السبت 2018/08/18

آخر تحديث: 12:51 (بيروت)

#أخطر_دولة_في_العالم: سوريا الأكاذيب والحقائق

السبت 2018/08/18
#أخطر_دولة_في_العالم: سوريا الأكاذيب والحقائق
احتفالات موالين للنظام في مناطق مدمرة قرب دمشق (غيتي)
increase حجم الخط decrease
تناقل موالون للنظام السوري، مقطع فيديو، يقارن بين الحفلات التي أقامها النظام السوري لفنانين سوريين ولبنانيين في العاصمة دمشق ومناطق أخرى، بالحفلات والنشاطات الترفيهية في أبرز الوجهات السياحية العالمية، مثل أثينا اليونانية وإيبيزا الإسبانية.


ودمج الفيديو، مقاطع جديدة وقديمة لسوريا، مع القول أن "سوريا الأسد" كانت واحدة من أكثر الدول "أماناً" في العالم قبل "الحرب الكونية" عليها، وأن نهاية الحرب اليوم تعيد البلاد إلى ما كانت عليه كوجهة سياحية للأجانب، مع القول أن البلاد اجتذبت 1.5 مليون سائح العام 2017.



والحال أن الفيديو الجديد جزء من حملة أوسع بعنوان #أخطر_دولة_في_العالم، بدأت منذ أن كشف مؤشر "السلام العالمي" الصادر عن "معهد الاقتصاد والسلام" في وقت سابق من الشهر الجاري، تصدّر سوريا للائحة أخطر دولة في العالم للعام 2018، قبل كل من أفغانستان وجنوب السودان والعراق والصومال.



وطوال الأيام الماضية، امتلأت صفحات موالية للنظام بمقاطع فيديو وصور لـ"إظهار صورة الحياة الحقيقية" في سوريا من وجهة نظرهم، والتي "يشوهها الإعلام الإرهابي". واللافت أن تلك المقاطع كانت باللغة الانجليزية في معظمها، وتم ترويجها عبر مواقع وشبكات روسية ناطقة بالانجليزية أيضاً، في جهد مستمر للتأثير في الرأي العام العالمي.

وفي المقطع الجديد، تبرز الغاية بوضوح من ذلك التأثير، حيث تتم دعوة المشاهدين إلى المقارنة بين حال السائحين الأجانب "المتدفقين" على البلاد، مع "السوريين" الذين يعيشون خارج البلاد، أي اللاجئين السوريين الهاربين من جحيم الحرب والدولة البوليسية التي خلقها النظام قبل عقود وما زال متمسكاً بها. ويتزامن ذلك مع دعوات النظام وحلفائه لإعادة اللاجئين، بغض النظر عن توافر الشروط الإنسانية اللازمة، من أجل إنهاء هذا الملف والبدء بعملية "إعادة الإعمار".

ولا تتم الإشارة بالطبع إلى أن أرقام السياحة في سوريا كانت حوالي 8.5 ملايين زائر سنوياً قبل الثورة، أما الآن فغالبية شركات الطيران ترفض حتى المرور في الأجواء السورية، مع مقتل حوالي نصف مليون إنسان وتهجير نصف السكان، مع الإشارة إلى أن النظام السوري وتنظيم "داعش" يتحملان مسؤولية تدمير ونهب عشرات المواقع الأثرية التي كانت مدرجة ضمن لوائح اليونيسكو للتراث الإنساني، مثل معبدي بيل وبعل شامين في تدمر، والمدرج الروماني الكبير في بُصرى.

ومن نافل القول أن الحملة ككل تقدم صوره كاذبة عن البلاد التي لم تكن في أحد الأيام "آمنة"، فالأمان لا يعني فقط عدم وجود الحرب، بل يعني أيضاً عدم الخوف والثقة في النظام السياسي القائم، وهو ما كان مفقوداً في البلاد التي حُكمت بقبضة حديدية منذ العام 1970. ولعل ملف المعتقلين والكشف عن الإعدامات الميدانية بحقهم في سجون النظام، دليل واضح على مستوى ذلك "الأمان" الزائف.

ويصنف المعهد، الوضع الأمني في الدول وفق 23 مؤشراً مختلفاً، منها "معدلات الجريمة، العنف، الإرهاب، الصراعات الداخلية". مع الإشارة إلى أن سوريا تحتل المرتبة الرابعة للدول التي تقمع حرية الصحافة في العالم، للعام الثاني على التوالي، بحسب تقرير التصنيف العالمي لحرية الصحافة 2018، الصادر عن منظمة "مراسلون بلا حدود".

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها