الخميس 2019/02/21

آخر تحديث: 15:30 (بيروت)

التلفزيون السوري يرصد طوابير الخضار.. في تركيا!

الخميس 2019/02/21
التلفزيون السوري يرصد طوابير الخضار.. في تركيا!
طوابير الغاز في سوريا (فايسبوك)
increase حجم الخط decrease
باتت سوريا في العام 2019 بلد الطوابير، وهي التسمية المتداولة عبر مواقع التواصل في سخرية مريرة من الأوضاع المعيشية الصعبة في ظل أزمات الغاز والكهرباء والخبز التي تعانيها مناطق سيطرة النظام السوري.


وبينما يتجاهل الإعلام الرسمي وجود مشكلة، أو يخوّن المنتقدين عبر مواقع التواصل بوصفهم عملاء لجهات خارجية، قدم التلفزيون السوري تقريراً "سوريالياً" بحديثه عن طوابير متواجدة في تركيا لشراء الخضار والمواد الغذائية! ما أثار انتقادات واسعة من موالين للنظام، وسخرية من المعارضين.



ويبدأ التقرير بعبارة: "اصطف الناس في اسطنبول في طوابير طويلة جداً لشراء الخضر والمواد الغذائية، بسبب ارتفاع الأسعار الجنوني، الذي تسببت به سياسات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وحكومته الإخوانية"، فيما تناقلت التقرير، صفحات موالية للنظام، على نطاق واسع، مع عبارات ساخرة من تركيا، أو ممجدة لانتصار "الدولة السورية" على "الحرب الكونية التي شاركت فيها تركيا"!

وقال ناشطون أن إعلام النظام يحاول القول أن الأزمات الحالية في سوريا ليست استثنائية بل هي جزء من مشهد عام في المنطقة، بما في ذلك الدول "المعادية" مثل تركيا، وبذلك يوصل رسالة مبطنة للمواطنين مفادها أن الحلول التي يهدد بها سوريون عبر مواقع التواصل، كالسفر، لن تكون حلاً الأزمة الاقتصادية التي يعانون منها حالياً، وبالتالي يجب عليهم الطاعة بدلاً من التمرد والشكوى.

وتساءل سوريون عن أسباب عدم رصد "الإعلام الوطني" لطوابير المواطنين في سوريا، التي تعاني من مختلف الأزمات التي لم تتمكن حكومة النظام السوري من إيجاد الحلول الكاملة لها بالرغم من تكرار البعض منها في كل عام.

وأثارت أزمة الغاز الأخيرة في البلاد، غضباً غير مسبوق من الموالين للنظام، بعد إعلان النظام انتصاره في "الحرب ضد الإرهاب" و"عودة الحياة إلى طبيعتها"، وأطلق فنانون معروفون مثل شكران مرتجى وبشار اسماعيل وأيمن زيدان، احتجاجات طالبوا فيها رئيس النظام بشار الأسد بالتدخل، لكن تلك الاحتجاجات قوبلت بدعوات التخوين، قبل أن يعمم إعلام النظام خطاباً يقوم على أن المواطنين المحتجين "أغبياء" و"لا يدركون وجود حرب اقتصادية" على سوريا!

وانتشرت العديد مِن الصور في مواقع التواصل الاجتماعي، تُظهر طوابير حاشدة لمواطنين ينتظرون الحصول على "أسطوانة غاز" أو ربطة خبز رغم برودة الطقس، كان آخرها فيديو لطابور لا يمكن رصد نهايته، في مدينة اللاذقية، علماً أن التصريحات الرسمية تقول أنه لا وجود للأزمة بل هي مجرد "فبركات إعلامية مغرضة".

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها