الأربعاء 2019/12/04

آخر تحديث: 16:54 (بيروت)

"مارح ننزل للشارع لو وصل الدولار لـ5000"

الأربعاء 2019/12/04
"مارح ننزل للشارع لو وصل الدولار لـ5000"
increase حجم الخط decrease
مع هبوط سعر صرف الليرة السورية أمام الدولار، بشكل طفيف، احتفل إعلام النظام السوري بـ"الانتصار" على المؤامرة الاقتصادية، وقدم نظريات كوميدية حول منع "القيادة الحكيمة" الليرة السورية من ملامسة الدولار سعر الصرف حاجز الألف ليرة.


ومع الانهيار غير المسبوق لسعر صرف الليرة، اعتمد الإعلام الرسمي وشبه الرسمي صيغة موحدة لتفسير ما يجري في البلاد، تقوم على أن النصر العسكري الذي حققه "الجيش السوري"، ليس كافياً لتحقيق النصر في "المعركة الاقتصادية" المستمرة، وبالتالي يجب على "المواطن السوري" الصمود في هذه المرحلة كعربون شكر وامتنان لـ"الدولة السورية" على تحقيقها النصر العسكري على "الإرهاب" في المقام الأول، مع الإشارة إلى أن انهيار سعر صرف الليرة هو دليل على الانتصار العسكري لا أكثر، ما يستوجب بالتالي الاحتفال وليس الاحتجاج!

وفيما تناقل ناشطون سوريون منشورات تسخر من الإعلام الرسمي، برز مقطع فيديو لليوتيوبر الموالي للنظام، بشار يوسف برهوم، المنحدر من مدينة اللاذقية، والذي طالب فيه "المواطن السوري" بعدم الانجرار وراء "المؤامرة"، حسب تعبيره، في رد على الدعوات الخجولة التي تناقلها البعض عبر مواقع التواصل، للتظاهر في مناطق النظام، على غرار المظاهرات في كل من لبنان والعراق.

وفي فيديو برهوم، كمثال عن الضخ الدعائي المخابراتي، يتم التأكيد على ضرورة الوقوف مع "القيادة الحكيمة"، وعلى الإيمان بأن وضع الليرة السورية سيتعافى قريباً، وأن ذلك قد لا يبدو واضحاً لأن "المسؤولين يفضلون العمل بصمت"، قبل التصريح بأن الشعب السوري لن ينزل للشارع "حتى لو وصل سعر صرف الدولار إلى 5000 ليرة".

وتعمد الدعاية الأسدية هنا، إلى تبرئة النظام أو الحكومة السورية وحتى رجال الأعمال المقربين من دوائر السلطة، من أي مسؤولية، مع اتهام الولايات المتحدة و"الغرب السفيه الفاجر" بهذه المؤامرة التي يتم تكرار التلميح إلى مشاركة البنوك اللبنانية فيها، وصولاً إلى لوم السوريين أنفسهم على ذلك الانهيار في سعر الصرف، بسبب لجوئهم منذ سنوات الحرب الأولى في البلاد إلى خيارات اقتصادية "غير حكيمة".

والحال أن الحديث عن الدولة السورية ككيان موحد، كان متداولاً بكثافة بين السوريين منذ انهيار سعر صرف الليرة، بالتزامن مع الاحتجاجات في لبنان، والقيود التي فرضتها المصارف اللبنانية على الحوالات والسحوبات المالية من بين إجراءات أخرى، ما فضح بشكل أكبر، اعتماد النظام على حلفائه من أجل كسر العقوبات المفروضة عليه، وكرر الناشطون هنا عبارات مثل "من يحكم سوريا؟"

ولم تتوقف السردية الرسمية عند هذا الحد، بل وصلت إلى حد توبيخ المواطنين السوريين الذين يرفعون صوتهم ويشتكون في مواقع التواصل، من صعوبات الحياة في الداخل السوري، وكرر إعلاميون يعملون في وسائل إعلام رسمية عبارات مثل: "كفوا عن إلقاء كل اللوم على حكومتكم ومؤسساتكم! ولا تقتدوا بالبغال الهائجة في شوارع العراق ولبنان!".

يذكر أن سعر الصرف وصل إلى 915 ليرة للدولار الواحد، مطلع الأسبوع قبل هبوطه إلى نحو 825 ليرة للدولار الواحد،  في حين استمر المصرف المركزي بإبقاء التسعيرة الرسمية عند 436 ليرة سورية مقابل الدولار، حسبما أظهرت نشرة رسمية تداولها ناشطون اعتبر فيها المصرف المركزي، سعر الصرف "مستقراً".




increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها