الخميس 2019/02/21

آخر تحديث: 14:27 (بيروت)

"مستر كوتي" يغني احتجاجات الشباب العراقي: هنا البصرة!

الخميس 2019/02/21
"مستر كوتي" يغني احتجاجات الشباب العراقي: هنا البصرة!
يقول مغني الراب البالغ من العمر 22 عاماً أن جيله سئم التدين الزائف للسياسيين
increase حجم الخط decrease
وجدت حركة الاحتجاج التي قادها الشباب في مدينة البصرة الساحلية الواقعة جنوبي العراق، والتي شهدت أعمال شغب الصيف الماضي بسبب تردي الخدمات والبطالة المرتفعة، متنفساً فنياً في كلمات وإيقاعات مغني الراب المحلي أحمد غايب.


ويقول مغني الراب البالغ من العمر 22 عاماً، والمعروف أيضا باسم مستر كوتي، أن جيله سئم التدين الزائف للسياسيين والسلطات الدينية الذين ينصحون بالإيمان والواجب لكنهم تركوا البصرة تنهار. مضيفاً لوكالة "أسوشييتد برس" في الاستوديو الخاص به، حيث سجل أغنية "هنا البصرة"، التي ينتقد فيها المؤسسة الدينية الشيعية القوية: "نحن بحاجة إلى أن ننتقد كل شيء غير صحيح".

وجذبت المقاطع الموسيقية المصورة التي أنتجها كوتي، عشرات الآلاف من المشاهدين في "يوتيوب"، لكن شهرته الجديدة جلبت الخطر، إذ شاعت تهديدات المتشددين وقتل اثنان من منظمي الاحتجاجات في المدينة في هجومين وقعا مؤخراً، ومازال القتلة طليقين.

والحال أن البصرة، التي لطالما اشتهرت في أنحاء الخليج العربي بحاناتها وأجوائها البحرية، سقطت تحت حكم المحافظين بعد أن استولى رجال الدين الشيعة والمليشيات على المدينة في ظل الفراغ الناجم عن الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للعراق العام 2003. وباتت المدينة التي عرفت يوماً بقنواتها وأسواقها، تعاني من ممراتها المائية المسدودة بالنفايات، بينما باتت مياه الشرب فيها قذرة.

واندلعت في المدينة اضطرابات عنيفة الصيف الماضي أدت إلى إحراق المتظاهرين المباني الحكومية والحزبية. ووسط الانتفاضة، قدمت موسيقى الراب لشباب البصرة المتعب من البطالة وتردي الخدمات، فرصة النقد بالكلمات الغنائية اللاذعة.


وفي أغنية "هنا البصرة"، قدم غايب إيقاعاته وفي الخلفية منه مسيرة حول مبنى البلدية المحترق خلال احتجاجات الصيف الماضي في المدينة، متسائلاً عن سبب استدعاء جيله لخوض حرب من أجل قادة لا يستطيعون تأمين المياه للمدينة. علماً أن الصراع الذي يشير إليه هو الحرب التي دامت أربع سنوات ضد تنظيم "داعش" والتي كسبتها قوات الحكومة العراقية المدعومة من الولايات المتحدة في نهاية المطاف.

وكان الكثير من الشباب الشيعة لبوا دعوة رجل الدين الشيعي الأعلى في العراق، علي السيستاني، في حزيران/يونيو 2014 للتطوع من أجل قتال تنظيم "داعش"، وقتل الآلاف في هذه الحرب.

ويغني كوتي قائلاً "استشهدنا في هذه الحرب، سقطنا، ونسيت السلطة ولاءنا". ويواصل قائلاً: "الحسين منكم براء"، مستدعيا الإمام الحسين حفيد النبي محمد الذي قتل في معركة كربلاء في القرن السابع، والذي طلب قادة العراق من شبابه اتّباعه.

وواضعاً في اعتباره المخاطر، يحترس غايب عند اختيار المكان والزمان الذي يؤدي فيه عروضه. ويقول أن معظم حفلاته يتم ترتيبها من خلال الاتصالات الخاصة، وأنه توقف عن التسجيل في الاستوديوهات الاحترافية العام 2016. كما يؤكد أنه تلقى تهديدات بالقتل زادت رهبتها في الأشهر الأخيرة، لكنه لن يتوقف عن غناء موسيقى الراب، إذ يقول: "إذا بقينا خائفين، لن يتغير شيء".

في سن المراهقة، شاهد غايب نجوم موسيقى الراب الأميركيين والبريطانيين، ومن ثم اجتمع مع الأصدقاء لأداء القصائد الغنائية الخاصة بهم. كما تابع مجموعة من مغني الراب العرب، ويرى في كلاش، وهو مغني راب من مدينة جدة السعودية، واحداً من أعظم من أثروا فيه.

وقال غايب "هدفي هو شرح ما يحدث للبصرة بسبب الفاسدين"، مضيفاً أن الراب وسيلة للتعبير "عن مواجعي"، وأنه ينبغي على السياسيين ورجال الدين الفاسدين أن يحترسوا، كما يغني قائلاً: "احذروا البصرة. فلن نبقى صامتين إلى أن يتم تلبية مطالبنا."

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها