جنى خلعت الحجاب..الحرية الشخصية أولاً

"أزمة البنزين ما ولعت البلد قد خبرية خلع جنى الحجاب". تختصر هذه التدوينة في مواقع التواصل الاجتماعي، حال البلد الذي تخلى عن  أزماته، وحشر نفسه في قضية فردية، مرتبطة بحرية شخصية لفتاة اختارت ان تخلع حجابها.

والفتاة، هي الزميلة في "المدن" جنى الدهيبي التي نشرت صورتها السبت في حسابها في فايسبوك، بلا حجاب. كان الخبر كافياً لإطلاق عبارات"يا غيرة الدين". تعرضت للتنمر، وتم توعدها بالجحيم.. حكم بعض الناس عليها، وقرروا أن مصيرها سيكون "نار جهنم". 

والمفاجئ في القضية، ان الناس تستهل انتهاك شأن فردي، والانقضاض على حرية شخصية يفترض أن تكون لجنى وحدها. دافع البعض عنها، وقدم آخرون التبريكات لها، على اعتبار انها اتخذت قراراً جريئاً رغم الضغوط الاجتماعية. فتعرض هؤلاء أيضاً للنقد والتشهير، في موقع التعليقات نفسه، لأنهم "يشجعونها على نار جهنم".

جنى اختارت ما هي مقتنعة به. وهذا حقها. لا يدرك المغردون ذلك، ويخلطون بين العام والخاص. بل بالاحرى، يتجاوزون العام، وينصاعون له، وينحدرون الى الخاص لاستهدافه.

اللافت في الأمر، ان جنى خلعت الحجاب قبل أسبوع، ولم تعلن بالصورة الا يوم السبت. كان الهجوم متوقعاً، لكن ما لا يُفهم، أن الهجوم بكلمات الحقد والترهيب، كان مثيراً للقلق. فقد فتحت مواقع التواصل فرصة لكثيرين للاعتداء على حرية فردية، وبالتالي على حريات عامة، يفترض أنها جوهر لبنان وثقافته التعددية.