الخميس 2019/11/21

آخر تحديث: 17:50 (بيروت)

جويل بو يونس إذ تصرّ على دور الذراع الإعلامية

الخميس 2019/11/21
جويل بو يونس إذ تصرّ على دور الذراع الإعلامية
increase حجم الخط decrease
الفرصة التي أتاحتها قناة "ام تي في" لمراسلة قناة "او تي في"، جويل بو يونس، في اطلالتها مع جو معلوف، أريد منها إظهار مظلومية جويل التي تعرضت لتهديد بالسكين أثناء تغطيتها للحراك في الشارع، ولتأكيد مبدأ تحييد الاعلام عن الصراعات والانقسامات. لكن جويل، لم تُحسن استغلال الفرصة. أعطت منتقديها فرصة اضافية لانتقادها، حين استخدمت مصطلح "لا أحب أن أفجر على الهواء". 
يوم الثلاثاء الماضي، استضاف جو معلوف أربعة مراسلين في قناة "او تي في" تعرضوا للاستفزاز والمضايقات في الشارع، لأنهم يغطون لوسيلة اعلامية محسوبة على "التيار الوطني الحر" فقط. 


فتح معلوف منبر "ام تي في" لزملاء يدعمهم جميع الزملاء ويتضامنون معهم، على قاعدة ضرورة تحييد الاعلام عن الانقسامات السياسية. ويحظى هؤلاء بتضامن حتى من المحطات المنافسة سياسياً. وكانت تلك الاطلالة لبو يونس، الثانية على قناة "ام تي في" بعد اطلالتها الاولى ضمن برنامج "بيت الكل" مع عادل كرم.

لم تحضر جويل لاظهار مظلوميتها كمراسلة تعرضت للكثير من الاذى والتنمّر، رغم أن بعض المحتجين يعتبرون أنها طرحت اسئلة استفزازية عليهم، وكانت تحاججهم بموقف رئيس الجمهورية والوزير جبران باسيل، ما اضطرهم الى التعاطي معها بنزق. وبالتأكيد فإن حجة المتظاهرين مردودة، لأن الاعلام يجب أن يُحيّد، ولا يمكن التعاطي مع المراسلين بمنطق سوقي، وصولاً الى اشهار سكين في وجهها، كما قالت احدى زميلاتها في المقابلة مع معلوف. 

فجويل، حضرت لمدة ثلاث دقائق لانتقاد موقف معلوف نفسه في فقرة سابقة، ولانتقاد فريق العمل في الكواليس. ورفعت صوتها لتسجل موقفاً سياسياً، بالقول انها لا ترضى بما قاله. لم تترك لمعلوف مجالاً للرد والايضاح، وانسحبت بعدما قالت انها "لا تحب أن تفجر"، أي لا تريد رفع صوتها. 

والحال ان جويل، لم تستثمر الاطلالة لحشد رأي عام مؤيد لها يتضامن معها في وجه من أساءوا اليها كإعلامية تقوم بواجبها. ما أثبتته في المقابلة، أنها ذراع إعلامية لفريق سياسي، وتستخدم الإعلام لإيضاح صورته ومواقفه بدلاً عنه، لتقديسه ومنع نقاشه. كانت تمتلك فرصة كبيرة لاظهار "بلطجية" من ضايقوها، بحسب وصفها، وهو ما قام به زملاؤها لارا الهاشم وريما حمدان وجورج عبود الذي تحدث عن محاولة دهسه من قبل أحد المتظاهرين، وقاد المرتكب الى التحقيق لدى الأجهزة الأمنية. 

والحال ان جويل، حلقة من سلسلة اعلامية لا تفصل بين العمل الاعلامي والولاء السياسي. تلك معضلة تتخطى الاعلاميين المسيّسين، بالنظر الى ارتباطها العضوي بالمحطات وسياساتها. إذ يظن الاعلامي ان الاستماتة في الدفاع عن سياسة المحطة، أو مالكيها ومموليها، هو تكريس لصورة الوفاء للفريق السياسي، ويؤهله ليكون ذراعاً اعلامياً لموقف سياسي، يمكن تصريفه لدى جمهور المحطة فعلاً.

وتكمن المشكلة في أن بعض الاعلاميين لا يؤمنون بدور أو رسالة. يتعاطى كثيرون منهم مع موقعهم على انه وظيفة، تتطلب اختبارات الولاء الدائمة، منعاً لتسجيل نقطة عليهم في السجل الحزبي. لا يعني ذلك تجرداً من الولاء السياسي، أو الانتماء الحزبي، بقدر ما يؤشر الى ضرورة الفصل بين الرأي الشخصي والأداء في وسائل الاعلام، طالما أن الجمهور أكبر من حلقة الحزب وجمهوره. 

قد يدفع هذا الواقع البعض الى القول ان الاعلامي ليس مجرداً من مواقفه السياسية. صحيح، حين يقف وراء الكاميرا وليس أمامها. وقد مارست بو يونس هذا الدور في الموقعين، خلف الكاميرا وامامها، وهو ما عرضها لـ"فجور" بعض المتظاهرين الذي لا يمكن تبريره.

غير ان الصورة التي ظهرت فيها جويل بو يونس خلال اطلالتها مع جو معلوف، تحيلها الى دور مستشارة اعلامية، بما يتخطى دورها كمراسلة لقناة تلفزيونية. تدافع عن فريقها، وتهاجم منتقديه، وليس بالحجج بل بـ"العصمة" التي لا يتمتع بها إلا الأنبياء في المرويات الدينية. وهي بذلك، تكرر الدور الذي لعبته أثناء التغطية الميدانية التي كانت محل انتقاد أيضاً. 

وليس أبلغ من الرأي الذي عبّر عنه الاستاذ في الإعلام، يزبك وهبه، خلال اطلالته مع هشام حداد قبل أسبوعين، حين قال: "لو كنت مراسلاً لـOTV في تغطية الاحتجاجات، كنت بدّلت نمط الاسئلة فقط"، في اشارة الى مخرج يمكن أن يجده مراسلو المحطة لاتمام التغطية بسلاسة. 
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها