حجم الخط
مشاركة عبر
ألغت قناة "لنا" الموالية للنظام السوري، عرض الحلقة الثانية من برنامجها الجديد "لازم نحكي" واستبدلتها بحلقة مختلفة، في حادثة تؤكد تبعية القناة التي يمتلكها رجل الأعمال المقرب من النظام سامر فوز، للسلطات في البلاد، من جهة، وسقف الحريات المنخفض في سوريا الأسد، من جهة ثانية.
وفيما يتبادر للأذهان للوهلة الأولى أن البرنامج الذي يقدمه الإعلامي اللبناني تمام بليق والممثلة السورية رنا شميس، أراد الخوض في السياسة مثلاً بشكل يخالف سردية النظام مثلاً، إلا أن موضوع الحلقة في الحقيقة كان نقاشاً حول واقع الرياضة السورية، لا أكثر، بمشاركة نجوم الكرة السورية السابقين، محمد عفش وعبد القادر كردغلي ونزار محروس، بالإضافة للإعلامي الرياضي لطفي الأسطواني.
وفي "برومو" الحلقة الذي حذفته "لنا" من منصاته الاجتماعية، وتداولته صفحات سورية أخرى، ظهرت شميس وهي تناشد الرئيس السوري بشار الأسد، للتدخل في الرياضة. فيما لم تقدم القناة التي تبث من بيروت توضيحاً حول المسألة حتى اللحظة.
وخلال السنوات الأخيرة، تم التركيز في الإعلام الرسمي وشبه الرسمي وصفحات مواقع التواصل الموالية، على منتخب النظام لكرة القدم، كأسلوب كلاسيكي لضخ الشعور القومي في وقت تعاني فيه مناطق النظام من أزمات معيشية وخدمية مختلفة، بمعزل عن فكرة تلميع المنتخب نفسه لصورة النظام في المناسبات الرياضية المختلفة.
والتقى الأسد مع منتخب البراميل، بحسب وصف المعارضين، الذي كاد يتأهل لنهائيات كأس العالم العام 2017، وتحول المنتخب منذ تلك اللحظة إلى رمز آخر من رموز النظام ويتم الترويج له على أنه "منتخب كل السوريين"، ويترافق تشجيعه بشعارات مثل "أمة واحدة، شعب واحد، منتخب واحد"، والتي تؤدي كلها إلى نتيجة واحدة، وهي أن عدم تشجيع هذا المنتخب بالتحديد ينفي صفة الوطنية والانتماء لسوريا.
ويتحدث الموالون للنظام عن فساد ضمن أروقة الاتحاد الرياضي العام في سوريا، وطالبوا مراراً بإقالة رئيسه، موفق جمعة، وشخصيات أخرى يحمّلونها مسؤولية تراجع أداء المنتخب في الفترة الأخيرة، ويتم ربط تلك الأسماء "الفاسدة" بمنظومة عامة توصف بأنها تحارب السوريين "بعد الانتصار على الإرهاب" وتحرمهم من "الفرح"، وهي عبارات تكررت في ردود الأفعال على منع الحلقة من العرض.
وتساءلت صفحة "المنتخب السوري للرجال"، وهي صفحة يديرها مشجعون موالون، عن سبب عدم بث الحلقة: "قالوا لازم نحكي، وفي أول حلقة من المفترض أن يُقال الحق فيها حُذفت ومُنعت من العرض. البلد غارقة في الفساد"، بينما كتبت صفحة "شغف الكرة السورية": "انتصار كبير لموفق جمعة، على ما يبدو قناة لنا استعاضت عن حلقة نجوم الرياضة بحلقة ثانية".
وكان رياضيون سوريون عبّروا عن عنصرية وفوقية قبيحة في تعاملهم مع مقدمي البرنامج، حيث هاجموا بليق بسبب جنسيته اللبنانية، وهاجموا شميس لأنها "مجرد فنانة"، فجاء في أحد التعليقات على سبيل المثال: "مهما يكن.. لن نقبل بإعلامي لبناني يطالب على قناة سورية بإقالة مسؤول سوري يشغل منصبا معادلاً لمنصب وزير ومعيّن من قبل الدولة".
وتم الترويج للبرنامج الجديد على أنه "جريء" ويتخطى "الخطوط الحمراء"، لكنه منذ الحلقة الأولى برهن على كونه مجرد برنامج آخر لتلميع صورة النظام السوري عربياً.
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها