newsأسرار المدن

هل عادت تهامة بيرقدار بالباص الأخضر؟

المدن - ميدياالجمعة 2019/12/20
تهامة بيرقدار.jpg
حجم الخط
مشاركة عبر
لسنوات، قدمت المذيعة السورية، تهامة بيرقدار، نشرات الأخبار عبر قناة "أورينت" المعارضة للنظام، ناقلة أخبار "الجيش الحر" و"مليشيات الأسد"، لكنها ظهرت مؤخراً عبر شاشة "الفضائية السورية" الرسمية، وهي تحيي القيادة الحكيمة وتروج لإعادة الإعمار وعودة اللاجئين وغيرها من المواضيع الدعائية التي يكررها الإعلام الرسمي.

عودة بيرقدار إلى "حضن الوطن"، أثارت موجة تعليقات سلبية بين السوريين، من الموالين والمعارضين، عبر مواقع التواصل. فرغم أن المذيعة تركت "أورينت" العام 2015 وعملت في قناة "العربية" كخبيرة "أتيكيت" لأشهر، قبل أن تصبح إعلامية ومنتجة برامج لتلفزيون "الآن"، بالإضافة لعملها كمستشارة بروتوكول لقنوات مثل "أبوظبي" و"أنفينيتي"، إلا أن تقديمها عبر القناة الرسمية تجاهل كل تلك الوقائع، وتم التعريف بها كمغتربة سورية وسيدة أعمال و"واحدة من المصرين على المشاركة في إعمار البلد وبناء الإنسان".


وطوال 25 دقيقة، لمّعت بيرقدار صورة النظام السوري عبر برنامج "صباح الخير"، فقالت أنها "تجرأت" ونزلت إلى سوريا رغم كل التحذيرات، حتى ممن هم في الداخل، وهنا لمست بنفسها كم التشجيع والتسهيلات، على حد قولها، مؤكدة أن التجربة هي أكبر برهان. وأشارت إلى أنها مددت إجازتها لمدة تقارب الشهر، بعدما كانت تخطط للبقاء أسبوعين، لمتابعة أعمالها الخيرية الموجهة للمحتاجين، مجددة التشديد على الترحيب والتشجيع الذي لقيته من النظام، قبل أن تدعو كل السوريين للعودة من دون خوف.

وعبّرت بيرقدار عن مفاجأتها عندما دخلت سوريا فقالت: "تخيلت أن أرى تعباً أكبر على الشعب، وآثار الأزمة أكثر من ذلك، وقد فوجئ من هم في الخارج الذين تواصلت معهم بالطاقة الإيجابية للشعب، فبعد ثماني سنوات هناك مقومات لا تدل على وجود أزمة، لا أنكر وجود جانب مظلم، لكنه لا يقارن بالجانب المضيء". وأضافت: "الله يديم قيادتنا وشعبنا وهنن إيد بإيد رح ينتصروا"، موضحة: "قدمنا ألف طرد غذائي لأكثر من عائلة في منطقتي بالسلمية، إضافة إلى 300 صندوق وسلة غذائية من الدرجة الممتازة قدمت إلى أكثر من عائلة متفرقة داخل دمشق، وكان ذلك بادرة خجولة، وبدأت في مدرسة أبناء الشهداء. أقمنا حفلة لأبناء الشهداء كحفلة ترفيهية، وكرّمناهم".

مطالعة السيرة الذاتية التي تقدمها بيرقدار عن نفسها عبر صفحاتها في مواقع التواصل، تحيل إلى دوامة من الأمور المتشابكة. فإضافة إلى كل ما ذكر سابقاً، فإنها تتحدث عن مشاريعها الخيرية وعن كونها "سفيرة للنوايا الحسنة" وعن استثماراتها كسيدة أعمال بالإضافة لإلحاق حرف "د" باسمها، كما هو متوقع. ورغم ترويجها لأعمالها الخيرية باستمرار، إلا أن الانتقادات تطاولها، من ناحية استغلال آلام الفقراء والأطفال واللاجئين من أجل تلميع صورتها الشخصية، حسبما أشارت تقارير ذات صلة

ردود الأفعال أتت سلبية بشكل عام، فالمعارضون من جهة شككوا بموقف بيرقدار المعارض للنظام في السابق، واتهموها بالعمالة للنظام من الأساس وبأنها جندت لاختراق مؤسسات المعارضة. وبالطريقة نفسها، استنكر موالون للنظام استضافة شخصيات معارضة على الشاشة "الوطنية"، واتهمها البعض بأنها مجندة من جهات خارجية مشبوهة لاختراق الصفوف الوطنية، فيما قال البعض أن الأولوية يجب أن تكون للشخصيات التي بقيت في سوريا ولم تغادرها خلال سنوات الحرب، كما طالب البعض بمحاكمتها بتهمة الخيانة العظمى بدلاً من الاستخفاف بـ"مشاعر السوريين" بهذه الطريقة.

إلى ذلك، اعتبر البعض أن الطريقة التي تم فيها تقديم بيرقدار على الشاشة هي المشكلة، حيث كان يجب تقديمها كمعارضة وتتحدث عبر التلفزيون الرسمي، لعكس صورة مشرقة عن الحريات في البلاد، بحيث يصبح التلفزيون الرسمي "تلفزيون دولة وليس تلفزيون حكومة".

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها

تابعنا عبر مواقع التواصل الإجتماعي

  • image
  • image
  • image
  • image
  • image
subscribe

إشترك في النشرة الإخبارية ليصلك كل جديد

اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث