الخميس 2018/08/02

آخر تحديث: 19:28 (بيروت)

"ما لاقط" أماني جحا تَشبُك في "التلفزيون العربي"

الخميس 2018/08/02
"ما لاقط" أماني جحا تَشبُك في "التلفزيون العربي"
increase حجم الخط decrease
في نيسان/أبريل الماضي قررت الاعلامية الشابة أماني جحا خوض مغامرة جديدة في مسار تجربتها الاعلامية عبر الانتقال من التلفزيون إلى عالم الـ"أون لاين"، الذي خصصت له برنامجاً أسبوعياً سياسياً اجتماعياً ساخراً، حمل اسم "ما لاقط"، وعدت في بدايته إعلاء سقف النقد والتطرق لمختلف القضايا والموضوعات، بدءاً من رأس الهرم، مروراً بالسلطات، تعريجاً على مختلف قضايا الفساد والطائفية والازمات الاجتماعية والامور التي تشغل الناس.

جحا الآتية من تجربة بدأتها في قنوات تلفزيونية عديدة كانت آخرها "أو تي في"، التي قدمت فيها البرنامج الساخر "على ما يبدو"، والذي لم يستطع الصمود طويلاً بسبب ضعف الامكانات الانتاجية، بدا أنها قررت تعويض غيابها عن الشاشة، بالانتقال إلى منصات مواقع التواصل الاجتماعي، بعدما تعاقدت مع شركة "كينو باي" للانتاج والمخرج زين العابدين الشيخ، لإطلاق "ما لاقط"، الذي يتشارك في الاعداد له كل من مقدمته أماني جحا وعلي ملحم وزكريا يحيا ومحمد شبارو وسعد القادري وأحمد ياسين، بالاضافة إلى أشخاص آخرين، كما يضمّ فريق العمل ايضاً مراسل البرنامج مازن سليم.

ستّ حلقات من "ما لاقط" قدمتها جحا، قبل أن يتوقف عرضه في أيار/مايو الماضي، بعدما قرر "التلفزيون العربي" شراء حقوق بثه لعرضه عبر منصاته الاجتماعية، والذي سينطلق بحلة جديدة في 11 آب/أغسطس المقبل، محافظاً على الاسم وفريق العمل ومدة العرض التي تتراوح بين 15 إلى 18 دقيقة، إضافة إلى الصيغة نفسها. وينقسم البرنامج إلى فقرتين، الأولى نشرة أخبار تتناول مختلف المواضيع السياسية والاجتماعية الحدثية التي شغلت الرأي العام خلال الاسبوع الذي سبق عرض الحلقة، في حين تستضيف جحا في الفقرة التالية ضيفاً من الوسط السياسي أو الاعلامي او الفني، لمناقشة قضايا الساعة أو التعليق على أحداث أو سجالات آنية، يتم التطرق إليها ضمن قالب البرنامج وأسلوبه.



لا شك أن إطلاق برنامج نقدي ساخر في مواقع التواصل يُعدّ مغامرة استثنائية ومنفردة في لبنان، خصوصاً وأن سقف الحريات المرتفع في المنصات الاجتماعية لا يمتثل أو يخضع للضوابط الخاصة بالوسائل الاعلامية التقليدية، التي يعتبر جمهورها اقل اتساعاً من جمهور مواقع التواصل، الذي يألف ممارسة النقد والسخرية والتعليق المباشر، المنطلق من سرعة البديهة والتفاعل القوري، الذي يتجلّى بإطلاق النكات و"القفشات" والتصويب المركّز.

وعلى الرغم من أنّ جحا وفريق عملها بذلوا قصارى جهدهم كي يكون العمل على مستوى عالٍ لناحية الاخراج والتقنيات، خصوصاً وأن الميزانية كانت بسيطة لإطلاق برنامج متكامل، إلا أن المتابع للحلقات الست، سيلحظ أنّ الثغرات برزت في مكان آخر. فإلى جانب اقتباس فقرات استضافة ضيف ونشرة الاخبار والمراسل الميداني من برامج نقدية وكوميدية تعرضها قنوات لبنانية وعربية وتحظى بنسبة جماهيرية عالية، برز خلل في التقديم والأداء الذي لازم أماني جحا نفسها.

وبالرغم من وضوح جهودها للوصول إلى اتساق بين موضوعاتها وشخصيتها وصوتها وأدائها أمام الكاميرا، إلا أن العفوية والطلاقة السلسة والمرنة التي تستلزم الإطلالة الشاملة وتكريس البصمة الخاصة والاثر الشخصي الواجب لهذا النوع من البرامج، بدا أنه استعصى عليها. ويظهر ذلك من خلال اعتمادها على الالقاء ونبرة الصوت عوضاً عن التجانس بين الايماء وحركة اليدين والجسد، كما بدا عدم التوفيق بين إطلاق النكات والقفشات وختامها.

تدرك جحا أن النقد الممزوج بالتهكم والسخرية ليس بالأمر السهل، وتقول في حديث إلى "المدن" إن التجرية في هذا المجال تتطور مع الوقت، ويصبح مقدم البرنامج قادراً على "تشغيل رادارته بشكل أسرع وتقديم المادة بسلاسة أكبر". وبالنسبة إليها فإن النقّد البنّاء يدفعها نحو السعي دوماً لتقديم الأفضل، خصوصاً في تجربتها الجديدة في "التلفزيون العربي"، مشيرة إلى أنها لا تملك شغفاً لتقديم نوعية أخرى من البرامج. ولهذا فإنها وفريق العمل يحشدون جهودهم لإنجاح "ما لاقط" بحلته الجديدة، خصوصاً وأنه سيكون أول برنامج لبناني ساخر يُعرض عبر قناة عربية فضائية.

وأوضحت جحا أن الموسم الأول من البرنامح سيكون "أون لاين" فقط، وسيعرض عبر مختلف حسابات "التفلزيون العربي" الاجتماعية، مع احتمال أن ينتقل لاحقاً إلى الشاشة في مواسمه الأخرى، مشيرة إلى أنه سيشهد بعض التغييرات لناحية الشكل والمضمون، حيث سيتم التركيز بشكل أكبر على الأحداث العربية، في حين سيتم تقديم الأحداث والقضايا السجالية اللبنانية ضمن مقاربة تساعد المشاهد العربي على فهمها.

ويبقى الأهم بالنسبة إلى جحا وفريق عملها هو استمرار العمل ضمن سقف الحرية نفسه الذي كان يتمتع به في حلته السابقة، إذ لم يفرض التلفزيون، الذي يديره الإعلامي عباس ناصر، أي شروط أو محاذير على المضمون أو نوعية الضيوف.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها