الأربعاء 2019/12/11

آخر تحديث: 20:22 (بيروت)

جو معلوف اختار المواجهة..ما ذنب شاهِدته لتُطعن في شرفها؟

الأربعاء 2019/12/11
جو معلوف اختار المواجهة..ما ذنب شاهِدته لتُطعن في شرفها؟
increase حجم الخط decrease
أسوأ اختبار تعرضت له الشاهدة في قضية "رسالة حياة"، هو التشكيك في عفتها. من السهل أن تحوّل مواقع التواصل، الضحية الى جلاد، والثائر الى فاسد، والمجروح الى مطعون في شرفه. 

ثمة غرف سوداء تتحرك في الانترنت المظلم، لفبركة شائعات لاستهداف أي شاهد في قضية انسانية يُتوقّع -إن تم المُضيّ فيها إلى النهاية- أن تنال من طرف قوي. فتعمل على تشويهها، وزرع الشكوك فيها، في مقابل غسل وجوه إعلامي، يجري عبر وسائل الاعلام في مواقع التواصل، لدحض الشبهة عن المشتبه فيهم. 

تعهد جو معلوف بالقتال في القضية "لآخر نفَس". تحمّل فجور البعض، لمجرد فتح ملف إنساني من هذا النوع. لكن جو قادر على التحمل. يمتلك منبراً يدافع منه عن نفسه، ويمتلك دعماً دولياً وقضائياً لبنانياً للمضيّ في معركته، ومعركة كل طفل مظلوم في مؤسسات رعائية. لكن الشاهدة في قضيته، هل ستستطيع القتال؟


اعتمد معلوف في حلقته التي عرضها مساء الاثنين، على شاهدة من مؤسسة mission de vie، تُدعى سناء. قالت انها حضرت لتعرض معاناتها، وأن هناك معاناة للأطفال في داخل المؤسسة. اثبتت أن الأطفال كانوا يأكلون طعاماً مختلفاً عن ذلك الذي تتناوله المسؤولات في المؤسسة. وكشفت أن زملاءها تعرضوا لضغوط لثنيهم عن الإطلالة التلفزيونية. كما عرضت تسجيلاً صوتياً لمحادثة مع مسؤولة حاولت ثنيها عن المشاركة أو توجيه إطلالتها.
 

وفي السياق، كشفت عن معاناة شخصية. فهي لم تستلم أوراقها الثبوتية، حتى الآن، ما حرمها من تقديم امتحانات الشهادة المتوسطة. وهو ملف لا يمكن دحضه. لم تمرّ ساعات لبلوغ يوم الثلاثاء، حتى بدأت حملة تشهير في حقها. فقد سُحبت صورة من ارشيفها، حيث يبدو أنها كانت تشارك في سهرة مع اصدقائها، وكانت ترتدي تنورة قصيرة، ويبدو انها قرب شاطئ البحر. ونُسجت حولها الروايات للتشكيك في شرفها في مواقع التواصل، في محاولة لنسف شهادة سناء من الحلقة، وبالتالي نسف الحلقة التلفزيونية بأكملها. 


وما كان من معلوف إلا أن رد على تلك الادعاءات، محاولاً ثني القائمين بها، لأجل مستقبل الفتاة. وقال في احدى تغريداته التي حذفها لاحقاً إن هذه الفتاة أولاً وأخيراً تربت في mission de vie. ما يعني أن التشكيك في سلوكها، سيعود بالإدانة على تربية المؤسسة نفسها. 

ولاحقاً، صوّرت الفتاة اليوم مقطع فيديو أعلنت فيه أن mission de vie هي عائلتها، وهي لا تعارضهم، لكن هناك أخطاء لا يمكن السكوت عنها. وقالت: "مش معناها إذا بلبس قصير إني انسانة مش منيحة. بس تشوفوا بشو كنت عم امرق، الكن بالحق تحكو اللي حكيتوه". 


والواضح أن مهمة معلوف لم تعد تقتصر على مواجهة mission de vie. بل أضيفت اليها الآن مهمة حماية سناء، وسمعتها، وهي مهمة بالغة الصعوبة، في ظل غزو أخلاقي في مواقع التواصل بغرض توفير حماية للمشتبه فيهم. 
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها