الأحد 2019/12/15

آخر تحديث: 16:35 (بيروت)

ندى أندراوس.."إعلامية العار"

الأحد 2019/12/15
ندى أندراوس.."إعلامية العار"
increase حجم الخط decrease
يبدو أنّ التغريدات الأخيرة التي أطلقتها الإعلامية في قناة "إل بي سي"، ندى أندراوس عزيز، ساهمت في كسر الجرّة بين القناة وشريحة من جمهورها الداعم والمؤيد للثورة، الذي استنكر استمرار بقاء أندراوس في "إل بي سي"، إثر مجاهرتها في العديد من الأحداث والمواقف بتحيّزها ضدّ المتظاهرين والثورة وشعاراتها.


وتزامناً مع المواجهات التي شهدها جسر الرينغ ومنطقة وسط بيروت، أمس السبت، غرّدت أندراوس متساءلة: "هل مسموح ومباح الاعتداء وشتم ورشق القوى الأمنية بالحجارة من قبل "الثوار"؟؟؟"، واستلحقتها بتغريدة أخرى قالت فيها: "‏لماذا لا يعطى الأمر للقوى الأمنية بالحسم في كل المناطق كما أعطي الامر للجيش بالحسم وفي كل المناطق؟". وبعد حالة الغضب التي تسببت فيها في مواقع التواصل، عادت وغردت قائلة: "‏كل انسان حر برأيه ومواقفه وقناعاته ومعتقداته ومقاربته لأي أمر كان. هيدي مرتكزات الحرية والديموقراطية والتغيير وقبول الاخر. ولكن أن تصل الامور الى حد الاهانات والاعتداء والشتيمة وقلة الأدب. هيدا تخطي لكل الحدود والادب والاخلاق والاحترام".


التلطّي خلف الحق بحرية الرأي والتعبير لم يكن كافياً لإخراج أندراوس من دائرة التصويب والاتهام، كونها متهمة أساساً بعدم احترام الرأي الآخر وبالتحريض ضدّ كلّ من يعارضها الموقف والرأي، بأسلوب استفزازي، كان يمكن لها استبداله بلهجة موضوعية ومعتدلة، لو أنها فعلاً تنطلق في كلامها من هذه القناعة التي تنادي بها، بعدما تجلّى كم أنها باتت مكشوفة، مع القناة التي تمثلها.

وربما قد يؤدّي هذا الأمر بإدارة "إل بي سي" إلى التفكير مجدداً بمدى تأثيرها السلبي على الجمهور المتابع للمحطة، بعد المطالبات الصريحة بإزاحة أندراوس، التي وصفها كثيرون بـ"إعلامية العار"، وجعل القناة محط الإتهام من خلالها، حيث برزت تغريدات تقول إنّ "قناة ترسل ندى اندراوس عزيز لتغطية ما يحدث على الأرض، هي قناة معادية للانتفاضة، ولو نقلت بث مباشر كل النهار من الساحات"، وإنّ "ندى أندراوس تعمل على تضليل المشاهدين، وتصطف مع فئات تقف ضدّ الشعب ومطالبه المحقّة"، متمنين على "إل بي سي" أنّ "تحافظ على المصداقية والحيادية في ظل ما يشهده الإعلام من تضليل وقمع!".

لطالما كان وجود ندى أندراوس، المعروفة بولائها لـ"التيار الوطني الحر"، ضمن فريق "إل بي سي" مقبولاً في إطار حرية التعدد والتنوّع الذي تنادي به القناة، إضافة إلى توسيع قاعدة جمهورها، رغم أنّ القناة قامت إثر مفاعيل الصراع القضائي مع سمير جعجع، رئيس حزب "القوات"، بالاستغناء عن المنتسبين إليه، وتنكّرت لأصلها وخطها السياسي بالكامل بعدما أبعدت خيرة إعلامييها واحداً تلو الأخر من على شاشتها، سواء بطريقة مباشرة أو من خلال تعريضهم للمضايقات وتطويق حرية عملهم ورأيهم، ضمن فعل انتقامي شخصي، عكس هاجس رئيس مجلس إدارة القناة، بيار الضاهر، بالحفاظ على مؤسسته بإخلائها من الخصوم، الأمر الذي خفض شعبيتها طوال سنوات الصراع، لدى شريحة واسعة من جمهور 14 آذار.

لكن بيار الضاهر لم يقطع شعرة معاوية بالكامل، إذ أبقى ضمن فريقه على أسماء اتسّمت مسيرتها ومواقفها بالاحترافية والتوازن والمهنية العالية، مثل الإعلاميين يزبك وهبي وبسام أبوزيد. إلا أنّ المقاربة التي اعتمدتها القناة في العديد من الأحداث عكست أنّ صراعها مع "القوات" ساهم في انحيازها رويداً رويداً إلى "التيار الوطني الحر" وقوى 8 آذار، ما شكّل مظلّة لإعلاميين مثل ندى أندراوس، التي لطالما أظهرت تماهيها مع ضيوف من محور الممانعة و8 آذار، مقابل إظهار شراستها وعدائيتها للضيوف وأصحاب المواقف والرأي في المقلب الآخر، بشكل تخطّى كل مقاييس الموضوعية والاتزان.

"إل بي سي" التي قدّمت نفسها، منذ 17 تشرين الأول، كمناصرة للثورة ومطالب المحتجين وتحركات الثوار، ساهم أداء أندراوس، سواء في تغطياتها على الأرض أو أسئلتها للضيوف في برنامج "نهاركم سعيد" أو تغريداتها وتعليقاتها في "تويتر"، بجعل الكثيرين يعتبرون أنّ استمرار أندراوس في القناة أدّى إلى الطلاق الدائم بين "إل بي سي" والثورة، التي شكّلت منعطفاً قوياً سلّط الضوء على القناة والمحاذير والخطوط الحمر الذي وضعتها لمقاربة أحداثها وكل ما يتعلق بها.

هذا الأمر تجلّى بشكل واضح في سياسة التمييز التي مارستها القناة تجاه الإعلامية ديما صادق، مقابل تحيّزها التام لندى أندراوس، بعدما وجّهت الإدارة تحذيرات عديدة لصادق بسبب تغريداتها وعاقبتها على إثرها، في حين لم تُمانع باستمرار أندراوس بالتغريد تحريضاً وتهجماً على الثوار والمنتقدين للعهد ورموزه، ما جعل أندراوس تبدو وكأنها عنصر التيار العوني في القناة، وليست عنصراً عادياً بل مهيمناً وفاعلاً انحازت له القناة بالكامل.

وكانت الاتهامات وُجّهت سابقاً لبيار الضاهر بأنه قام بالتحريض ضدّ الإعلامي مارسيل غانم من خلال زميله هشام حداد، أثناء مفاوضات غانم مع الضاهر في الفترة التي سبقت انتقاله لقناة "أم تي في"، الذي اتهمه بأنه حليف السياسيين، والذي فٌهم وقتها على أنه إيعاز من الضاهر لحداد للتصويب على غانم، بهدف النيل منه استباقياً وإفشال تجربته الإعلامية الجديدة، التي تمثلت في برنامج "ًصار الوقت" لاحقاً.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها