وفي مشهد نادر ربما، اجتمع الموالون والمعارضون على فكرة واحدة، بحديثهم عن العلاقة "غير الخفية" بين النظام وتجار المخدرات في لبنان، بينما تحدث آخرون عن صلات زعيتر بحزب الله اللبناني، فيما نشرت وسائل إعلام موالية، تقارير استنكرت فيها تلويث جمال دمشق التي كتب عنها الشعراء، بهذه النماذج "الشريرة".
ولا تتوافر معلومات عن تاريخ التقاط الصورة، لكن حساباً منسوباً إلى زعيتر في "فايسبوك" نشر الصورة، مساء الثلاثاء، بالتزامن مع احتفالات النظام الواسعة بعيد الميلاد.
وكتب أحد المعلقين: "صورة للمقاوم الكبير نوح زعيتر أكبر تاجر مخدرات من حزب المخدرات في لبنان يحييكم من قلب دمشق. شكراً لكم لأنكم اغرقتم سوريا بكل أنواع المخدرات. يا هيك المقاومة يا بلاش". فيما كتب آخر ساخراً: "بس تشوف صورة نوح زعيتر بنص الشام، بتعرف قديش البلد آمنة والوضع كويس وكل ما يقوله المغرضون مجرد كذب ودجل، ويعرف المواطن تماماً حجم المؤامرة على سوريا".
وجاء في تعليق آخر: "احلى شغلة انو بيت زعيتر عندن معبر لحالن، يعني مافي داعي يفوتوا من معبر الجديدة الحدودي، عندن معبر سرغايا"، في إشارة إلى أن حكومة النظام السوري تسمح له بالدخول والخروج من دون أي مراقبة، بينما سخر تعليق أخر: "عندو طلبية حشيش لهيئة الاذاعة والتلفزيون".
وتساءل المعلقون الموالون عن سبب تواجد زعيتر بهذه الصورة العلنية، في دمشق، بينما هو مطلوب للأجهزة الأمنية في لبنان. وربط آخرون بين وجوده وبين عمليات إعادة الإعمار في البلاد، وهي برأيهم، عملية مطلوبة لكن "ليس بهذه الطريقة"، ورد الموالون الأكثر راديكالية، بالقول أن زعيتر "حليف يجب احترامه ولا يجب الحديث عنه بهذه الطريقة".
على الجانب المعارض، لم يكن هنالك كثير من الصدمة والمفاجأة، حيث ذكر المعلقون بالعلاقة القديمة التي تجمع زعيتر مع النظام السوري، من جهة، وطبيعة النظام السوري الإجرامية من جهة ثانية، وتحدث آخرون عن دور تجارة المخدرات في تمويل حزب الله، وهو ما تشير إليه تقارير من وسائل إعلام عالمية أيضاً.
وهذه ليست المرة الأولى التي يظهر فيها زعيتر في سوريا، ففي العام 2015، انتشرت صور ومقاطع فيديو لزعيتر مع عدد من العناصر التابعين، مع قوات تابعة لحزب الله خلال هجومه على مدينة الزبداني بريف دمشق. وقال في تسجيلات مصورة حينها: "نحن يا شباب وعدنا السيد حسن نصرالله أننا سنقاتل الدواعش أينما كانوا، وها نحن على الدرب سائرون"، كما تناقلت مواقع إلكترونية في نفس الفترة، صوراً لزعيتر خلال زيارته لمواقع حزب الله في منطقة القلمون السورية.
وفي تشرين الأول/أكتوبر الماضي، نقلت وسائل إعلام معارضة أنباء عن ظهور زعيتر في منطقة جرمانا بدمشق، بينما ذكر ناشطون بزيارة زعيتر العام الماضي إلى منزل وسيم بديع الأسد، ابن عم الرئيس السوري بشار الأسد، في اللاذقية.
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها