يبدو "التيار الوطني الحر" مصرّاً على استفزاز اللبنانيين الغاضبين والمذهولين من مواقفه وممارساته، حيث أصدر، الأحد، بياناً أعلن فيه أنه لم يتقدّم بأي إدعاء بحق القاصرين الذين أزالوا اللافتة التي تحمل اسمه على مقر مكتبه في بلدة حمانا، واضعاً ذلك في سياق "التصرفات غير المألوفة، التي تسبب التوترات غير المرغوبة في هذه المنطقة"، ومستنكراً التحرّك الذي قام به ناشطون تضامناً مع الأطفال الخمسة، والذي تخللته، بحسب البيان، "تجمعات ومواكب سيارة أمام مخفر درك حمانا واطلاق هتافات وعبارات مسيئة بحق التيار على خلفيات حزبية وطائفية مكشوفة".
لم يرَ التيار في ملاحقة أطفال واعتقالهم وترهيبهم ما يستدعي الاستنكار أو الشجب، بل حمّل مسؤولية اهتزاز الاستقرار والأمن لأطفال قاصرين، ما يوحي بأنّ الدولة البوليسية التي باتت تحكم لبنان، لن تفرّق بين طفل وراشد، إذ ما طال النقد أو التعبير عن الاعتراض أي من رموز العهد وأحزابه.
هكذا إعتَقَلوا ولد من الأولاد بخصوص اليافطَه في حَمّانا .
أخطر الاولاد على #العهد_الفاشل_الاعرج_المبتور #لبنان_ينتفض pic.twitter.com/Fq1Y0S1aBc— #KOJAkK (@kojakah) November 24, 2019
وتم اعتقال الأطفال بداية من قبل شرطة بلدية حمانا وتسليمهم بعدها إلى مخابرات الجيش، التي بدورها سلمتهم إلى مخفر حمانا بإشارة القاضية مايا كنعان، حيث تعرضوا لـ8 ساعات من التوقيف والاستجواب قبل أن يُطلق سراحهم، وهو أثار حملة استنكار واسعة في مواقع التواصل، إذ "كيف تتجرأ السلطة على اعتقال أطفال؟"، و"هل اللافتة الممزقة كافية لنومهم في السجن وتدهور حالتهم النفسية؟"، يسأل أحد المغردين.
وفيما أطلق ناشطون حملة #أحد_التمزيق تضامناً مع الأطفال الخمسة، اعتبر مغردون أنّ "القضاء النشيط يوقف قاصرين ولا يجد فاسدين لتوقيفهم"، في حين أن "مشهد خروج أطفال حمانا من سجن السلطة يؤسس لمرحلة جديدة في الانتفاضة الشعبية".
لكن مشهد توقيف الأطفال وترهيبهم بالشكل الذي تعرّضوا له يستدعي إطلاق نداء إلى جميع الزعماء والأحزاب، بحسب ما جاء في تغريدة للمحامي والمدير التنفيذي لـ"المفكرة القانونية"، نزار صاغية، الذي قال: "بادروا غدا إلى نزع صوركم ويافطاتكم لان بقاءها هو بمثابة احتلال غير قانوني للفضاء العام. ثم جنبوا انفسكم المهانة فغدا أطفال حمانا سيصبحون آلاف الأطفال في كل مكان".
إلى ذلك، تساءلت الوزيرة في حكومة تصريف الأعمال، مي شدياق: "ماذا يستنسخ بعض حلفاء نظام بشار في لبنان! ألا تعني لهم شيئاً أمثولة أطفال درعا التي أشعلت الحرب في سوريا!". وكتب الناشط فارس الحلبي: "محكومون بالتاريخ والجغرافيا وهبل عسس الأجهزة. درعا 2011..حمانا 2019"، فيما علقت الإعلامية نجوى قاسم بالقول: "نظام يخاف الفتى ويرعب الولد، كيف يحمي او يؤتمن على بلد".
هؤلاء هم الأطفال الذين اوقفوا في حمانا لساعات قبل أن يُفرج عنهم
معقول!
التهمة:تمزيق صورة الرئيس!
ثم تبيّن أنهم نزعوا يافطة!
ماذا يحصل!
ماذا يستنسخ بعض حلفاء نظام بشار في لبنان!
ألا تعني لهم شيئاً أمثولة أطفال درعا التي أشعلت الحرب في سوريا!
اتّقوا الله وتواضعوا#لبنان_يتنفض https://t.co/ybJnbQOcuE pic.twitter.com/YVsv1M4Lnm— May Chidiac مي شدياق (@may_chidiac) November 24, 2019
محكومون بالتاريخ والجغرافيا وهبل عسس الأجهزة.
درعا ٢٠١١
حمانا ٢٠١٩ pic.twitter.com/Q9HelHCE0V— Fares Halabi | فارس الحلبي (@FaresHalabi) November 23, 2019
نداء لجميع الزعماء والاحزاب: بادروا غدا إلى نزع صوركم ويافطاتكم لان بقاءها هو بمثابة احتلال غير قانوني للفضاء العام. ثم جنبوا انفسكم المهانة فغدا أطفال حمانا سيصبحون آلاف الأطفال في كل مكان.— Nizar SAGHIEH (@nsaghieh) November 23, 2019
نظام يخاف الفتى ويرعب الولد
كيف يحمي او يؤتمن على بلد#لبنان_ينتفض #حمانا— Najwa Kassemنجوى قاسم (@najkassem) November 24, 2019
قرار قضائي من القاضي سامر ليشع بتوقيف ٥ أولاد -قاصرين- بسبب تمزيق صورة للرئيس عون في حمانا.
القضاء النشيط يوقف قاصرين ولا يجد فاسدين لتوقيفهم، مجدّدًا، هل يرضى عون بتوقيف قاصرين؟ #لبنان_ينتفض #Lebanon @joemaalouftv pic.twitter.com/CLsq2LyB00— Ahmad M. Yassine (@Lobnene_Blog) November 23, 2019
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها