صحافي في "مدى مصر":فاوَضنا المقتحمين على الماء والحمّام والهواء!

وقال بهجت في منشور، مساء الإثنين، إنّ ما حدث كان أشبه بـ"اختطاف طائرة"، موضحاً أنّ 18 صحافيا كانوا في مكاتب الموقع، عندما دخل عليهم عشرة رجال مسلحين يرتدون ملابس مدنية، واحتجزوهم ساعات عديدة، ورفضوا الكشف عن هوياتهم أو الجهة التابعين لها أو تقديم إذن النيابة".


 

وقام عناصر الأمن بداية بمصادرة هواتف الموجودين وأجهزة الحاسوب المحمولة وهوياتهم الشخصية، حيث أرسلوا بياناتهم إلى إحدى الجهات للكشف عنهم. وتابع: "في هذه الأثناء بدأنا نتفاوض على حقوقنا كرهائن، خصوصا أنه لم يكن هناك سوء معاملة...لكن التعامل لم يكون ودوداً بتاتاً".

ومضى بهجت بشرح تفاصيل ما حصل قائلاً: "في البداية منعونا من الضحك! وبعدها منعونا نكلم بعض خالص. شوية وانتزعنا حقنا إننا نكلم بعض بصوت واطي، وبعدها تفاوضنا على السماح بدخولنا الحمام واحداً واحداً مع حراسة على باب الحمام غير الحراسة على باب الغرفة وغير الحراسة على باب الشقة من جوا. بعدين تفاوضنا حتى يدخلوا لنا زجاجات ماء من المطبخ، لكن فشلنا في التفاوض على فتح شباك عشان نتنفس مع أننا في الدور الأخير".

وأشار بهجت إلى أنه من حسن الحظ أن زميلة استطاعت أن ترسل رسالة من كلمة واحدة لزوجها قبل أن يُصادر هاتفها، ومن ثم وصل خبر احتجازهم إلى خارج الموقع. وأضاف أن من حسن الحظ أيضا وجود مراسلين فرنسيين معتمدين في مصر من قناة "فرنسا 24"، قدما لإجراء مقابلة تتعلق باعتقال الصحافي في الموقع شادي زلط قبل يومين، وقد تمكنا من إبلاغ سفارة بلديهما في القاهرة، ومن ثم حضر نائب السفير الفرنسي والملحق الصحافي للسفارة ومحامي الموقع، لكن قوات الأمن رفضت دخولهم.

وأوضح بهجت أن عناصر الأمن حققت مع الصحافيين كل على حدة، قبل أن يتم تسليم الصحافيين الفرنسيين إلى مسؤولي سفارتهما، ومن ثم اصطحاب صحافيين بريطانيين إلى منزليهما للاطلاع على جوازي سفرهما.

وتم اصطحاب رئيسة تحرير الموقع، لينا عطا الله، والصحافيين محمد حمامة ورنا ممدوح في سيارة أجرة بعد إبلاغ زملائهم باعتقال الثلاثة. وختم بهجت بالقول إنه "تم الإفراج عن الصحافيين الثلاثة إضافة إلى الصحافي المعتقل قبل يومين شادي زلط بطريقة مفاجئة بعد إبلاغهم أن حد محترم تدخل وخلّص الموضوع".

وكانت النيابة العامة المصرية، قد أعلنت الإثنين أنها أذنت بتفتيش مقر "مدى مصر"، لأنه موقع أنشأه "الإخوان" لنشر الشائعات، على حد وصفها. وذكرت النيابة، في بيان، أنّ تحريات قطاع الأمن الوطني توصلت "إلى إنشاء جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية الموقع الإلكتروني المذكور" بهدف نشر أخبار وشائعات كاذبة لتكدير الأمن العام. وقد أسفر التفتيش عن ضبط آلات ومعدات تستخدم في الجريمة".

وكان الموقع قد نشر، الأسبوع الماضي، مقالا قال فيه إن محمود السيسي، نجل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، جرى استبعاده من جهاز المخابرات العامة عبر إرساله في "مهمة عمل طويلة" إلى روسيا بسبب اتخاذه "قرارات أثرت على وضع والده في الحكم".