الأربعاء 2018/06/20

آخر تحديث: 18:27 (بيروت)

جريمة في الولايات المتحدة: أطفال يُفصلون عن ذويهم

الأربعاء 2018/06/20
increase حجم الخط decrease
القيم الاميركية التي تحدثت عنها وزارة الخارجية في بيان اصدرته اليوم لمناسبة اليوم العالمي للاجئين، يتناقض الى حد كبير مع القرار الاميركي القاضي بفصل أبناء المهاجرين غير الشرعيين عن ذويهم عند الحدود الأميركية الجنوبية. فالصور المؤلمة التي انتشرت خلال اليومين الماضيين، وتظهر أطفالاً يبكون ألماً لفصلهم عن ذويهم، هي ردّ غير مباشر على التناقض الاميركي بين الأقوال والأفعال.  
ونشرت وسائل اعلام أميركية صوراً تظهر عشرات الأطفال، وهم داخل قفص حديدي ضخم في ولاية تكساس يستخدم كمكان لاحتجازهم المؤقت.

كل صورة من الصور المنتشرة التي تظهر الاجراء الاميركي، تحكي قصة منفصلة، استجلبت تنديداً دولياً ومحلياً بالإجراء المؤلم. هو ألم أرادته السلطات الاميركية عقاباً للراغبين بالهجرة غير الشرعية. ثمة تناقض بين السياسة والمعايير الانسانية. هما مقاربتان لا تلتقيان. اختارت ادارة الرئيس دونالد ترامب التصرف بمنطق دولة مجرّد عن المنطق الانساني في مقاربة أزمة تدفق المهاجرين غير الشرعيين. وأظهرت الصور والتعليقات المنتشرة في مواقع التواصل، لا انسانية القرار. ووصل انتقاده الى الذروة، حيث عارضته نساء الرؤساء الاميركيين. 

ففي منزل ترامب نفسه، نددت زوجته ميلانيا ترامب بالقرار. فقد أعربت المتحدثة باسم ميلانيا، ستيفاني غريشام، عن بالغ أسف السيدة الأولى إزاء رؤية الأطفال المفصولين عن ذويهم، ونقلت عن زوجة رئيس البلاد تشديدها على ضرورة أن تكون الولايات المتحدة دولة قانون، لكن من دون التخلي عن الرحمة. وعبّرت عن أملها في أن يتمكن الجمهوريون والديموقراطيون في الكونغرس من التوصل إلى اتفاق على إجراء إصلاح ناجح في مجال الهجرة يتيح وضع حد لحوادث كهذه.

كذلك، نشرت صحيفة "واشنطن بوست" مقالا بقلم زوجة الرئيس الأميركي الأسبق جورج بوش الابن، لورا، حمّلت فيه الرئيس ترامب المسؤولية عن فصل الأطفال عن ذويهم، مشيرة إلى أن ذلك يأتي في إطار "سياسة عدم التسامح" التي أعلنها البيت الأبيض.

ويأتي التنديد من أروقة البيت الابيض، في ظل اتساع رقعته على مساحة العالم. فصورة الطفلة التي تبكي بحرقة قرب قدمي ذويها، هي "واحدة من الصور التي تطبع في دماغك ولا يمكنك التخلص منها، تماماً مثل صور الأطفال من الحرب السورية"، بحسب الكاتب والصحافي المقيم في الولايات المتحدة، حسين عبد الحسين. وتمثل حكماً، واحدة من التناقضات التي تعتري ادبيات السياسة الاميركية وممارسيها. فقد تعهدت وزارة الخارجية اليوم، في اليوم العالمي للاجئين، بأن واشنطن ستواصل مساعدة اللاجئين الأكثر ضعفاً في العالم ، "مما يعكس القيم العميقة للشعب الأميركي". والغريب أن هذا الاعلان لا يستوي مع الممارسة، ذلك انه "صيف وشتاء تحت سقف واحد". كيف يمكن لدولة عظمى تساعد اللاجئين حول العالم، أن تفصل أطفال المهاجرين عن ذويهم بهذه الطريقة؟ 

والحال ان أطفال المهاجرين غير الشرعيين، باتوا جزءاً من مشهد أعم، يمثل فيه الاطفال 52% من اللاجئين حول العالم. وأكد مفوض اللاجئين، فيليبو غراندي، اليوم، ان حماية الأشخاص الفارين من الاضطهاد والعنف والحرب هو عمل إنساني أساسي تتقاسمه جميع الثقافات ويكرسه القانون الدولي.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها