الإثنين 2018/06/04

آخر تحديث: 19:48 (بيروت)

المعلم يهين "الفوقية" اللبنانية!

الإثنين 2018/06/04
المعلم يهين "الفوقية" اللبنانية!
يتنكر لفائدة النظام من تجنيس أزلامه عبر "إهانة" لبنان وتصويره دولة فاشلة (غيتي)
increase حجم الخط decrease
لم يسعف الوقت اللبنانيين للرد على وزير الخارجية السوري وليد المعلم، حين انتقص من قيمة لبنان، وقال ان شوارع سوريا خالية من النفايات، بخلاف الحال لدى جيرانه. فاللبنانيون كانوا مشغولين بمرسوم التجنيس الذي تحدثت معلومات عن أنه يتضمن إسماء شخصيات نافذة من جماعة النظام السوري.. وقد حاول المعلم التخفيف من الاعتراض على تجنيس أزلامه، وتخفيض وقعه، باعتباره أمراً غير مؤثر ولا يستوجب نقداً بالنظر الى ان سوريا "أنظف"، ولبنان "تفوح منه رائحة كريهة"!

لم يأتِ الرد لبنانياً صرفاً، لأن اللبنانيين الذين ضاقوا ذرعاً بفشل الحكومة بحل أزمة النفايات، باتوا عرضة لإهانة لا يتحملون مسؤوليتها، ووضعتهم الدولة على "كل لسان"، وجعلتهم مضرب المثل الأسوأ في الشرق الاوسط... فالتزموا الصمت الى حد كبير، حقداً على دولة فاشلة جعلت سكانها عرضة لإهانات المعلم وسواه. 

في تصريحه، أحيا المعلم الفوقية السورية على اللبنانيين، وطرح نفسه، في معرض المقارنة، في رتبة أعلى من اللبنانيين في وقت حاضر. وليس التصريح الا رداً على إجباره من قبل اللبنانيين في وقت سابق على الانسحاب من لبنان في العام 2005، وبالتالي، فقدان دمشق ادعاء "القوامة السورية على لبنان". 

فقدان دمشق لهذه الصفة، قادت المعلم الى تقريع اللبنانيين بمناسبة كيل المديح لسلطات بلاده ونجاح حكومته بطمر النفايات. ففي هذا اللغة الخطابية، لا يحاول من خلال التقريع تقديم نفسه كـ"وليّ نعمة" على اللبنانيين فحسب، بل الشامت بما يتغني به اللبنانيون به، أي الجمال، والشامت بالجهود الحكومية الفاشلة باحتواء أزمة النفايات... وبالتالي، فإنه كان يردّ، ضمناً، على المعترضين على تجنيس السوريين في لبنان، بالايحاء ان اعتراضكم على السوريين لا يعني أنهم في موقع أفضل، ولا في بلد أفضل، أقله، بلد تفوح منه رائحة النفايات!

وفيما كان السوريون يردون على المعلم، أعطاه بعض اللبنانيين بصمة على ايحاءاته بأن الجنسية اللبنانية أدنى شأناً من السورية. حين ذهبوا للدفاع عن حق التجنيس، أهانوا الجنسية اللبنانية، مثل مذيعة قناة "أو تي في" التي اعتبرت أن الجنسية اللبنانية ليست جنسية من الطراز الاول.. وهو ما ينتظره المعلم وسواه لاظهار فوقية على اللبنانيين، ولعدم الاعتراف بالجميل اللبناني على السوريين، في حال كانت الاسماء الواردة ضمن قائمة قانون التجنيس صحيحة، كونها ستوفر انقاذاً اقتصادياً للنظام السوري، وتتيح له استعادة العافية في قطاع المال والاعمال.   

ولأول مرة يؤازر السوريون على نطاق واسع، جيرانهم اللبنانيين، من غير خلفيات "شخصية". فالطرفان الرافضان لتصريحات المعلم، ولتجنيس الشخصيات القريبة من النظام السوري في لبنان، قسما الادوار بين مهتم بنقض قانون التجنيس، وبين آخر يفند للمعلم أسباب غياب النفايات عن شوارع المدن السورية. 

وبحسب هؤلاء، فإن النفايات الناتجة عن وجود الناس، ينتفي وجودها حين يموتون أو يهجرون الى منافيهم البعيدة.. فضلاً عن انه "لا وجود لشوارع في سوريا بعد تدميرها". المدن السورية "مدمرة"، وشوارعها خالية، فمن أين ستأتي القمامة؟ 
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها