الخميس 2019/01/17

آخر تحديث: 16:39 (بيروت)

بعد نجاح رهف القنون.."تويتر" منصة لمزيد من المتمردات السعوديات

الخميس 2019/01/17
بعد نجاح رهف القنون.."تويتر" منصة لمزيد من المتمردات السعوديات
increase حجم الخط decrease
لجأت فتاة سعودية أخرى إلى مواقع التواصل الاجتماعي طلباً للحماية من والدها، بعد أيام فقط على منح كندا حق اللجوء للفتاة السعودية رهف القنون (18 عاماً) التي فرت من عائلتها.


وعبر "تويتر" عرفت نفسها بنجود المنديل، إلا ان قضيتها تختلف عن قضية رهف. لم تفر من المملكة العربية السعودية، ولم تكشف عن وجهها لكنها قدمت طلبات المساعدة عبر "تويتر" باللغة العربية.

ومع أن ظروف الفتاتين مختلفة كلياً، إلا أن الزعم بإساءة المعاملة من قبل الفتاتين تعكس تلك التي لقيتها نساء سعوديات أخريات استخدمن مواقع التواصل الاجتماعي للإعلان عن هروبهن، حسبما نقلت وكالة "أسوشيتد برس".

وكانت هنالك تكهنات واسعة بأن نجاح رهف القنون في الفرار سيلهم أخريات لتكرار الأمر. ومع ذلك، فان الردع مازال ماثلاً. فإذا تم إلقاء القبض على هاربة فإن ذلك يعني الموت المحتمل على أيدي الأقارب بسبب مزاعم "أنها جلبت العار للعائلة". علماً أن النساء السعوديات الهاربات يتحدين عائلاتهن في ظل نظام يمنح الرجال حق الوصاية على حياة النساء.

ويبدأ نظام الوصاية في المنزل، حيث يجب على النساء إطاعة الآباء والأزواج والأشقاء. خارج المنزل، يتم تطبيقه على المواطنين، وغالباً ما يشار إليهم كأبناء وبنات من قبل حكام سعوديين يطلبون الطاعة والخضوع.

وقالت هالة الدوسري، وهي باحثة وناشطة سعودية، أن نظام الوصاية الرجعي يكرس نموذج الحكم المتبع في المملكة، والذي يتطلب الطاعة الكاملة للملك الذي يمتلك السلطة المطلقة في صنع القرار. وأضافت أن "هذا هو سبب حرص الدولة على الحفاظ على سلطة المواطنين الذكور على النساء لضمان ولائهم". وأوضحت أن النظام الهرمي الأبوي يستلزم أن تحسن النساء التصرف.

وقال ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، الذي أدخل الإصلاحات الاجتماعية التي خففت القيود المفروضة على المرأة، لمجلة "ذي أتلانتك" ألأميركية العام الماضي، أن إلغاء قوانين الوصاية يجب أن يتم بطريقة لا تضر بالعائلات والثقافة. وقال أن إلغاء هذه القوانين من شأنه خلق مشاكل للعائلات التي لا تريد منح الحرية لبناتها.

وتعتبر قضية الوصاية مسألة حساسة للغاية في المملكة حيث تنظر الأسر المحافظة أن حماية المرأة واجب الرجل الرئيسي. واعتقل أكثر من 12 ناشطاً في مجال حقوق المرأة، معظمهم منذ أيار/مايو الماضي، بعد إطلاقهم حملة ضد نظام الوصاية. كما أراد البعض إنشاء ملاجئ بديلة للنساء الهاربات.

وبغض النظر عن أعمارهن، يجب أن تحصل المرأة السعودية على موافقة قريب ذكر لاستخراج جواز سفر أو السفر للخارج أو الزواج. وفي الماضي، كان تصريح السفر عبارة عن وثيقة ورقية صادرة عن وزارة الداخلية وعليها توقيع أحد الأقارب الذكور. واليوم، يوجد على هواتف السعوديين تطبيق يخطرهم بسفر قريباتهم، يمكن للرجال من خلاله الموافقة على سفر قريباتهم أو الرفض.

والحال أن بعض الشابات الهاربات تمكنّ من الوصول إلى هواتف آبائهن، وتعطيل إعدادات وإخطارات التطبيق. وفي بيان قرأته على صحافيين في كندا يوم الثلاثاء الماضي، قالت القنون أنها تريد أن تصبح مستقلة وتسافر لأي مكان وتتخذ قراراتها بنفسها. واضافت: "أنا محظوظة وأعلم أن هناك نساء أخريات سيئات الحظ اختفين بعد محاولة الهرب، أو لا يستطعن تغيير واقعهن".

وهذا ينطبق بشكل خاص على النساء اللواتي ينتمين لعائلات قبلية محافظة، مثل عائلة القنون. ونشرت القنون، ولديها 9 أشقاء وشقيقات، على الإنترنت أن والدها هو محمد مطلق القنون، محافظ محافظة السليمي في منطقة حائل شمال غرب المملكة، حيث ترتدي جميع النساء هناك تقريباً النقاب وعباءات سوداء فضفاضة في الأماكن العامة.

وتنتمي العائلة إلى قبيلة شمر العريقة ذات النفوذ، والتي تتواجد أيضاُ في العراق وسوريا ودول أخرى في الشرق الأوسط. ولدى والدها نفوذ كبير باعتباره مسؤولاً محلياً بارزاً وعضواً في قبيلة مرموقة وقوية.

وقالت القنون، التي اعتصمت في مطار فندق بالعاصمة التايلاندية بانكوك الأسبوع الماضي لتنجب الترحيل، أنها كانت تتعرض لانتهاكات من شقيقها وحبست في غرفتها ستة أشهر لأنها قصت شعرها. وأضافت أنها ستقتل إذا عادت إلى عائلتها.

ووفقاً لإحصاءات حكومية، حاولت 577 سيدة سعودية على الأقل الفرار من منازلهن داخل البلاد العام 2015، رغم أن الرقم الفعلي قد يكون أكبر من ذلك، لكن لا توجد إحصاءات حول عدد محاولات الهروب أو النجاح في السفر للخارج.

وذكرت شهد المحاميد (19 عاماً) التي فرت من الإساءة والعائلة المحافظة جداً في المملكة العربية السعودية قبل عامين أن الخوف رادع قوي. وقالت شهد التي تعيش الآن في السويد: "عندما تقرر فتاة سعودية الفرار فهذا يعني أنها قررت أن تضع حياتها على المحك وتتخذ خطوة محفوفة بالمخاطر جداً جداً".

وجذبت محنة رهف على وسائل التواصل الاجتماعي الاهتمام الدولي، ما ساعدها على اختصار مسار الطريق المعقدة عادة إلى اللجوء. بعد أكثر من أسبوع بقليل من الفرار من المملكة العربية السعودية ، كانت في كندا تبني حياة جديدة وتنشر صوراً لحياتها الجديدة، التي تتضمن شرب الكحول وتناول لحم الخنزير المقدد وارتداء ثوب فوق الركبتين،و كلها تعتبر من المحرمات في السعودية المحافظة.

وبالعودة إلى السعودية، نشرت امرأة عرفت بنجود المنديل تسجيلاً صوتياً في "تويتر" يوم الاثنين، قالت فيه أن والدها ضربها وهددها بالحرق "لسبب تافه جداً". ونشرت مقطع فيديو يظهر مسبحاً مسوراً تابعاً لأحد الجيران، وقالت أنها قفزت من نافذة غرفة نومها قبل أن تلتقطها صديقة لها ويفرا معاً.

وأضافت المنديل: "لا تقولوا لي أن أبلغي الشرطة"، موضحة أنه في محاولة سابقة، قامت الشرطة فقط بتوقيع والدها على تعهد بعدم ضربها مرة أخرى. وبعدما اكتسبت قصتها بعض الانتباه على الإنترنت، حصلت على وعد بالحماية من خلال خط ساخن للحماية في المملكة العربية السعودية لضحايا العنف المنزلي. وبحسب ما ذكر بدأت النيابة العامة تنظر في مزاعمها عن الانتهاكات، بحسب المواقع الإخبارية السعودية.

ووضعت المنديل في مأوى لضحايا الإيذاء المنزلي، ولكن يوم الثلاثاء اشتكت مجدداً في "تويتر" من قيود المأوى على تحركاتها. وأضافت أن "تويتر" هو المكان الذي تستطيع فيه النساء السعوديات تبادل القصص والسماع.

وقالت شهد: "لم أولد في هذا العالم لخدمة رجل. ولدت في هذا العالم لتحقيق أحلامي، تنفيذ أحلامي، ولأكبر وأتعلم وأستقل، لأتذوق الحياة وأنا أمسكها بين يدي".

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها