الأربعاء 2018/09/05

آخر تحديث: 18:23 (بيروت)

نزق زياد أسود.. والمأزق السياسي

الأربعاء 2018/09/05
نزق زياد أسود.. والمأزق السياسي
أسود لا يستطيع مجاراة المغردين بالشخصي.. والمغردون لا يتقنون المواجهة بالصلاحيات الدستورية
increase حجم الخط decrease
الرد "المدوّي" من جمهور تيار "المستقبل" على النائب زياد أسود، إثر تغريدته اليوم الموجهة الى الرئيس المكلف سعد الحريري، تتخطى الجانب الانتقادي لعبارات تنم عن فوقية في التعاطي مع رئيس مكلف بتشكيل الحكومة. الردود تكشف، بما لا يحمل الشك، اننا مقبلون على مرحلة تصعيد سياسي، يتواجه فيها حلفاء الامس، ومهندسو "التسوية الرئاسية"، تحت عناوين دستورية، لجهة الخلافات على تفسير الصلاحيات الدستورية، تتخذ شكلاً مرتبطاً بـ"المسّ بالهيبة". 
حين كتب النائب اسود، بنزق سياسي، تغريدته الأخيرة: " يا نوسو ما بدو يعتذر ..في تلميذ بدو ياكل قصاص 100 سطر كل حرف لون.....back to school"، عبّر عن فائض قوة يشعر به، طاول به الرئيس الحريري بـ"الشخصي". ولعله الوحيد الذي قارب الملف بطريقة غير سياسية، وتتخطى الاعراف الدبلوماسية في التخاطب السياسي. لكنه في الواقع، جزء من حملة تصعيد متبادلة، يتواجه بها "التيار الوطني الحر" و"تيار المستقبل"، بعد بيان رئاسة الجمهورية الأخير حول الملاحظات على التشكيلة الحكومية "المبدئية" التي قدمها الحريري للرئيس عون. 

العناوين المعلنة للخلاف تتمثل في الصلاحيات، وهي زاوية لا يعرف المدونون والمغردون الرد بها، بما يتخطى اعادة تغريد المواقف، والتفاف القادة السنة، حتى اللواء أشرف ريفي، حول الحريري، في مقابل التفاف نواب "تكتل لبنان القوي" حول الرئيس عون، وصلاحياته. لذلك، جاءت تغريدة أسود بمثابة مفتاحاً للرد، وهي ثيمة يدرك المغردون الرد بها، انطلاقاً من تصريحه، وهم الاقدر على الرد بـ"الشخصي"، عندما قارب الملف بـ"الشخصي" أيضاً. 

سمع أسود كلاماً كثيراً طاوله شخصياً. لا مجال لذكره هنا، ورد عليه بمقطع فيديو مصحوباً بعبارة: " ردي على شتامي العصر و زاحفي البطون حيث ردودكم عن عمى و انحلال في الشخصية".

بعد ساعة واحدة على التغريدة الاولى، غرد تغريدة بمضمون سياسي، لم تستوجب الرد القاسي الذي سمعه تعقيباً على التغريدة الاولى، قال فيها "رئيس الجمهورية يرسم ما يلي وبمعنى ان رئيس الحكومة لتصريف الاعمال والمكلف لا يتخطى دور ورأي رئيس الجمهورية لكون موافقته صريحة على التأليف ...الخ". رغم أن المضمون يكشف أيضاً استعلاءً حين ختمها بالقول: "بعيد أو بيكفي؟" 

ما يجري، بعد رفض عون لتشكيلة الحريري، هو كباش سياسي جديد. ثمة نعي للتسوية الرئاسية. هناك اعادة اصطفاف جديدة، تشبه الى حد بعيد اصطفافات 8 و14 آذار، بالمفاعيل السياسية نفسها، ولغة التخاطب نفسها، السياسي منها والشخصي. 
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها