رحيل شوقي الماجري.. المخرج العربي

ووجه، محمد، ابن شقيقة المخرج الراحل، نداء إلى السفارة التونسية في مصر ولوزير الثقافة التونسية، من أجل تسريع نقل جثمان الماجري المقيم في القاهرة، إلى تونس. مشيراً إلى أن المخرج البارز أصيب بوعكة صحية منذ بضعة أيام، ونقل إلى المستشفى في ساعة متأخرة من ليلة أمس، حيث أصيب بجلطة في مدخل المستشفى وفارق على إثرها الحياة.

وولد الماجري في 1 تشرين الثاني/نوفمبر 1961، ودرس علم الاجتماع في مطلع ثمانينيات القرن الماضي قبل أن يتحول لدراسة الإخراج في المدرسة العليا للسينما والمسرح "لودز" في بولندا التي تخرج منها العام 1994. واكتسب شهرة عربية واسعة لإخراجه عدداً من الأعمال العربية والعالمية، وكان مقيماً في سوريا، حيث أخرج عدداً من الأعمال التي صنعت اسمه الفني، كما كان متزوجاً من النجمة الأردنية صبا مبارك قبل انفصالهما.

تميزت أعمال الراحل بصورة بصرية مختلفة عن السائد، وركز بشكل واضح على الجوانب التقنية والجمالية للصورة، مستفيداً من دراسته في بولندا، ويعتبر النجم أيمن زيدان أول من أعطاه الفرصة للبروز كمخرج عربي بتكليفه بإخراج مسلسل "تاج من شوك" العام 1998، وحينها كان زيدان مديراً لشركة "الشام" للإنتاج الفني.

ومن أبرز الأعمال التي أخرجها الماجري مسلسل "الاجتياح" (2007) وأنتجه "المركز العربي للإنتاج الإعلامي" في الأردن، ويصور معاناة الشعب الفلسطيني في مخيم جنين إثر الاجتياح الإسرائيلي للمخيم، وحصل العمل الذي امتنعت المحطات العربية عن عرضه حينها، على على جائزة "إيمي" العالمية كأفضل مسلسل أجنبي.

يبرز من أعماله أيضاً مسلسل "أسمهان" الذي يتناول حياة المطربة السورية أسمهان وعلاقتها بأخيها الموسيقار فريد الأطرش ومسيرتها الفنية الحافلة في مصر، وهو العمل الذي أعطى للماجري شهرة عربية واسعة، وحول النجمة السورية سلاف فواخرجي إلى اسم بارز في مصر تحديداً.

ومن أعماله الأخرى مسلسلات "أخوة التراب" و"حلاوة الروح" و"أبناء الرشيد" و"الأرواح المهاجرة" و"هدوء نسبي" وفيلم "مملكة النمل". وكان آخر أعماله مسلسل "دقيقة صمت" الذي أحدث ضجة واسعة في رمضان الماضي، إثر تصريحات كاتبه سامر رضوان بأن العمل "معارض للنظام"، لكن لم تصدر أي تعليقات من قبل الماجري حول ذلك الجدل، بعكس بقية الأطراف المشاركة في العمل التي حاولت التنصل من تصريحات رضوان بالقول أن العمل غير مسيس.

إلى ذلك، حصل الراحل على عدد من الجوائز أبرزها جائزة "أدونيا" 2008 كأفضل مخرج عن مسلسل "أسمهان"، وجائزة "أدونيا" 2009 كأفضل مخرج عن مسلسل "هدوء نسبي"، كما كُرّم الماجري من الرئاسة التونسية ومُنح وسام الاستحقاق الوطني العام 2016.

ومن اللافت أن أعمال الماجري ركزت كثيراً على قضايا عربية مشتركة، مثل القضية الفلسطينية، كما حاول ملامسة قضايا جدلية وسياسية مثل الربيع العربي الذي تناوله في "حلاوة الروح"، لكن بعض تلك الأعمال واجهت بعض الانتقادات من ناحية تسييسها لصالح أنظمة عربية أو قوبلت بمنعها من العرض.

وأحدث خبر الوفاة حالة من الحزن في مواقع التواصل، فكتب السيناريست سامر رضوان: "لا أعرف ما ذا أقول.. إنها الفاجعة التي قصمت قلبي. وداعاً صديقي وشريكي المخرج الكبير شوقي الماجري". بينما قالت الممثلة شكران مرتجى: "دقيقة صمت. شوقي الماجري رحل. أجتاحني الخبر كيف لا ونحن أخوة في التراب".

من جهته، قال الممثل عابد فهد: "رحلة انتهت بدقيقة صمت. دقيقة صمت عن روح الأخ والصديق المخرج المبدع شوقي الماجري، رحلة بدأت في ٢٠٠٩ في مسلسل أسمهان تلاها مملكة النمل، هدوء نسبي وانتهت بدقيقة صمت. وداعاً #شوقي_الماجري"، فيما قالت الممثلة التونسية هند صبري: "رحل اليوم مخرج كبير اكد عبر كل أعماله أن الفن لا يحتويه وطن واحد ولا مكان واحد.. ابن بلادي المخرج الذي يستحق لقب مخرج عربي كبير #شوقي_الماجري رحمه الله وغفر له".

وكتبت الممثلة اللبنانية كارمن لبس: "شو كتير بشع هالخبر، من أسبوع التقينا وحكيتني اديش مشتاق ترجع للسينما ، واتفقنا انو رح نكمل حديثنا بتونس بمهرجان قرطاج. بكّرت كتير،  الله يرحمك ويصبر عائلتك"، بينما قالت الممثلة ستيفاني صليبا: "دقيقة صمت لا تكفيني... شوقي الماجري إلى نور الله".