لطالما دافع جمهور الثنائية الشيعية "حزب الله" و"حركة أمل" عن سياسات المسؤولين الذين يمثلون الطائفة، باعتبار أن لديهم نخباً يمكن لها أنّ تقدّم نموذجاً جيداً في ما يتعلق بالتشريع والمراقبة والمحاسبة، وهو أمر لا ينسحب على الجمهور الشيعي غير المحزب الذي لاذ بالصمت، وأحجم عن انتقاد ممثلي الطائفة.
لكن هذه الصورة انقلبت اليوم، مع قيام محتجين من الطائفة الشيعية بالاعتداء على مكاتب نواب من كتلة "الوفاء والمقاومة" وحليفتها "التنمية التحرير"، وتحت شعار "كلن يعني كلن".
والمؤكد انه سقط اليوم الاعتبار الطائفي تحت ضغط الاحتجاجات والشعور لدى المواطنين بالمساواة بالفقر والانسحاق تحت ضغوط الحياة اليومية والهموم المعيشية، وبدا أن الصمت الشعبي والخطوط الحمر وهالة القداسة، سقطوا في الشارع. ورفع المحتجون الصوت بأنه لديهم حقوقاً ومطالب تأسست عليها هذه الطبقة السياسية بأكملها.
حرامي حرامي محمد رعد حرامي 🤷🏼♀️#لبنان_ينتفض #اجا_وقت_نحاسب pic.twitter.com/lrrMeP4GFA
— Daniella Rammah (@Daniell95196748) October 18, 2019
ضمن هذا السياق، يمكن إدراج ما وثقّته مقاطع الفيديو من اقتحام وتكسير لمكاتب العديد من نواب "حزب الله" و"حركة أمل"، والتي انتشرت في مواقع التواصل، بينهم مكتب النائب محمد رعد في منطقة النبطية، والنائب هاني قبيسي الذي تجمّع المتظاهرون أمام مكتبه وعملوا على إنزال اللوحة المسجّل اسمه عليه. كما وصل المتظاهرون إلى أمام منزل النائب ياسين جابر واشعلوا الاطارات، مطلقين هتافات ضدّ "حركة أمل" ونوابها ورئيسها.
اقتحام مكتب النائب عن حزب الله محمد رعد في ضاحية بيروت الجنوبية. #ثورة_لبنان #اجا_وقت_نحاسب pic.twitter.com/MBh1KxA9aA
— شباب السنّة في لبنان (@sonnalebn) October 17, 2019
واللافت ان التطور وصل الى مدينة صور وضواحيها. فقد انتشر في مواقع التواصل مقطع فيديو يظهر متظاهرين غاضبين في مدينة صور الجنوبية ،وهم يطلقون هتافات ضد رئيس مجلس النواب نبيه بري. وتزامن مع انزال "قوس نصر" ترتفع فوقه أعلام أمل، إضافة الى احراق صورة الامام موسى الصدر، وهو ما أشعل مناصري حركة أمل اعتراضاً على هذا الفعل، كون الصدر "هو سيد الوطن والعيش المشترك".
اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها