الجمعة 2018/09/07

آخر تحديث: 16:32 (بيروت)

وتتوالى الفضائح.. إعرفونا من مطارنا!

الجمعة 2018/09/07
وتتوالى الفضائح.. إعرفونا من مطارنا!
increase حجم الخط decrease
لطالما كان مطار بيروت معلماً من معالم الحداثة، التي ميّزت لبنان في حقبة الستينات وصولاً إلى منتصف السبعينات، حيث كان يظهر كواحدة من الايقونات اللبنانية، التي لم يخلُ منها مشهد في الأفلام السينمائية العربية والأجنبية التي صورت في لبنان في تلك الفترة. كما خصصت له وزارة السياحة حيّزاً واسعاً في كل الأفلام السياحية والفيديوهات الترويجية، باعتباره واجهة ومعلماً يعكس الرقي والحضارة اللتين يفترض أن لبنان يمثلهما. وبعد الحرب، بدا مطار بيروت، رمزاً لمرحلة إعادة الإعمار، بجهود الرئيس الشهيد رفيق الحريري، الذي خُلِّد اسمه، بعد اغتياله، أيضاً في "مطار رفيق الحريري الدولي".


لكن هذا المرفق الذي كان مدعاة للفخر انقلبت صورته رأساً على عقب، بعد سلسلة الاحداث التي هزت الرأي العام اللبناني، ما جعل المواطنين يشعرون بالخزي والعار، بعدما كان المطار، بعد تحديثه، يشكّل واحدة من أهم علامات الخروج من الحرب والدخول إلى العصرنة. فإذا به يتحول اليوم إلى منشرٍ علِّقت على أروقته صنوف غسيلنا الوسخ.

وكأنه لا تكفي أزمات النفايات الملقاة في شوارعنا وزحمة السير التي تملأ الطرقات، وانقطاع الكهرباء وسوء تغذيتها، ولا تكفينا مشاهد ارتال السيارات المصطفة بالآلاف في مراكز المعاينة والميكانيك، ولا الجموع المصطفة خلف صناديق وشبابيك الدوائر العامة، التي يتعثر فيها انجاز أبسط المعاملات، لتأتينا فضائح المطار المتتالية لتختزل هذا المشهد اللبناني العقيم والمخزي ككل، عاكسة مدى القصور وعدم التنظيم والكفاءة وقلة المسؤولية. فالصور التي خرجت من المطار وانتشرت في مواقع التواصل في الساعات الاخيرة تصلح لتجميعها في معرض عنوانه "اعرفونا من مطارنا".


حالة من الغضب والاستياء الشديد، سادت بين اللبنانيين منذ ليلة أمس، على وقع فضيحة جديدة حصلت في مطار رفيق الحريري، بعدما طرأ عطل مفاجىء منتصف ليل الخميس/الجمعة على نظام إصدار تذاكر السفر وتسليم الحقائب، ما تسبب بتأخر إقلاع عدد كبير من الطائرات وإلغاء الكثير من الرحلات. واستمر هذا العطل من الساعة 11 ليلاً إلى الرابعة فجراً، الامر الذي أدى إلى فوضى عارمة وازدحام لا يطاق داخل المطار، انتشرت صوره وفيديوهاته في مواقع التواصل، لتوثق حجم الازدحام ومدى الاذلال الذي تعرض اليه المسافرون وفرط الازعاج الذي اصابهم.


وفيما تصدّر هاشتاغ #مطار_بيروت قائمة الأكثر تداولاً في "تويتر"، انتشرت مطالبات بإقالة رئيس المطار، فادي الحسن، وتحمل المسؤولية تجاه التقصير والاهمال الذي يصيب هذا المرفق. وعبّر البعض عن رفضهم لما ورد في بيان المديرية العامة للطيران المدني الدولي، معتبرين أنه تنصّل من المسؤولية التي يتقاسمها جميع المعنيين بقطاع الطيران. وكان صدر عن المديرية منتصف الليل بيان أشار الى انه "عند الحادية عشرة والنصف من مساء يوم الخميس الواقع في السادس من شهر أيلول الحالي طرأ عطل على شبكة الاتصالات التابعة لشركة sita المشغلة لأكثر من 70 % من أنظمة تسجيل حقائب الركاب المغادرين في مطارات العالم ومطار رفيق الحريري الدولي، ما أدى إلى توقف كلي لعملية التسجيل وازدحام في قاعات المغادرة، وقد قامت على الاثر الوحدات المعنية بإصلاح الأعطال بالسرعة القصوى حيث عاود النظام عمله بشكل طبيعي عند الساعة الرابعة والنصف فجراً".

إلى ذلك، برزت مواقف سياسية في "تويتر"، بينها تغريدة للنائب فؤاد مخزومي دعا فيها إلى خلق خلية أزمة بين ​وزارة الأشغال​ وإدارة المطار لحل الأزمات، خصوصا وان ما حدث اليوم يفجر الأزمة وينال من سمعة مطار بيروت. وغرّد النائب سامي الجميل قائلاً: "بعد المهزلة المستمرّة منذ أشهر في ​مطار بيروت الدولي​، حان الوقت لكي تتحمّل كلّ جهة مسؤوليّتها وتتمّ إقالة مدير عام المطار".

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها