الثلاثاء 2019/10/22

آخر تحديث: 17:38 (بيروت)

"عكاظ" تهين الثائرات اللبنانيات.. والسودانيات يرسلن التحية

الثلاثاء 2019/10/22
"عكاظ" تهين الثائرات اللبنانيات.. والسودانيات يرسلن التحية
عنونت الصحيفة بـ"حسناوات لبنان..كل الحلوين ثورجية" (غيتي)
increase حجم الخط decrease
تُواجه صحيفة "عكاظ" السعودية انتقادات على خلفية نشرها عنواناً يختزل الانتفاضة التي يشهدها لبنان بالتركيز على "جمال اللبنانيات" المشاركات في التظاهرات، في إشارة تسخيفية وتشييئية مثيرة للاستهجان وتسلب المتظاهرات جدّيتهن وأحقية مطالبهن. إذ نشرت الصحيفة صفحة كاملة تحت عنوان "حسناوات لبنان..كل الحلوين ثورجية"، وتضمنت صوراً عديدة لمتظاهرات لبنانيات.


وقالت الصحيفة إن مشاركة الحسناوات زادت من شغف متابعة المظاهرات في لبنان، والتي قد تؤدي إلى إطاحة الحكومة. وأضافت: "جميلات بيروت، بعلبك، طرابلس، صور، جبيل وجونية، كثيرا ما ساهمن بشكل أو بآخر في استفزاز الرحابنة وغيرهم من الشعراء في لبنان لكتابة أجمل أغانيهم التي كانت ولا تزال طقسا من طقوس الصباح، بدءا من (عيون علياء) في (هدير البوسطة)، ومروراً بالأغنية الأشهر لغسان صليبا (كل الحلوين حرامية) التي غيرتها (حسناوات لبنان) في الأحداث الأخيرة إلى (كل الحلوين ثورجية)".

وبدا واضحاً، من خلال تعمّدها نشر هذا العنوان وتغطية الحدث من هذه الزاوية، أنّ الصحيفة تبنّت النظرة الذكورية والتنميطية نفسها، التي عكستها تعليقات شريحة واسعة من المتابعين العرب لأحداث التظاهرات اللبنانية، والذين لم يروا في المتظاهرات اللبنانيات سوى أنهن "مُزز" و"فاتنات"، ما حدا بالعديد من المغردين إلى التعبير عن سخطهم من موجة التعليقات هذه، والتي شكّلت تغطية "عكاظ" على هذا النحو تتويجاً لها، حيث أنها تساهم بـ"تسخيف القضية" و"تسيء للشعب اللبناني وثورته". 

وفيما تفاوتت الآراء والمواقف في الداخل السعودي حول تغطية الصحيفة للحدث اللبناني، برز إجماع لدى كثيرين على أنّ هذه التغطية كشفت ازدواجية المعايير في السياسة التحريرية التي تعتمدها الصحيفة، مذكّرين بأسلوب تعاطيها مع قضايا حقوق السعوديات ومطالباتهن بإسقاط الولاية، حين كانت تحرّض ضدّهن وتخونهن، وذلك إضافة إلى تعاطيها "المخزي" مع قضية الناشطات السعوديات المعتقلات.

كما انتقد مغردون المستوى المهني "المنحدر" الذي طبع تغطية الصحيفة، وتساءل أحدهم: "بالله هذا مقال او عنوان صحافي يكتب في صحيفة عريقه مثل عكاظ؟؟؟"، وأضافت مغردة: " استحيت من العنوان اللي حتى الصحف اللبنانية مافكرت فيه يا الله اي انحدار وصلتم إليه".


الصورة النمطية التي سعت "عكاظ" إلى تعزيزها بهذا الأسلوب والمفردات واللغة، قابلتها في المقلب الآخر تعليقات داعمة للمرأة اللبنانية الثائرة، خصوصاً من نساء البلدان التي سبقت لبنان في الاحتجاج ضدّ أنظمتها. وفي هذا السياق، تداول ناشطون صوراً لسودانيين ردوا التحية للبنانيين بعدما ساندوهم في ثورتهم، خصوصاً النساء منهم. كما برزت صورة للشابة، آلاء صلاح المعروفة بلقب "كنداكة"، وهي الشابة التي وقفت بزيها السوداني التقليدي على سقف سيارة وراحت تلقي الشعر وتحث المتظاهرين على الثورة.





وبموازاة ذلك، انتشرت في مواقع التواصل منشورات ومقاطع فيديو تعبّر عن دهشة الكثير من المواطنين العرب من مظاهر الثورة اللبنانية، كونها مليئة بالفرح و"الفرفرشة" والرقص بدلاً من العنف والعبوس والجدية المعهودة في الثورات العربية. وفي حين اتسمت تعليقات البعض بالسخرية مظاهر تظاهراتهم، تساءل العديد منهم "كيف يمكن للشعب اللبناني أن يصنع كل هذا الفرح بالرغم من كل أزماته ومعاناته؟".

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها