الأحد 2019/02/03

آخر تحديث: 12:25 (بيروت)

شربل خليل بمواجهة "الاشتراكي":فوضى "الجديد" والاحتجاج بالقنابل

الأحد 2019/02/03
شربل خليل بمواجهة "الاشتراكي":فوضى "الجديد" والاحتجاج بالقنابل
برر شربل خليل في تقرير تلفزيوني، لكن تقريره غير مقنع
increase حجم الخط decrease
يكشف الاعتداء على قناة "الجديد" عن حقيقتين ثابتتين: أولهما، فوضى المضمون وغياب التنسيق في القناة، الذي لا يقتصر الا على نشرة الاخبار والربامج السياسية كما يبدو، وثانيهما أن الحساسيات الطائفية والحزبية لا تزال تتصدر أولويات اللبنانيين للدفاع عنها، والاتجاه نحو الهجوم بكل الوسائل والسبل، حتى لو تعارضت مع رسالة لبنان القائمة على التعددية وحرية التعبير. 

"فوضى" القناة، تتمثل في برنامج المخرج الكوميدي شربل خليل الذي سبق ان وضع القناة أمام اختبارين عنفيين، اولهما حين وضعها بمواجهة حركة "أمل" على خلفية سكيتش مرتبط بالامام الصدر، وثانيهما أمس، عندما وضعها في مواجهة الحزب التقدمي الاشتراكي على خلفية سكيتش يصور أنصار الحزب ضعفاء ويتبجحون بالقوة والانتصارات، وهي سخرية من تاريخ وانتقاص من تجربة طويلة. 

أما تنامي الشعور الطائفي والحزبي، فهو الدافع للاعتراض عنفياً على السكيتش، وتمثل في الاحتجاج امام القناة ليل الجمعة، ورمي قنبلة على مبنى القناة فجر السبت، وهو سلوك مدان ومستهجن وغير مقبول، يستدعي تضافر الجهود الوطنية للحد من هذا الشكل من الاعتراض.
 
واقدم مجهولون على القاء قنبلة على مبنى قناة "الجديد" فجر السبت، واقتصرت الاضرار على الماديات. والاحد، تحدثت معلومات عن أن الجاني يشتبه في أنه مازن لمع. 

وعلى الفور، نشط "هاشتاغ" في مواقع التواصل تحت عنوان "كلنا مازن لمع"، وكتب فيه المغردون انه "لم يعتدِ بل رد الاعتداء"، وقال آخر: "لن تنالوا من اصحاب العمائم البيضاء.. ما قصرت فيهم يا مازن".

وكانت القنبلة، ذروة الاحتجاج الذي بدأ عقب بث حلقة "قدح وجم" للمخرج شربل خليل التي عرضت "سكيتش" لشخصية "أبو القعقاع"، يسخر فيه من قوة مناصري جنبلاط وأبناء الجبل، عندما يتوعد بأكل رأس الحية، ولاحقاً يخاف منها ويطلب حفاضاً!

أثار السكيتش اعتراضات، وبرر شربل خليل له بالقول ان الشخصية قديمة عرضت في "ال بي سي" وأنه لا يستهدف الزعيم وليد جنبلاط، وهو تبرير غير مقنع بالنظر الى ان السكيتش يدل بما لا يحمل الشك الى الدروز والحزب الاشتراكي. 

وقالت "الجديد" في مقدمة نشرتها الاخبارية مساء السبت: "توزعا بين الطوائف والمذاهب والأحزاب، فإن القنبلة هذه المرة من تصنيع مناصرين لـ"الحزب التقدمي الاشتراكي"، وبذلك تكون طائفة الموحدين الدروز حملت آثام اعتداءين منذ عام 2010، الأول في الاحتجاج الجارف على عرض فيلم "طائرة من ورق"، والثاني عند فجر هذا اليوم، عبر إلقاء قنبلة يدوية طاولت شظاياها مبنى "الجديد" والمبنى السكني المجاور الذي تقطنه عائلات صودف أنها من الطائفة الكريمة". 

واضافت: "إذا كان الحزب "الاشتراكي" قد أبدى كل الاستعداد لتسليم الجاني، فإن مواقف بعض السياسيين منحت الجناة بطاقة عبور وإجازة سوق، ففي أول إطلالة له كوزير للإعلام اختار جمال الجراح أن يلقننا درسا في الأدبيات الصحافية والأخلاق المهنية التي جافته على زمن وزارة الاتصالات، الجراح الذي يدرس في كتاب المبايعة السياسية السريعة، بايع المجرمين عندما برر لهم فعلتهم، وأخذ يقدم لنا عظة السبت، "مفتيا" بأن على الإعلام مسؤولية ويجب عدم التجريح بالأشخاص والأحزاب، وعلى الاعلام أن يكون موضوعياً".

وتابعت: "تعازينا بأنفسنا وبوزير "ابتلى" به جسم صحافي، لكننا ما زلنا نعول على بضع زعامات رفضت هذا العمل الاجرامي، وبينهم رئيس "الحزب التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط الذي أوعز إلى الجاني بتسليم نفسه خلال ساعة من الآن". 
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها