الخميس 2019/10/17

آخر تحديث: 16:23 (بيروت)

ضريبة "واتس اب" تنتهك خصوصية اللبنانيين!

الخميس 2019/10/17
ضريبة "واتس اب" تنتهك خصوصية اللبنانيين!
increase حجم الخط decrease
مع إقرار مجلس الوزراء فرض ضريبة على استخدام خاصية "واتس اب كول" و"فايسبوك كول" و"فايس تايم" و"تطبيقات "سكايب" و"فايبر"، وتلك المماثلة التي تستخدم نظام التخابر عبر الانترنت  VOIP - voice over IP، أعلنت منظمة "سميكس" أنّ وزارة الاتصالات والشركات ستقوم باستخدام تقنيات تدخلية تخرق خصوصية المستخدمين، من أجل معرفة ما إذا كان يجرون اتصالاً عبر الانترنت، سواء عبر "واتس اب" أو أي تطبيق "فويب" آخر. 


وأكّدت المنظمة أن هذا القرار يشكّل انتهاكاً لخصوصية المستخدمين، كما يجبرهم على دفع فاتورة استخدام الإنترنت مرّتين، كون مشروع القانون يقضي بفرض 20 سنتا يومياً على كل مشترك، أي ما يساوي 6 دولارات لكل مشترك في الشهر.



من جانبها، اعلنت منظمة TechGeeK أنها تواصلت مع شركتي "فايسبوك" و"واتس اب" بشأن هذا القرار، وأكّد متحدث باسمهما بأنه مع إقرار هذا القرار، فسيكون ذلك بمثابة مخالفة مباشرة لشروط الخدمة (ToS)، لافتاً الى أن هذا التطبيق يجب أن يستعمل كما هو، وبأن الاستفادة من أي وظائف "واتس اب" يعتبر أمراً غير قانوني. 
علماً أن هناك حكومات عديدة، تفرض فعلاً رسوماً على استخدام تطبيقات التخابر، كما هو الحال في دبي مثلاً والرسم المفروض على تطبيق Botim، حيث يدفع مستخدموه في دبي رسماً لاستخدامه عبر خدمة 3G أو 4G حصراً، إذ لا يعمل بانترنت الواي فاي، في حين أن متلقي الاتصال أو المتصل في بيروت يستخدم التطبيق نفسه مجاناً. 
وكتب بعض المستخدمين أنه، رغم كون الخدمة مجانية، لكن الدولة يمكنها القول أن "الواتس اب" وأشباهه، يعتمد على بنيتها التحتية لكي يتم استخدامه، وبالتالي يحق لها فرض رسم.


وأكد وزير الاعلام جمال الجراح، اليوم، أن مبلغ 20 سنتاً باليوم على "whatsapp call" أي على التخابر عبر "الواتس اب" أقر في مجلس الوزراء، مشيراً  الى أن العمل بهذا الأمر يبدأ في الأول من كانون الثاني/يناير 2020.

القرار الذي يسهم بفرض أعباء جديدة على اللبنانيين، أثار جدلاً واسعاً في مواقع التواصل، حيث أجمع كثيرون على عبارة أنه "لم يبق سوى الهواء الذي نتنفسّه لم تطاله ضرائب الدولة"، بموازاة انتقاد عجز الحكومة عن وضع استراتيجية صالحة لانتشال البلد من أزماته المتلاحقة. وكتب سامي نادر، مدير مركز المشرق للشؤون الاستراتيجية أنّ "فرض رسم على استعمال الواتساب قرار خطأ. الرجعي نفسه في معالجة الأمور : فرض الضرائب! لإنتفاء القدرة أو النية على الاصلاح. تريدون مداخيل؟ حسناً. حرروا القطاع وكل القطاعات. افتحوا أبواب المنافسة والإبتكار. عممو التكنولوجيا،ارفعوا الحواجز والقيود. تريدون الحل؟ إفعلوا عكس ما تفعلون".


وفيما اتخذت تغريدات البعض طابعاً ساخراً مع القول إننا نعيش في "عهد الميسد كول على الواتس اب"، تساءل آخرون عما ينتظره اللبنانيون كي يتحرّكوا جدياً لمواجهة سياسات العهد القوي، وخططه الاصلاحية التي لم تأت عليهم سوى بالمزيد من الأزمات والمعاناة. وفي هذا السياق، برزت تغريدة للفنانة إليسا، قالت فيها: " بعد في الواتساب ما انزادت عليه ضريبة بدل ما يوقّفو النهب والسرقة من مليار مزراب تاني. يا ويلكن من غضب الناس إذا غضبو بس للأسف صار شعبي مخدّر".

ودعا البعض إلى حملة لتشجيع الناس على الاستغناء عن هذه التطبيقات، كنوع من هز العصا للسلطة، لكن الواقع أن هذا النوع من الاتصالات يهم قطاعاً كبيراً من اللبنانيين الذين يتخابرون مع عائلاتهم في الخارج. 

ودعت جمعية "لَحَقي" إلى توقيع عريضة الكترونية رفضاً للرسم الجديد، تم تداولها في مواقع التواصل. 


اشتداد حدّة الغضب الذي عبّر عنه اللبنانيون، دفعت بعضو "كتلة الوفاء والمقاومة"، النائب ابراهيم الموسوي إلى الردّ عبر تغريدة قال فيها: "اخواننا واخواتنا واهلنا جميعًا، ولكل اللبنانيين، ارجو عدم التعجل بالحكم على الامور، ولعلمكم ان وزراءنا لم يوافقوا على فرض رسم ٢٠ سنتًا على مكالمات الواتساب". وأكد أن حزب الله "ابلغ رفضه الامر بشكل رسمي فاقتضى التوضيح"، ما دفع بالناشطة مريم ماجدولين اللحام إلى الرد ساخرة: " نرجو من حزب الله إضافة المواطنين عشبكة اتصالاته. شكراً".

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها