"أسرار رسمية": قصة مُخبرة غزو العراق

وكانت غان (45 عاما)، المترجمة السابقة في جهاز الاستخبارات الإلكترونية البريطانية، قد كشفت عن مذكرة أميركية سرية تطلب من البريطانيين التنصت على مندوبي مجلس الأمن الدولي قبل تصويت حاسم حول حرب العراق. وترى اليوم أنّ رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير، والرئيسالأميركي الأسبق جورج بوش الابن، نجحا في تلميع صورتيهما، على الرغم من دورهما الحاسم في غزو العراق دون تفويض من الأمم المتحدة.

واعتبرت غان، في تصريح لوكالة "فرانس برس" أنّ "هذا الفيلم يمكن أن يصحح كل ذلك"، متهمة بلير، الذي كان يصفه خصومه بـ"الكلب المدلل" لبوش، حينذاك، بالخضوع للرئيس الأميركي بلا نقاش تحت ذريعة كاذبة، ألا وهي وجود أسلحة دمار شامل.

وأثارت المذكرة التي تم تسريبها إلى الصحافة عاصفة سياسة عنيفة، ووجهت اتهامات لغان بمخالفة قانون الأسرار الرسمية، لكن أسقطت التهم عنها في العام 2004 في غياب أدلة. وبعدما تم تسريحها من وظيفتها في 2003، واصلت غان العمل في مقر إدارة اتصالات الحكومة في جنوب إنكلترا.

وقالت غان، التي تعيش منذ العام 2011 في تركيا مع زوجها وابنتها: "احتجت إلى فترة طويلة لتقبل ما حدث (...) في كل مرة أحاول فيها رواية تفاصيل الحوادث أشعر بالتوتر مجددا". وأضافت: "كل ما كنت أريده هو العودة إلى حياة طبيعية، وهذا ما فعلته"، مشيرة إلى أنها عملت مدرّسة للغة الصينية، وقامت حتى بتدريس زملاء سابقين في جهاز الاستخبارات الإلكترونية البريطانية.

إلى ذلك، عبّر مخرج الفيلم، غافين هون، عن أمله بأن يقوم الفيلم بالتذكير بالطابع غير الشرعي للنزاع، قائلاً: ""لا يمكن رد الاعتبار لزعيمين اضطرا للاعتراف بأن قصة أسلحة الدمار الشامل هذه محض اختراع وتلاعب وكذب". وأضاف: "إنه أمر رهيب، رد الاعتبار لجورج بوش لمجرد أن الرئيس الحالي للولايات المتحدة دونالد ترامب يبدو أسوأ.. علينا أن نوقف كل هذه السخافات".

وعرض فيلم "أسرار رسمية" في آب/ أغسطس الماضي في الولايات المتحدة وفي تشرين الأول/ أكتوبر الحالي في بريطانيا، قبل عروض عامة في وقت لاحق هذا العام. ويشكّل الصحافي مارتن برايت، الذي قام بدوره الممثل مات سميث، الشخصية الرئيسية الثانية في الفيلم الطويل. وكان برايت، الذي يعمل في صحيفة "ذي أوبزيرفر"، بنشر المذكرة التي سربتها غان. وقال: "بالنسبة لصحافي، الحصول على قصة تحتل العنوان الرئيسي لصحيفة الأحد يشبه تسجيل هدف في مباريات ويمبلي".