الإثنين 2019/10/21

آخر تحديث: 20:44 (بيروت)

راقصة جامع الأمين.. مدسوسة من OTV؟

الإثنين 2019/10/21
راقصة جامع الأمين.. مدسوسة من OTV؟
increase حجم الخط decrease
القراءة الأولية لوصلة الرقص الاستعراضية في ساحة الشهداء، بوصفها رداً مناسباً على الاتهامات الموجهة للثورات الأخرى بالأسلمة والارهاب، تسقط عند دلالات الصورة والأداء في تظاهرات عفوية، أدى فيها اللبنانيون شعارات بحناجرهم، وأسقطوا المحرمات السياسية عن شخصيات لطالما هددت بالاستدعاءات الأمنية عند التعرض لها. 

والتعبير بالجسد لم يكن في يوم من الأيام محرماً على أي نشاط سياسي أو اجتماعي، ولم يكن الرقص الشرقي مدعاة انتقاص كفنٍّ يعبّر عن هوية شعبية وفنية في المنطقة. ولم يحجم اللبنانيون عن أداء وصلات رقص فولكلوري (دبكة) أو تمايل على أنغام الراب في الساحات، أو الايماء بالجسد كمواكبة جسدية لشعار سياسي ولحدث نادر. 

النقص الوحيد في الوصلة على ظهر سيارة في ساحة الشهداء، أن منفّذتها محترفة رقص شرقي، حضرت لتقديم وصلة بلا أي غرض تتطلبه حركات احتجاجية وثورية، وحضرت ببدلة رقص شرقي مكشوفة لا تراعي الموقع ولا المناسبة، ولن تعود، بهذا الحضور المبتذل، الا بشهرة إضافية على نفسها، وبإساءة لثورة يصنعها اللبنانيون بتحدٍ للذات أولاً، ولعاطفة ربطتهم بزعيم ثانياً، ولتجربة رسمت فيهم الخوف معياراً لتجنب أي تحرك قد يؤدي الى الفوضى، ثم الى توتر أمني، ينتهي بحرب أهلية. 

والأخطر ما نشره أحد المغردين عن أن الراقصة التي ظهرت فجأة في ساحة الشهداء، متعاقدة مع ثلاثة برامج في قناة "أو تي في" التابعة للتيار الوطني الحر، الذي يرأسه الوزير جبران باسيل، وأسسه الرئيس ميشال عون. ما أثار تساؤلات عما إذا كانت العملية مدبرة والراقصة مدسوسة لتشويه صورة الحراك. 



ففي مقابل الشجاعة الموصوفة التي عبّر عنها المحتجون في ساحات لبنان كله، تأتي راقصة محترفة، ببدلة رقص شرقي، هبطت فجأة من السماء، لتقول انها حاضرة، بالجسد والايماء، وعادت على الثورة بالإساءة فقط، وحفزت خصوم الثورة على اعتبارها مادة اضافية لحشد الجمهور، الى جانب "الدي جي" في سهرة يوم الجمعة الفائت، وبوصفها "وصلة رقص لإسعاد الجمهور". 

حسناً فعلت السيدة المتظاهرة التي أنزلتها عن سقف السيارة، كما يظهر في مقطع فيديو آخر، ليس لمنع التطاول على الثورة بوصفها "تستخدم الفحشاء أمام مسجد المسلمين"، كما كتب أحدهم، بل لمنع الإساءة الى الحراك الذي أظهر تحرراً سياسياً واجتماعياً بما يتخطى أي تحرر آخر. 

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها