سابقة في هذا الملف. لا يقر الرجل بتقصير دولته باحتضان العقول، وفتح آفاق العلوم لها، وتوفير فرص العمل فحسب.. عوضاً عن ذلك، يتباهى بأنه يصدر تلك العقول، يؤجرها، ويطالب محتضنيها بشراكة فيها. السيسي هنا، يفاخر بأنه يبيع شعبه لمن يرغب، وهي سابقة تُسجل على المستوى العالم بأن رئيساً يعرض شعبه للإستثمار. 

خلال الجلسة الثانية لملتقى الشباب العربي الإفريقي الأول، قال السيسي: "نرغب في الحديث والاتفاق مع الدول الأجنبية، في أن يعطونا نسبة من الاختراع الذي يقدمه المخترع المصري، أن ما يقدمه العقل المصري أو ما ينتجه تكلفته تكون محل نظر". وأضاف: "نريد أن يكون هذا لإفريقيا كلها، نريد نسبة مشاركة ويكون الأمر شراكة فقط... نحن سنبعث لكم عقولا، لكننا نريد أن نستفيد أيضا، نحن نعلم أيضا، صحيح أنه لا نملك جامعات لها 800 سنة مثلما يمتلكون، إلا أن لدينا أناسا يمكن ان تختصر أو توفر هذا الوقت". 

وأشار الرئيس المصري إلى أن البحث العلمي صناعة توجد مفرداتها وعناصرها بالكامل في مصر وإفريقيا، وأن مفردات صناعة البحث العلمي في الدول الإفريقية ليست بكفاءة مثيلتها في الدول المتقدمة، وأن كفاءة البحث العلمي البشرية والعقول المتميزة في القارة السمراء أكثر من الدول المتقدمة.

في هذا التصريح، يتصرف السيسي بمنطق القراصنة. يبيع عقول المصريين، ويبتز الدول الاجنبية بها. هو، إذ لم يرث دولة مؤسسات توفر فرص التعليم للمصريين، يتخلى عن مهمته المفترضة وهي بناء دولة ومؤسسات تعليمية تخرج العقول وتحتضنهم. 

ما هي مساهمته في هذا الاستثمار؟ لا شيء. سلوكه السياسي وسلوك من سبقوه، دفعوا المصريين للهجرة. اتجه الشعب الى من يحتضن عقولهم، ويوفر لها مؤسسات، ويؤهلها لتحقيق الانجازات. ومع ذلك، جاء يطالب بالشراكة انطلاقاً من تنصيب نفسه مالكاً لتلك العقول وحسيباً عليها. 

ما قاله، أشبه باستدعاء نظام العبودية. عقول المصريين، بحسبه، سلعة للبيع والشراء والتفاوض والمساومة. هي، بحسبه، شركة مساهمة، يمتلك فيها أسهم الهوية والاسم، بينما يستثمر الغرب برأس المال وبالتعليم. في ذلك، ينصّب نفسه فرعوناً، ويلعب دور المالك، ويصنّف المصريين في خانة العبيد.  

وثار المصريون على تصريح السيسي في مواقع التواصل. كتب أحد المغردين: "هذا باعتبار أن صاحب العقل المتميز مملوك لجنابك، ولماذا يعطوك أنت ؟ ما هى صفتك؟.. هل تؤجره بالساعة! أقولك؟ ابعت لهم حد من ولادك، وخد العمولة!". 

وكتب آخر: "على كده يطلب من بريطانيا عمولة بدل حذاء عن #محمد_صلاح وبدل مخ عن #عصام_حجي.. لا رحم الي في الداخل ولا رحم الي في الخارج". 
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها