newsأسرار المدن

#لبنان_يحترق.. والرئيس يستقبل ملكة السويد!

المدن - ميدياالثلاثاء 2019/10/15
EG63rY_X0AA8lvi.jpg
حجم الخط
مشاركة عبر

انفصال الدولة وافتكاكها عن الشعب برز اليوم في أوضح تجلياته. ففي حين كانت الحرائق تتمدد في المناطق اللبنانية وتصل إلى منازل المواطنين وتهدد سلامتهم وحياتهم، كان المسؤولون يغطّون في سبات عميق، قبل أن يستيقظوا بعد ساعات من  التهام النيران مساحات واسعة من لبنان، وافتراش المواطنين الطرقات والساحات العامة بعد هروبهم من منازلهم.

التعاطي المخزي مع الحدث المأساوي والمفجع بلغ مداه مع انشغال الدولة ورئيسها بمراسم استقبال ملكة السويد، الملكة سليفيا، التي تشغل أيضاً منصب رئيسة مؤسسة "منتور" العالمية، حيث أكّد عون خلال لقائه معها على  ضرورة "الاصرار على مكافحة المخاطر والآفات التي تحدق بالشباب وفي مقدمها ​المخدرات​"، منوّهاً بالدور الذي تقوم به المنظمة.

كلام الرئيس ميشال عون بدا مستفزاً لكثير من المواطنين، الذين استنكروا انشغاله بآفات الشباب، فيما البلد يحترق من أقصاه الى اقصاه، وهو لم يُعلن حالة الطوارىء بعد ولم يُطلق إجراءات سريعة واستثنائية في هذا الإطار، في حين أنّ رؤساء دول أخرى يقطعون زيارتهم ولقاءاتهم الرسمية لأحداث أقل خطورة من تلك التي تشهدها المناطق اللبنانية.

لكن غالباً ما يكون الأمر معكوساً في لبنان، حيث لا يُمانع البعض من إحراق البلد كرمى لمصالحهم وطموحاتهم السياسية، ويُحشد آلاف من الجنود والعسكر وتسخّر قدرات الدولة وخزينتها ومقدراتها لأجل زيارة إلى بلدٍ آخر أو حتى تنظيم لقاء او احتفال في إحدى المناطق اللبنانية. ذلك عدا عن خوض معارك طاحنة ومصيرية حين يكون الهدف توزير أحد الأتباع أو توظيف فرد من الزمرة المحيطة بهم.

هذا المشهد دفع أحد المغردين للسؤال: "هل أعلن ميشال عون حالة الطوارئ في البلاد أم أنه منهمك بزيارة ملكة السويد؟"، ليجيبه أحدهم ساخراً: "لم يخبروه، كلّها اشاعات ضدّ العهد"، وتضيف أخرى: " شكراً للدولة القبرصية والمتطوعين بالدفاع المدني اللبناني والفلسطيني للمساعدة بإخماد الحريق، لأن دولتنا الكريمة مش فاضية، عم يستقبلوا ملكة السويد".


وفيما تصدّر هاشتاغ #لبنان_يحترق قائمة الأكثر تداولاً في "تويتر" اليوم، فاض الموقع بالصور والفيديوهات التي توثّق هول وحجم الكارثة، والتي سلّطت الضوء من جديد على مدى إهمال وتقصير الدولة في التعاطي مع هذا النوع من الأزمات والكوارث، بما في ذلك عدم صيانة طائرات الاطفاء، مع التذكير بطوافات "السيكورسكي" التي استقدمت إلى لبنان منذ سنوات، ولم يتم لاحقاً صيانتها وتجهيزها للعمل في الحوادث الطارئة.

وفي هذا السياق نشر حساب "اليازا" تغريدة قال فيها: "إشترى لبنان  ثلاث طائرات سيكورسكي لإطفاء الحرائق بقيمة  حوالي 14  مليوناً دولاراً اميركياً، وهي  مرميّة منذ سنوات في مطار بيروت بسبب عدم توفر نفقات لصيانتها، بينما أحراج لبنان تحترق والحكومة تُناشد نظيرتها القبرصية إرسال طائرات إطفاء للمساعدة!  برسم الشعب اللبناني....".

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها

تابعنا عبر مواقع التواصل الإجتماعي

  • image
  • image
  • image
  • image
  • image
subscribe

إشترك في النشرة الإخبارية ليصلك كل جديد

اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث