أحمد أبو عمو.. تجسَّسَ للسعودية وفتح حساباً في "عودة"

ووجهت لأبو عمو في وقت سابق من هذا الشهر، تهمة التجسس مع علي الزبارة، وهو أيضاً موظف سابق في "تويتر"، وأحمد المطيري الذي كان يعمل مع العائلة المالكة السعودية. وتضع هذه القضية "وادي السيليكون" في دائرة الضوء في ما يتعلق بحماية البيانات الشخصية، بما في ذلك من موظفي شركات التكنولوجيا الذين لا مبرر لوصولهم للمعلومات. كما تمثل القضية صراعاً علنياً بين الولايات المتحدة وأحد أهم حلفائها.

وتقول الشكوى إن أبو عمو دخل مراراً، حساب أحد أبرز المنتقدين للعائلة المالكة السعودية، في أوائل العام 2015. وفي إحدى المرات استطاع الاطلاع على البريد الإلكتروني ورقم الهاتف المرتبط بالحساب. ودخل أبو عمو أيضاً على حساب منتقد سعودي ثان، للحصول على معلومات.

وكان قاض اتحادي في سان فرانسيسكو قد أمر بإطلاق سراحه الأسبوع المقبل، لكن المدعين طعنوا في هذا القرار. وخلال الجلسة التي عقدت الأربعاء، وافق القاضي إدوارد تشين على سماع مرافعة الدفاع بشأن الطعن في إطلاق سراح أبو عمو، ودراسة تجديد قرار الحبس صباح اليوم الخميس. في حين صدرت أوامر اعتقال بحق الزبارة والمطيري، اللذين يعتقد أنهما في السعودية.

وتحدد سياسة الخصوصية في "تويتر" الظروف التي قد يتم فيها الكشف عن البيانات السرية الخاصة بالمستخدمين. كما ينصّ البند رقم 18 من قانون الولايات المتحدة على أنه يجوز لمقدمي خدمات الاتصالات الإلكترونية وخدمات الحوسبة من بُعد، مثل "تويتر"، أن يكشفوا طواعية عن بيانات المستخدم إلى الجهات الحكومية في حال اعتقاد مقدم الخدمة بوجود حالة طوارئ تنطوي على خطر الموت أو إصابة جسدية خطيرة لأي شخص.

وعند التحاق الزبارة وأبوعمو بالعمل في "تويتر"، وافقا على الالتزام بقواعد العمل التي تحدد السياسات التي يجب على موظفي الشركة الالتزام بها كجزء من عملهما، والتي تشمل منع تقديم أي معلومات خاصة ببيانات وقوائم مستخدمي "تويتر" إلى أي جهة أخرى، والامتناع عن أي نشاط تجاري آخر من شأنه أن يخلق تضارباً في المصالح مع الشركة.

وخلال الفترة التي عمل فيها الزبارة وأبوعمو في "تويتر"، لم تكن وظيفتهما تتطلب الحاجة للوصول إلى المعلومات الخاصة بمستخدمي التطبيق، وكان وصولهما لتلك البيانات يمثل انتهاكاً لقواعد العمل المتعلقة بحماية بيانات المستخدمين. وبالرغم من ذلك، عمل الزبارة وأبوعمو على الوصول إلى البيانات السرية الخاصة بمستخدمي الموقع، بما في ذلك عناوين البريد الإلكتروني، وتواريخ الميلاد، وأرقام الهواتف، وعناوين بروتوكول الإنترنت (IP).

وبحسب تقرير نشرته "الجزيرة" في وقت سابق، فإن شركة علاقات عامة تمثل سفارة السعودية في أميركا، اتصلت بشركة "تويتر"، وطلبت المساعدة في توثيق حسابات لشخصيات إعلامية سعودية. عندها، أسندت الشركة المهمة إلى أبو عمو، الذي تواصل مع الشركة وطلب منها إعلامه إن كانت لديهم أي طلبات أخرى تتعلق بالحكومة السعودية.

في 16 من أيار/مايو 2014، قام ممثل من مجلس الأعمال الأميركي السعودي في فيينا، بإرسال بريد إلكتروني إلى أبوعمو يطلب منه تنظيم جولة في مكتب "تويتر" في سان فرانسيسكو لمجموعة من "رواد الأعمال السعوديين"، ليقوم أبو عمو بترتيب الزيارة، التي شارك فيها بدر العساكر، الذي أصبح لاحقاً مدير المكتب الخاص لولي العهد السعودي. وقد عمل العساكر نيابة عن النظام السعودي، في تجنيد موظفي "تويتر" للحصول على معلومات المستخدمين الخاصة، التي لم يتمكن من الحصول عليها من أي مكان آخر.

وفي تشرين الثاني/نوفمبر 2014 تواصل العساكر مع أبوعمو لترتيب لقاء بينهما في بريطانيا. والتقيا بعد ذلك في لندن، في حضور أبوعمو، في مؤتمر إعلامي عالمي نظمته شركة "تويتر" في بريطانيا. بعدها، التقى أبو عمو مع أحمد المطيري، الذي سبق أن دعا أبوعمو لعقد اجتماع في سان فرانسيسكو لمناقشة اهتماماتهما المتبادلة في ظل عمل المطيري مستشاراً لأحد أبرز أمراء العائلة المالكة. وفي غضون أسبوع واحد من اجتماع أبو عمو في لندن مع بدر العساكر، بدأ أبوعمو في الوصول إلى معلومات مستخدمي "تويتر" الخاصة التي تهم بدر والعائلة المالكة.

ووفقاً لتقرير "الجزيرة" فإنّ قريباً لأبو عمو، مقيم في بيروت، فتح له حساباً مصرفياً في بنك عودة، وتلقى الحساب لاحقًا مدفوعات تم تحويلها بعد ذلك إلى أبوعمو. ومن أبرزها تحويل في 13 من شباط/فبراير 2015 من بدر العساكر للحساب اللبناني بقيمة 100 ألف دولار.

وفي 9 من شباط/فبراير 2015، سجل أبوعمو موقعاً إلكترونياً في أميركا كشركة ذات مسؤولية محدودة. واستخدم هذه الشركة في تلقي 100 ألف دولار أميركي من بدر العساكر في 2016. وقد بلغ مجموع ما حصل عليه أبو عمو من بدر العساكر ما لا يقل عن 300 ألف دولار.

لكن بعد تعزيز" تويتر" لقيود الوصول إلى بيانات المستخدمين، استقال أبوعمو في 22 أيار/مايو 2015، من منصبه في الشركة لينتقل إلى مدينة سياتل. إلا أنه ظل على تواصل مع بدر العساكر، حيث قدم له خدمات عديدة من خلال علاقاته برفاقه السابقين في "تويتر"، وبمكتب "تويتر" في دبي، مثل: توثيق حسابات "تويتر" لمسؤولين سعوديين، كحساب وزير الإسكان السعودي ماجد الحقيل، ووزير التعليم السعودي أحمد العيسى، وإغلاق حسابات معينة في "تويتر" بذريعة انتهاكها لمعايير الموقع.

وفيما استجوب محققو مكتب التحقيقات الفيدرالي، أبوعمو، في 20 من تشرين الأول/أكتوبر 2018، بخصوص تلقيه ساعة فاخرة كهدية من بدر العساكر من دون إخبار رؤسائه في شركة "تويتر"، والتي تنص قواعد عملها على إبلاغ المدير المباشر أو نائب رئيس الموارد البشرية بأية هدية تتجاوز قيمتها 100 دولار، تبين خلال التحقيق أن أبوعمو أرفق كلامه بمستند مزور يخص شراء الساعة المذكورة.