الثلاثاء 2018/09/04

آخر تحديث: 16:25 (بيروت)

العالَم يطالب بتحرير سارة مارديني

الثلاثاء 2018/09/04
العالَم يطالب بتحرير سارة مارديني
increase حجم الخط decrease
ما زالت حملة التضامن مع السبّاحة السورية سارة مارديني، مستمرة، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بأثر من تزمت السلطات اليونانية في إطلاق سراحها، بعد أسبوع من اعتقالها المفاجئ.


واعتقلت السلطات مارديني، مع اثنين من زملائها المتطوعين في جمعية أهلية يونانية، للاشتباه بتقديمهم المساعدة لمهاجرين على دخول البلاد بشكل غير قانوني، فيما شنت وسائل إعلام ألمانية حملة موسعة لإطلاق سراحها، باعتبارها بطلة من أجل الإنسانية.

ومن خلال هاشتاغ #ReleaseSaraMardini (أطلقوا سراح سارة مارديني)، عبّر ناشطون من أنحاء العالم، عن استيائهم من اعتقال السبّاحة السورية الشهيرة التي تحولت فجأة من بطلة قومية وإنسانية أنقذت مهاجرين من الموت غرقاً، قبل سنوات، إلى متهمة بنظر السلطات اليونانية.


سارة التي تقيم حالياً في العاصمة الألمانية برلين كلاجئة، تطوعت مع منظمات أهلية يونانية من حين إلى آخر خلال السنوات الثلاث الماضية، وعند وصولها إلى مطار ميتيليني اليوناني، فوجئت بإلقاء القبض عليها، بتهمة مختلفة، منها العمل مع منظمات إجرامية تقوم بالإتجار بالبشر.

والحال أن سارة هربت مع شقيقتها يسرى من الحرب في سوريا العام 2015 إلى تركيا ومنها إلى اليونان حيث نالتا شهرة عالمية، عندما نجحتا في الوصول إلى الشواطئ اليونانية، بعدما استخدمتا مهاراتهما في السباحة لإيصال قاربهما الذي كان على وشك الغرق وعلى متنه 18 شخصاً إلى البر.

حينها، تعطل القارب المطاطي المكتظ باللاجئين، أثناء الإبحار في بحر إيجة باتجاه جزيرة ليسبوس، فقفزت سارة مع أختها يسرى وقامتا بجرّه في عرض البحر بواسطة حبل لساعات، وهما تسبحان، فأنقذتا القارب والمهاجرين الذين على متنه من الغرق. ومن اليونان، تابعت الشقيقتان مارديني رحلة لجوئهما إلى ألمانيا، وهي القصة الملهمة التي أعادت تدويرها وسائل إعلام ألمانية من بينها مجلة "دير شبيغل".

وفي العام التالي، شاركت يسرى، شقيقة سارة التي عينتها المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين سفيرة للنوايا الحسنة، في فريق اللاجئين خلال دورة ألعاب ريو دي جانيرو الأولمبية العام 2016، لتصبح بعد ذلك سفيرة الأمم المتحدة الخاصة للاجئين. أما سارة، فحصلت على منحة لدراسة الاقتصاد والعلوم الاجتماعية في كلية "بارد" في برلين.

هذا الواقع تغير للأسف، بعدما اتهمت الشرطة أعضاء "المركز الدولي للاستجابة للطوارئ"، وهي منظمة مدنية يونانية، بتقديم مساعدة مباشرة لمهربي البشر، عبر طلب الحصول على تحذير مسبق بوصول دفعات المهاجرين من دون إبلاغ السلطات بهذه المعلومات. وتم اعتقال الأعضاء الثلاثة في "المركز الدولي للاستجابة الطارئة" في جزيرة ليسبوس، حيث تعمل مارديني منقذة متطوعة فيه، كما اعتقلت الشرطة اليونانية أحد مسؤولي المنظمة غير الحكومية اليوناني ناسوس كاراكيتسوس، والمتطوع الإيرلندي شون بيندر.

وبحسب "دير شبيغل"، فإن السلطات اليونانية تتهم مارديني وبيندر باستخدام تطبيقات مشفرة للحصول على معلومات سرية بشأن المهاجرين القادمين من تركيا. وحيال هذا الشأن، أفادت مارديني بأن التهم الموجهة إليها تبعث على الحيرة. لكن الشرطة اليونانية أصرت أن تحقيقاتها تفيد بأن "مارديني وزميلها ينتميان إلى منظمة إجرامية تجمع التبرعات لفائدة شبكات تهريب البشر".


وتعود جذور هذه الاتهامات، إلى إطلاق مارديني في الثامن من آب/أغسطس الماضي، حملة لجمع التبرعات لفائدة "المركز الدولي للاستجابة للطوارئ"، في "فايسبوك". وصرحت مارديني بالقول: "أنا مدينة للمركز الدولي للاستجابة للطوارئ بحياتي. لدينا قواعد صارمة تنظم عملنا في المركز. ولقد عملنا بشكل وثيق مع السلطات اليونانية. عموماً، نحن مشهورون في لسبوس. وبدلاً من فحص هواتفنا، كان يجب على الشرطة اليونانية أن تتعرف علينا وأن تطلع على أهدافنا".

وفي حال ثبوت الاتهامات الموجهة إليها، قد يُحكم على سارة بالسجن لمدة خمس سنوات. فيما بادر محامي سارة، هاريس بيتسيكوس، بتقديم طلب يتيح لموكلته المثول أمام المحكمة. ولعل المثير للقلق هو أن مدة إيقافها قد تطول، خصوصاً أن تعيين موعد جلسة لمحاكمة السبّاحة السورية يمكن أن يستغرق وقتاً.

وأكدت وسائل إعلام ألمانية أن الحكومة الألمانية ستعمل على التحقيق مع نظيرتها اليونانية في ما يتعلق بقضية سارة مارديني. ومن جهته، شجب مدرب السباحة الألماني، سفن شباننكريبس، التهم الموجهة لصديقته مارديني بتقديم يد المساعدة لعصابات الاتجار بالبشر، مؤكداً أنها ترفض رفضاً قاطعاً الممارسات الإجرامية لهذه العصابات. أما يسرى مارديني، فترى أن شقيقتها سارة مارديني تساعد اللاجئين بنية صافية، علماً أن هذه الاقتباسات تحولت إلى شعارات يتداولها مستخدمو "تويتر" من أجل المطالبة بالحرية لمارديني.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها