الأربعاء 2019/01/16

آخر تحديث: 17:08 (بيروت)

..وصاح العنصر في الأمن العسكري: عاشت سوريا ويسقط الأسد!

الأربعاء 2019/01/16
..وصاح العنصر في الأمن العسكري: عاشت سوريا ويسقط الأسد!
طوابير الغاز في حلب (انترنت)
increase حجم الخط decrease
يتداول ناشطون سوريون عبر مواقع التواصل الاجتماعي، منذ مطلع الأسبوع، تسجيلاً قالوا أنه لعنصر سابق في الأمن العسكري لدى قوات النظام السوري، وهو يصور نفسه في مدينة طرطوس الساحلية، ويقول فيه: "عاشت سوريا ويسقط الأسد"، في تعبير عن الغضب المتزايد ضمن المناطق التي يسيطر عليها النظام السوري.


وظهر العسكري السابق، ويدعى محمد شمسيني، على كرسي متحرك، وحمل ورقة كتب عليها العبارة التي رددها بصوت عال.



وحسب المعلومات التي تداولتها مواقع سورية معارضة، فإن شمسيني، من مواليد منطقة الغمقة الشرقية في مدينة طرطوس، وأصيب في مواجهات أثناء قتاله في صفوف الأمن العسكري لقوات النظام ضد فصائل المعارضة ببلدة خربة غزالة في محافظة درعا خلال المعركة التي أطلق عليها اسم "جسر حوران" وذلك في العام 2013.

وفيما ربط البعض المقطع الأخير، بحالة الاحتجاج السائدة في مواقع التواصل، والتي يطالب فيها موالون للنظام، الرئيس السوري بشار الأسد، للتدخل من أجل تحسين الأوضاع الخدمية المتردية مؤخراً، يمكن تتبع منشورات كثيرة لشمسيني في الأشهر القليلة الماضية، والتي عبر فيها عن الحالة التي يؤول إليها المصابون في صفوف قوات النظام، حيث بالكاد استطاع هو الحصول على "رخصة كشك" في مدينة طرطوس، ولطالما اشتكى من ضعف الدعم الطبي والمادي لهؤلاء المصابين، وسبق أن نشر تسجيلاً في "يوتيوب" عرف فيه بنفسه وقال أنه من مواليد العام 1993 وأنه مضى على إصابته خمس سنوات!

وقبل أشهر كان شمسيني يتحدث في "فايسبوك" عن رغبته في لفت أنظار "الدولة السورية" لحالة المصابين من الجنود، وبالتالي قد يكون التحول الجديد نحو توجيه الشتائم لعائلة الأسد والدعوة للثورة ضدها في الساحل السوري، نتيجة لتراكم الإحباط في وقت تزداد فيه الحالة المعيشية سوءاً، لكن معلقين قالوا أن تاريخ شمسيني كعنصر في قوات الأمن، وعدم إلقاء القبض عليه طوال شهور، قد يشير إلى كونه مدفوعاً من قبل المخابرات للقيام بهذا الدور في هذا التوقيت.

وعبر حسابه في "فايسبوك" تحتفي المنشورات الموالية، وتتكثف المنشورات المأخوذة من وسائل إعلام معارضة، والحديث عن الثورة السورية بشكل إيجابي، مع نقد للطائفية في سوريا ولرموز الطائفة العلوية بشكل خاص.



يتزامن ذلك، مع تزايد الاحتجاجات منذ الأسبوع الماضي، ضمن البيئة الموالية للنظام، ومشاركتها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بما في ذلك رسائل من فنانين معروفين مثل شكران مرتجى وأيمن زيدان وبشار اسماعيل، وأيضاً المذيعة في التلفزيون السوري الرسمي ماجدة زنبقة، التي كتبت منشوراً حذفته لاحقاً، تحدثت فيه عن حسد الموالين في مناطق النظام من اللاجئين الذين هربوا من الحياة المظلمة في سوريا.

وبما أن معظم المنشورات اعتمدت على أسلوب مخاطبة الرئيس بشار الأسد لحل الأزمة، كانت تلك الحملة على الأرجح موجهة لتعويم صورة الأسد كرئيس إصلاحي محاط بالفاسدين، لكن الأمر بدا وكأنه خرج عن السيطرة فجأة، مع ظهور العديد من المنشورات التي انتشرت على نطاق واسع، بسبب تطرفها في إظهار التذمر من الواقع الحالي، حيث باتت أساسيات الحياة شبه مفقودة، وبالتحديد الكهرباء والمياه والمحروقات وحليب الأطفال.

أبرز تلك المنشورات كان رسالة وجهها شخص يدعي نبيل حمدان من اللاذقية، وهدد فيها الأسد بالانتحار إن لم يتدخل لحل الواقع "الماساوي"، ما دفع المواقع والصفحات الموالية (هاشتاغ سوريا، سيريا توداي، ..) لشن حملة مضادة، اتهمت فيها المواطنين بتقليد "الخونة" وهاجمت فيها الربيع العربي الذي بدأ بحادثة "انتحار" حسب وصفها، في إشارة للشرارة التي أطلقت الثورة التونسية قبل سنوات، وقالت أن هذا النوع من الاحتجاجات لا يمثل بطولة بقدر ما يمثل جبناً وخيانة!



بعد ذلك، نشرت المواقع الموالية أنباء عن لقاء "مسؤولين" مع حمدان، من أجل إقناعه بعدم الانتحار، حيث تم "إفهامه" أن "البلاد تمر بأزمة" قبل تقديم هذا النوع من المطالب. مع الإشارة إلى أن تصريحات المسؤولين في حكومة الأسد عن مبررات الأزمات الحاصلة، مازالت تثير ردود أفعال غاضبة، فبينما فقد حليب الأطفال من الأسواق، قال وزير التجارة الداخلية أن "صحة المواطن غالية علينا" الأمر الذي عرضه للانتقادات من قبل وسائل إعلام موالية للنظام.

وإن كان حمدان قد وجد من يثنيه عن قرار الانتحار، فإن مواطناً مسناً في محافظة حماة، نفذ تهديده وحاول الانتحار احتجاجاً على الوضع المعيشي، بمحاولة إلقاء نفسه من أحد الجسور في المدينة، قبل أن يتم إنقاذه، وتم تداول مقطع فيديو مروع يظهر نوعاً من الاستجواب مع الرجل الذي ينزف ويتألم، فيما يقول له عناصر الأمن "مين قلك تنتحر؟".



الاحتجاجات امتدت لتأخذ شكلاً غير مألوف، حيث تداولت صفحات سورية مقطع فيديو لشاب في اللاذقية، وهو يمشي عارياً في الشوارع، احتجاجاً على الأوضاع المعيشية، وحسب المعلومات المتداولة، فإن الشاب خلع ملابسه بعد زيارة قام بها إلى محله عناصر من مديريات التموين والضرائب!



وتحدثت صفحات موالية، عن أسفها لوصول البلاد إلى هذه المرحلة بعد "الانتصار على الحرب الكونية والإرهاب"، وقالت أن البلاد تتجه نحو "ثورة جياع حقيقية" معتبرة أن ذلك أمر مثير للسخرية، علماً أن التعبير نفسه انتشر على نطاق واسع طوال الأسبوع الماضي، بالترافق مع نشر صور طوابير المواطنين المتسابقين للحصول على الغاز المنزلي أو كمية قليلة من المحروقات للتدفئة، مع نشر مقاطع فيديو تظهر "احتفالات شعبية" في قرى نائية بعد وصول شحنات ضئيلة من المحروقات والغاز إليها.





increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها