ومع الانهيار غير المسبوق لسعر صرف الليرة، اعتمد الإعلام الرسمي وشبه الرسمي صيغة موحدة لتفسير ما يجري في البلاد، تقوم على أن النصر العسكري الذي حققه "الجيش السوري"، ليس كافياً لتحقيق النصر في "المعركة الاقتصادية" المستمرة، وبالتالي يجب على "المواطن السوري" الصمود في هذه المرحلة كعربون شكر وامتنان لـ"الدولة السورية" على تحقيقها النصر العسكري على "الإرهاب" في المقام الأول، مع الإشارة إلى أن انهيار سعر صرف الليرة هو دليل على الانتصار العسكري لا أكثر، ما يستوجب بالتالي الاحتفال وليس الاحتجاج!
وفيما تناقل ناشطون سوريون منشورات تسخر من الإعلام الرسمي، برز مقطع فيديو لليوتيوبر الموالي للنظام، بشار يوسف برهوم، المنحدر من مدينة اللاذقية، والذي طالب فيه "المواطن السوري" بعدم الانجرار وراء "المؤامرة"، حسب تعبيره، في رد على الدعوات الخجولة التي تناقلها البعض عبر مواقع التواصل، للتظاهر في مناطق النظام، على غرار المظاهرات في كل من لبنان والعراق.
وفي فيديو برهوم، كمثال عن الضخ الدعائي المخابراتي، يتم التأكيد على ضرورة الوقوف مع "القيادة الحكيمة"، وعلى الإيمان بأن وضع الليرة السورية سيتعافى قريباً، وأن ذلك قد لا يبدو واضحاً لأن "المسؤولين يفضلون العمل بصمت"، قبل التصريح بأن الشعب السوري لن ينزل للشارع "حتى لو وصل سعر صرف الدولار إلى 5000 ليرة".
وتعمد الدعاية الأسدية هنا، إلى تبرئة النظام أو الحكومة السورية وحتى رجال الأعمال المقربين من دوائر السلطة، من أي مسؤولية، مع اتهام الولايات المتحدة و"الغرب السفيه الفاجر" بهذه المؤامرة التي يتم تكرار التلميح إلى مشاركة البنوك اللبنانية فيها، وصولاً إلى لوم السوريين أنفسهم على ذلك الانهيار في سعر الصرف، بسبب لجوئهم منذ سنوات الحرب الأولى في البلاد إلى خيارات اقتصادية "غير حكيمة".
والحال أن الحديث عن الدولة السورية ككيان موحد، كان متداولاً بكثافة بين السوريين منذ انهيار سعر صرف الليرة، بالتزامن مع الاحتجاجات في لبنان، والقيود التي فرضتها المصارف اللبنانية على الحوالات والسحوبات المالية من بين إجراءات أخرى، ما فضح بشكل أكبر، اعتماد النظام على حلفائه من أجل كسر العقوبات المفروضة عليه، وكرر الناشطون هنا عبارات مثل "من يحكم سوريا؟"
ولم تتوقف السردية الرسمية عند هذا الحد، بل وصلت إلى حد توبيخ المواطنين السوريين الذين يرفعون صوتهم ويشتكون في مواقع التواصل، من صعوبات الحياة في الداخل السوري، وكرر إعلاميون يعملون في وسائل إعلام رسمية عبارات مثل: "كفوا عن إلقاء كل اللوم على حكومتكم ومؤسساتكم! ولا تقتدوا بالبغال الهائجة في شوارع العراق ولبنان!".
يذكر أن سعر الصرف وصل إلى 915 ليرة للدولار الواحد، مطلع الأسبوع قبل هبوطه إلى نحو 825 ليرة للدولار الواحد، في حين استمر المصرف المركزي بإبقاء التسعيرة الرسمية عند 436 ليرة سورية مقابل الدولار، حسبما أظهرت نشرة رسمية تداولها ناشطون اعتبر فيها المصرف المركزي، سعر الصرف "مستقراً".
فيديو للمدعو “بشار يوسف برهوم” وهو من اللاذقية يتحدث من خلاله بعدم الإنجرار وراء “المؤامرة” بمناطق النظام والنزول للشارع احتجاجاً على الوضع الاقتصادي المتردي
— Âla hacıoğlu 🌸🇹🇷 (@ala_hacioglu) December 4, 2019
ويقول “حتى لو وصل 5000 مارح ننزل عالشارع”#FSG pic.twitter.com/fp79RXNgGC
9 سنوات من قصف براميل دمرت البلاد وهجّرت العباد لم تخسر الليرة السورية إلا 10 أضعاف قيمتها، بينما شهور قليلة لمظاهرات لبنان والعراق خسرت الليرة أكثر مما خسرته في كل سنوات الحرب
— قتيبة ياسين (@k7ybnd99) December 3, 2019
والسؤال هنا: من يحكم سوريا؟
من يحكم سوريا اليوم هم رجال الأعمال أمثال سامر فوز.. أما المحاربون القدامى أصبحوا يقتاتون على هؤلاء الحيتان ويشرّعون القوانين التي تعود بالفائدة على رجال الأعمال ويحصلون بالمقابل على أذن الجمل فقط
— فيصل القاسم (@kasimf) December 4, 2019
تشن صفحات ومصادر لسعر الدولار (كانت موثوقة، وأخرى حديثة) حملة دعاية وإشاعات وتشويش على سعر صرف الدولار الحقيقي ما أدى لارتفاع سعر الليرة، وسط غموض السعر الحقيقي للدولار.#سوريا#الليرة_السورية
— Syria (@SyriaMoumin) December 3, 2019
اكتشفو انو البنوك اللبنانيه عم تغسل مصاري ل بشار الفأر ول حزب ايران منشان هيكي لمن اندلعت الثوره شالو كل المصاري من لبنوك وودوها على سوريا وسقطت الليره السوريه
— ali liban (@aliday04200379) December 3, 2019
لماذا انهارت #الليرة_السورية عندما اشتعلت الإحتجاجات في لبنان والعراق وإيران
— مسكين (@2z58eVXdDxn1FLz) December 3, 2019
حتى الشعوب مدركة تماما أن في سوريا لا يوجد نظام في سوريا مجرمون قتلة محميون بغطاء دولي سينهار هذا الغطاء قريبا بإذن الله
شوارع دمشق وغير ها من الاراضي السورية تستعد لاستقبال المتظاهرين الشرفاء على وقع إنهيار الليرة السورية🧐#سوريا_تنتفض وصولًا الى #إيران_تنتفض
— Antonio I Haddad (@AntonioIHaddad) December 3, 2019
بعد ارتفاع سعر الليرة السورية عدة فلسات، الإعلام السوري العاهر يتحدث عن تراكم الانتصارات.
— د. نصير العمري (@dr_naseer) December 4, 2019
اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها