وأشار الناشطون إلى أن هنالك مجرمين تفوقوا على تنظيم "داعش" في الإرهاب وقتل السوريين وتهجيرهم، والذين لا تطولهم يد العدالة الدولية للأسف، في إشارة للرئيس السوري بشار الأسد وحليفه الروسي فلاديمير بوتين، على وجه التحديد. وبالتالي، رغم عدم وجود اختلاف حول إرهاب "داعش"، إلا أن القول بأنه السبب الوحيد لمعاناة السوريين، هو تعميم خاطئ. فنظام الأسد مسؤول عن مقتل نحو 200 ألف مدنياً مقارنة بنحو 5 آلاف قتلهم التنظيم، على سبيل المثال.
ومنذ ظهور تنظيم "داعش" على الساحة السورية وإنشائه دولة الخلافة بين العراق وسوريا العام 2014، باتت السردية السائدة في الخطاب الدبلوماسي والإعلامي الغربي، هي ضرورة مكافحة الإرهاب الإسلامي في سوريا، مع تصوير سوريا كساحة للتنظيمات الجهادية التي أدت إلى موجة اللجوء العام 2015 إلى أوروبا.
وعمل النظام السوري وحلفاؤه بشكل ممنهج على تعميم هذه السردية، كمبرر لشرعية النظام أمام المجتمع الدولي المصدوم من مستوى العنف الذي قدمته دعاية "داعش"، في وقت فشلت فيه القوى الغربية في تقديم موقف صارم من إجرام النظام، وتحديداً الولايات المتحدة، في وقت عطلت فيه روسيا استصدار أي قرار ضد دمشق في مجلس الأمن. علماً ان السوريين ثاروا أصلاً، بشكل سلمي، ضد النظام السوري الشمولي، من أجل الديموقراطية العام 2011، وقوبلوا بسياستي الحل الأمني والأرض المحروقة.
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها