الإثنين 2019/11/18

آخر تحديث: 22:47 (بيروت)

أميركا تردع التمدد الروسي للساحة اللبنانية

الإثنين 2019/11/18
أميركا تردع التمدد الروسي للساحة اللبنانية
مورغان أورتاغوس، المتحدثة باسم الخارجية الأميركية (غيتي)
increase حجم الخط decrease
تصطدم جهود المحتجين اللبنانيين بالابقاء على التحركات داخل الحدود اللبنانية، بتدخل دولي، يواجهه المحتجون من جهة، وتؤازرهم الولايات المتحدة من جهة أخرى للحفاظ على طابعه المحلي عبر مواجهة روسيا، والردّ على مزاعمها بأنه مؤامرة اميركية. 

والرد الاميركي، جاء من واحدة من أرفع منابرها الرسمية. لم تصدر الولايات المتحدة اليوم بياناً للرد على تصريحات مسؤولين روس يعلنون رفض موسكو لأي محاولات للتدخل الخارجي في الشؤون اللبنانية. ففي خلفية التصريح، تلميح اعلامي الى دور اميركي، كان قد عبَّر عنه السفير الروسي في لبنان، الكسندر زاسبيكين، ورأى فيه أن "أزمة العملة في لبنان هي خطة أميركية لإحداث الفوضى"، وهو ما دفع الولايات المتحدة للردّ، في مقطع فيديو تحدثت فيه المتحدثة باسم الخارجية  الأميركية مورغان اورتاغوس.

وأميركا، ترد اعلامياً على تلميحات روسيا، بتقنية المواجهة. هي لا تنفي الاتهام الروسي بالمؤامرة فحسب. هي تحاول ردع روسيا عن الدخول الى المشهد السياسي اللبناني وفرض نفوذ لها فيه. واتبعت استراتيجية اعلامية قائمة على ثلاثة محاور في مقطع الفيديو نفسه: 
المحور الاول يقوم على تكذيب المزاعم الروسية، والانتقال من الدفاع الى الهجوم عبر القول ان "هذه القصة الخاطئة تتكرر في مختلف انحاء العالم، اينما قرر الناس مطالبة المزيد من حكوماتهم". 

أما المحور الثاني فيقوم على التأكيد بأن الولايات لن تتخلى عن دعم لبنان، بتعهدها الاستمرار في الوقوف الى جانب الشعب اللبناني، وتفصيل حجم المساعدات بمليارات الدولارات منذ العام 2006، مقابل المساعدات الروسية الصغيرة في السنة الاخيرة. وهي رسالة ردع، تقصد منها العجز الروسي عن ملء الفراغ. 

أما المحور الثالث فيقوم على اعلان "الوقوف بفخر الى جانب الشعب اللبناني". وهي رسالة واضحة بأن الولايات المتحدة لن تخلي الساحة اللبنانية. تتصدى فيها لروسيا التي تتواجد في سوريا وقد تحاول التمدد الى لبنان، في وقت اختارت الصين الحياد، وعبّرت بوضوح عن ذلك بالقول "اننا ليست لدينا النية أن نكون بديلاً من أميركا في لبنان، وليست لدينا القدرة على ذلك". 

واعتبرت المتحدثة باسم الخارجية  الأميركية مورغان اورتاغوس أن الحكومة الروسية "سعت للتشكيك في مطلب الشعب اللبناني لوضح حد للفساد المستشري وسوء الإدارة من خلال الإساءة الى تصميمهم على الاصلاح ووصفهم ما يجري بأنه مؤامرة أميركية"، مشددة على ان "ذلك غير صحيح". واضافت: "لقد رأينا روسيا تكرر هذه القصة الخاطئة في مختلف انحاء العالم، أينما قرر الناس مطالبة حكوماتهم بالمزيد". 

وقالت ان "المظاهرات الشعبية التي اندلعت في لبنان وشاهدناها في الاسابيع الماضية، أظهرت أنها تمثل عددا كبيراً من السكان اللبنانيين الذين يعملون معاً من اجل مساءلة قادتهم"، مشيرة الى ان أي رواية معاكسة "تمثل اهانة صريحة لالتزام اللبنانيين بمستقل اكثر اشراقاً وحكومة خالية من الفساد تستجيب لاحتياجات الشعب اللبناني".

وأضافت: "قد تستمتع روسيا بنشر الاكاذيب والتصريحات التي تصب الزيت على النار لكن الولايات المتحدة ستواصل الوقوف الى جانب الشعب اللبناني"، لافتة الى ان الولايات المتحدة "عملت عن كثب مع لبنان لأكثر من عقدين من الزمن، لتقوية مؤسسات الدولة وتعزيز الاستقرار وزيادة النمو الاقتصادي من خلال الامن والتنمية والمساعدات الانسانية". 

وإذ عدّدت سبل المساعدة التي تُعد بمئات ملايين الدولارات، قالت ان "مساهمات الولايات المتحدة لمساعدة الشعب اللبناني تتحدث عن نفسها في مقابل كلمات روسيا الفارغة". واعتبرت ان روسيا تحاول استغلال الوضع في لبنان في خدمة مصالحها الخاصة لكن العالم يعرف الحقيقة.

وكانت الخارجية الروسية ركزت على الاهتمام على "رفض أي محاولات للتدخل الخارجي في الشؤون اللبنانية والتلاعب مع السيناريوهات الجيوسياسية من خلال استغلال وتأجيج الصعوبات القائمة التي يواجهها لبنان الصديق". 
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها