الثلاثاء 2018/08/28

آخر تحديث: 16:43 (بيروت)

رحلة إعلامية إلى الصين.. والوزارة تنتدب موظفتين إداريتين!

الثلاثاء 2018/08/28
رحلة إعلامية إلى الصين.. والوزارة تنتدب موظفتين إداريتين!
عبد الهادي محفوظ: هذا النمط من المؤتمرات قد يُغني تجربتهما الإعلامية
increase حجم الخط decrease
رحلة اعلامية الى الصين، تخلو من الإعلاميين. هذا هو واقع الحال في رحلة تنطلق من لبنان مطلع أيلول/سبتمبر المقبل، وتشارك فيها موظفتان تابعتان لوزارة الاعلام، ليستا من الاعلاميين. هما موظفتان اداريتان، أثار اختيارهما بلبلة في الوزارة.
وإذا كان هذا الاختيار يرسم شكوكاً حول محسوبيات، فإن المسؤولين ينفون ذلك، ويوضحون ان الموظفتين تقومان بمهام اعلامية أيضاً. 

منذ سنوات، تنظّم السفارة الصينية مؤتمراً خاصاً بالإعلاميين، برعاية وزارة الإعلام يُشارك فيه وفد من الإعلاميين المتخصّصين من الوسائل الإعلامية العاملة في لبنان حول التبادل الثقافي بين لبنان والصين والترويج لطريق الحرير. 

جرت العادة في السنوات السابقة أن يتم انتداب إعلاميين من مؤسسات إعلامية مختلفة ومن وزارة الإعلام. ووفق معلومات "المدن"، فإن المجلس الوطني للإعلام المرئي والمسموع- المرجع الرسمي الأول لهذا القطاع- كان غائباً عن المؤتمرات السابقة بخلاف هذه السنة، بحيث ارتأى المشاركة، إذ وقع اختياره على موظفتين إداريتين لتمثيله في هذا المؤتمر، إحداهنّ تحمل إجازة في إدارة الأعمال، والثانية تحمل شهادة فنيّة في المحاسبة - فئة رابعة. وأثار هذا الاختيار بلبلة في صفوف المجازين والعاملين في حقل الإعلام في الوزارة.

ينطلق المؤتمر أوائل أيلول 2018، ويستمر لغاية 15 منه، تُقام خلاله ورش عمل إعلامية ومحاضرات يُديرها خبراء متخصصون في الإعلام. من هنا جملة أسئلة تطرح نفسها: هل يعقل لمرجع رسمي إعلامي كالمجلس الوطني أن يفتقد بين كوادره إلى إعلاميين مجازين يمثلونه في مؤتمرات خاصة بالإعلام؟ وهل يمكن أن تصل "الشفافية" إلى انتداب إداريتين لا صلة لهنّ بالإعلام لتمثيل المجلس في الخارج؟ 

في اتصال مع "المدن"، نفى رئيس المجلس الوطني للإعلام، عبد الهادي محفوظ، أن يكون هو الذي انتدب الموظفتين من المجلس الوطني، موضحاً أن "موظفي المجلس تابعون مباشرة لوزارة الإعلام وعلاقتها معهم إدارياً، وهي التي اختارت الموظفتين الإداريتين، وطلبوا موافقتي على الأمر وهكذا حصل". 

لا ينفي محفوظ أن مهام الموظفتين المذكورتين، انإدارية، "إلا أنهما تتابع في الوقت عينه شؤون المجلس إعلامياً، لناحية متابعة المواقع الإلكترونية وطلبات التراخيص وملف الرقابة الخاص بالإذاعات والتلفزيونات، وبالتالي أعتقد أن هذا النمط من المؤتمرات قد يُغني تجربتهنّ الإعلامية وربما يستفدّن من زيارة الصين". في المقابل، يؤكد محفوظ أنه لم ينتدب أي عضو من المجلس، "لأن موضوع المؤتمر لا يرتبط مباشرة  بقضايا المجلس واهتماماته".

وعن سبب عدم إرسال أعضاء من المجلس لتمثيله في هذا المؤتمر، يجيب: "المجلس الوطني موجود في الإتحاد الفرانكوفوني والإتحاد المتوسطي والإتحادات العربية، وقد يُشارك أعضاء المجلس فقط في المؤتمرات الموجهة من مجالس مشابهة والتي تخص مجلسنا للتداول حول أداء المرئي والمسموع، أو قضايا خاصة بالأطفال، المرأة، أو مسألة الحريات الإعلامية الخ.. ولو كان موضوع المؤتمر يتصل بالمجلس الوطني للإعلام المرئي والمسموع الصيني، لكنا شاركنا بالتأكيد".

إذاً، ما المعيار الذي على اساسه اختارت وزارة الإعلام موظفيها لحضور المؤتمر؟ 

يجيب رئيس الوفد، وليد فليطي، المكلّف من قبل وزير الإعلام في حكومة تصريف الأعمال، قائلاً "إنه تم اختيار الموظفتين بهدف توزيع الإختيارات بالحد الأدنى بين كل الإدارات في الوزارة، لاسيما ان رحلة الصين ليست محصورة بموظفي وزارة الإعلام فحسب، إنما تضم أيضاً إعلاميين من بعض الوسائل الإعلامية الللبنانية". وأضاف فليطي: "كان الوزير رياشي يتمنى لو الصين فسحت المجال أمام أكثر من 20 مشاركاً كي نرسل وفداً أكبر يضم ممثلين عن وسائل إعلامية أخرى، لكن هذا هو الإتفاق بيننا".

وتؤكد مصادر "المدن"، أن إحدى الموظفتين تتولى مهام الأمور المالية في المجلس، فيما الثانية تتابع تلك الملفات المتصلة بين الوزارة ومصرف لبنان.. وشتان ما بين مهام الإعلام والإدارة!
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها